توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هيستيريا

  مصر اليوم -

هيستيريا

بقلم - دينا عبدالكريم

لا يغضبنى فى كل أمراضنا الاجتماعية شىء قدر غضبى من الهيستيريا فى المشاعر.

هيستيريا الحب للوطن التى تدعى أنه ليس فى الإمكان أروع مما كان وأننا جميعا سعداء وليس بيننا فقير أو مظلوم أو محتاج.. هى نغمة مضحكة كشفها الجميع وصارت مدعاة للسخرية بين الجميع إلا بين أوساط مردديها والمنتفعين بها.. حب الوطن بالنسبة لى هو خلعة القلب حين ينهشه فاسد، إحساسك بالملكية الحقيقية لشوارعه ومنافعه ورغبتك الأصيلة فى الحفاظ عليها.. تعففك عن مكسب سريع هو فى أصله سرقة من أموال الناس.. صيحة تشجيع وسند لكل من ارتدى العلم ممثلا لهذا الوطن دون النظر إلى أى اعتبارات أخرى.. احترام الدم لا المتاجرة به.. حب الوطن هو الصراخ لإفاقة أى غافل مهما كانت مكانته.. واحترام الاختلاف مهما علت حدته.. حب الوطن قيمة تجعلك (ابن أصول) وتحفظك من الهيستيريا.

حتى الحب بين رجل وامرأة.. مضحك جدا هو الانبهار بصور جميلة وكلمات غزل وحب متبادل «أنت حب حياتى، عمرى وفرحتى» كلها مجرد كلمات.. لطيف أن نسمعها.. الحقيقة أن الحب يبدو باهتا جدا إن لم يختبر.. الحب الحقيقى هو تلك المشاعر التى تمتحن خلال سنوات من الزواج وخبرة أطفال ومسؤوليات مادية واجتماعية وعائلية.. اعبر كل هذه الامتحانات ثم حدثنى عن الحب.. تحمل واصبر.. اسند وقم وساعد.. اختلف وتشاجر ثم سامح وانسَ واضحك.. اقترب وابتعد واخلص وقاوم.. ثم حدثنى عن الحب.. كلما قلت الهيستيريا.. تعمق الحب وتأصل.. وصار مريحا ونافعا ودافعا لأصحابه ليكونوا أشخاصا أفضل.

قدر ما أجد هيستيريا الحب غير ناضجة ومضحكة أحيانا.. غير أن ما يكسر القلب حقا هو هيستيريا الكراهية.. هيستيريا الكراهية مرعبة وخانقة.. وقدر روعة الحب القادر على تلوين الحياة وجعلها مكانا أفضل للجميع.. قدر كون الكراهية تجعل من صاحبها شخصا منبوذا يبتعد عنه الناس لا إراديا.

مسموح لنا جدا أن نختلف فنفارق، ألا نرتاح فنبتعد، أن نفشل فنغضب.. لكن من غير الصحى ولا الطبيعى أن أصب كراهيتى على كل البشر.. النهاية التى ندركها متأخرا أننا جميعا (غلابة) وحتى من كان جزءا من حزنى وتعاستى هو أيضا تعيس ويحتاج لبعض من حب حتى ولو لم يستحقه.. فمن منا يستحق!

الهيستيريا تحول الأمور العادية التى يمكن التعامل معها إلى أعراض مرضية مزيفة تعطل المواجهة والتغيير وحتى الرضا والفرح بأسباب السعادة المشروعة.

ليتنا ندرك مصابنا.. ونتعامل معه بوعى.. فنشفى ونحيا.

نقلا عن المصرى اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هيستيريا هيستيريا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon