توقيت القاهرة المحلي 10:59:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قوة (النموذج)!

  مصر اليوم -

قوة النموذج

بقلم : دينا عبدالكريم

وقف المحاضر لمدة ساعة يتحدث عن أمجاده ونجاحاته وعن برامجه لمساعدة الناس وتغيير حياتهم وكيف يقدم برامجه التدريبية التى تساعد الناس لاستخدام مواهبهم فى خلق سوق عمل.. كان حديثه مبهرا للدرجة التى لفتت انتباه كل الموجودين بالقاعة.. إلا أنا!! فقد كنت أعرفه جيدا وقابلته فى مواقف مختلفة ورأيت زاوية أخرى لحياته، ببساطة المثل صار عندى مكسورا ومهتزا بسبب التطبيق!

شابة تنظر بسخرية لأبيها وهو يعنفها ويهددها قائلا (ماعندناش بنات تصاحب!) والجميع ينصحها بالخضوع لهذا الأب لأنه (يخاف على مصلحتها) بينما هى من داخلها غير قادرة على احترامه لأنها وحدها تعرف «سره» وعلاقاته المتعددة مع أخريات غير أمها!

ببساطة أنا وأنت اختبرنا فى حياتنا الكثير من (الشهادات المهتزة) و(العبارات العظيمة الخالية من أى تأثير) فقط لأن أصحابها اختاروا الطريق الشائع من العمل على (صورتهم، وكلماتهم) بينما لم يقدروا أبدا على تحمل نفقة ومشقة أن يقدموا (النموذج الحقيقى) لشكل الحياة التى يتحدثون دائما عنها!

يفشل القادة الاجتماعيون فى إصلاح المجتمع.. الذين لم يصلحوا بيوتهم وحياتهم!

يفشل أبرع السياسيين الذين يقدمون أعظم التحليلات عما يجب أن يكون.. لأنهم لم يقدموا نماذج شخصية لأحزابهم أو تياراتهم السياسية

يفشل القادة الدينيون الذين يكلمون الناس عن القناعة والفضيلة والصبر.. لنفس الأسباب!

هذه قاعدة بديهية معروفة لصناعة التأثير.. إنك لا تصنع تأثيرا بسبب موقعك أو شهرتك أو حتى سلطتك- قد تحقق شهرة- لكن ليس تأثيرا، ولعل معظمنا يستحضر صورة محمد صلاح  كنجم شعبى حقيقى يصنع تأثيرا يصلح أن نسميه (شعبيا) لأنه يمس كل القطاعات وليس أقرب من نموذج صورته أثناء قراءته لكتاب حقق أعلى مبيعات وتحميل خلال عدة ساعات بعدها.

صناعة النموذج تنسحب حتى على المؤسسات الكبرى، فلو سألتك عن نموذج لمؤسسة طبية مشرفة وناجحة هل ستتذكر أغلى مستشفى فى مصر أم ستتذكر ذلك المستشفى المجانى القابع فى حى السيدة زينب الشعبى، النموذج الذى يمتحن بالمعايشة والاختبار والصمود أمام هجمات وتحديات يبقى هو الأصدق والأكثر تأثيرا.

لو استطاعت حكومتنا فقط أن تتبنى اكتشاف 10 آلاف مصرى، يقدم كل منهم نموذجاً فى مجاله لـ10 آلاف آخرين.. ستحصد فى شهور التغيير الذى نتحرك فى مكاننا دون أن نجده ونحرث فى البحر دون أن نحصده لسنين طويلة!

الحقيقة أنك شئت أم أبيت تدعم (نماذج) وتصدرها للناس كصورة عامة.. المشكلة تبقى دائما فى اختياراتك.

نقلا عن المصري اليوم 
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قوة النموذج قوة النموذج



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon