تعرف أن العقل الجمعى لمجموعة من البشر قد تغيرت مقاييسه بقياس التصرفات المتكررة والتى تلقى قبولا اجتماعيا ولا تلقى أى نفور من القطاع الأعم من الناس وتقيسها على مقاربات لنفس التصرفات فى زمان آخر.. فقد يبقى رد فعلهم واحدا ومقاييسهم واحدة أو يتطور أو يتدهور.. هذه كلها ملاحظات لا ترقى لكونها أبحاث فى علم الاجتماع لكن قد تسميها ملاحظات اجتماعية!
تغير المجتمع فى تغير نظرته للجريمة الحقيقية، واعتبار أن الجريمة الأكبر فى الحديث عنها أو الغضب منها أو الاهتمام بها.. من مبدأ اكفى ع الخبر..!
تغير المجتمع فى تعريف (قيمة الفرد) ووضعها فى مكانها الصحيح مما يضمن وضع كل منا فى مكانه الصحيح ويضمن سلامة الأدوار..
أسرد لك فيما يلى قصصا حقيقية حدثت بالفعل هذا الأسبوع:
1- واقعة تسريح مجحف لبعض العاملين فى إحدى كبرى شركات البناء والتشييد فى مصر وتحديدا فرع الشركة بالجزائر، على خلفية واقعة وفاة زميلهم فى موقع العمل لنقص شروط السلامة والأمن الصناعى.. حتى الآن قد تعتقد أن الإجراء فى غاية الإنصاف مهلا.. كان هذا هو ما كنا نعتقد حين قمنا بدورنا فى طرح الموضوع.. فقد طرحنا شكوى ممثل عن العمال واعتمدنا حقه فى طرح شكواه، وضمنا حق الرد لرئيس مجلس إدارة الشركة لضمان بيان الحقيقة كاملة.
بعد مواجهة للطرفين على الهواء مباشرة يتبين التالى:
- تسريح العمال كان سببه (التجمهر والغضب) ساعة وفاة زميلهم وطرقهم لأبواب المسؤولين بالموقع بقوة شابهت تكسير مكتب المسؤول.
- كان رد العمال: «هذا رد فعل طبيعى وغاضب لحظة رؤياك لزميل لك مثجى فى جراحه ولا يوجد من يتحرك لمساعدته حتى فى الوصول للمستشفى ونحن فى بلد غريب».
- رد المسئول: لقد أكرمناهم بالاكتفاء بالاستغناء عنهم وعدم (تسليمهم) للسلطات بتهمة إثارة الشغب!!!
- سؤالنا: ما الإجراء الذى تم اتخاذه مع المسؤول المتسبب فى الواقعة (رئيس الوردية، مهندس الموقع) الذى يعد مسؤولا مباشرا عن أصل الموضوع.. سلامة العاملين.
- إجابة المسؤول: لا لم يتم الاستغناء عنهم!!
بدون تعليق
2- أثناء مناقشة قانون تسيير المركبات باستخدام التطبيقات التكنولوجية (أوبر وكريم) نسأل أحد السادة النواب المسؤولين عن وضع بنود القانون عن سبب الخلاف مع الشركات يقول: «نحن أردنا أن يكون لوزارة الاتصالات الصلاحية للاطلاع على بيانات المستخدمين ومواقعهم، والشركة تصر أن هذا من بنود خصوصية المستخدمين، وأن الاطلاع على البيانات يحتاج إلى إذن من النيابة، بينما نهتم نحن بذلك».
يطرح السؤال: «وماذا عن بند لتشديد إجراءات (أمن المواطن) وتأهيل السائقين لمنع أو تقليل الحوادث؟» وتأتى الإجابة: «الشركة تأخذ حذرها ولديها إجراءاتها والحوادث واردة الحدوث»!!!!
بدون تعليق
3- مسؤولون كبار فى الدولة يطلقون تصريحات عن عقاب المواطنين المتخلفين عن المشاركة فى الانتخاب بصورة هزلية أقرب إلى عقاب تلاميذ فى المرحلة الإبتدائية! يتعجب الجميع للتصريحات ويرونها أسوأ ما كان فى المشهد الانتخابى المصرى.
يتولى صحفى بسوء تقدير جمع هذه التصريحات فى عنوان واحد.
تثور ثائرة جموع الصحفيين وتتبرع شخصيات بوصف الصحفى والمؤسسة بالخيانة والتشويه والتعمد والتضليل.. وفى وسط الزحام ينسى الناس - أو يتناسون - محاسبة من أدلى بالتصريحات المهينة من الأساس!
نقلاً عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع