توقيت القاهرة المحلي 22:56:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ميراث الغضب

  مصر اليوم -

ميراث الغضب

بقلم - دينا عبدالكريم

موروث أصبح جزءا من ثقافتنا، قدر هائل من التشكك وتوجس الخطأ من كل من هم فى منصب، واعتبار أن الأقرب للواقع هو أن القرارات عليهم وليست لهم.. تأخذ منهم ولا تعطيهم!.

ميراث لا تقدر أحيانا أن تلومهم عليه.. فقد عانى المصريون الكثير، فما بين حكومات عملت لصالح بقائها، وحكومات اتخذت قرارات بدون دراسة، وحكومات اتخذت قرارات دون الاعتبار لتوضيح وشرح وتهيئة الرأى العام لقراراتها- عاش المصريون طويلا.

وليس أوضح من أزمة وزارة التربية والتعليم مع أولياء الأمور بشأن تغيير منظومة التعليم الأساسى وإلغاء المواد المنفصلة مثل الرياضيات والعلوم ودمجها مع مادتى الدراسات الاجتماعية واللغة العربية فى كتاب واحد.. يبدو وكأنه كتاب أساسيات عامة وموضوعات شاملة.. مع تدريس اللغة الإنجليزية كلغة منفصلة حتى الصف السادس الابتدائى.. التغيير يتضمن إلغاء الامتحانات للتعليم الأساسى وإعادة إهداء الطفولة التى سلبناها من أجيال سابقة ويتضمن بناء الشخصية وتعليما تفاعليا..

هذا ما فهمناه حين قرأنا وحين بحثنا وحين طلبنا المعلومة من مصادرها.. أمور تبدو جيدة فى مجملها.. لكن الناس كونوا انطباعا استخلصوه من ميراث الغضب القديم لديهم.. ومن صفحات يديرها أشخاص سذج أو موتورون لترويج الفضائح والكوارث، وحتى الأخبار الإيجابية صارت مادة جيدة لاستعراض المزيد من التفاهة.. فما أسهل أن يروجوا «أن هذا ليس تطويرا.. وأنكم تقضون على أحلام الطبقة المتوسطة فى تعليم جيد»!!، وكثيرا من الاتهامات التى إن سمعناها بمعزل عن فهمنا للتطوير.. سنصدق أننا نتعرض لمؤامرة ضد أبنائنا وسنصدق أن الدولة تعمل حقا ضد مصلحة مواطنيها.. هذا خطاب يليق بقائليه ويلقى رواجا لدى شعوب لديها ما يكفيها من ميراث الغضب!!.

المشكلة التى تؤرقنى فعلا.. ليست فقط الغضب بغير مبرر حقيقى، أو حتى الغضب رغم كون القرار إيجابيا فى مجمله.. ولا حتى غضب الناس من رجل بقيمة وقامة د. طارق شوقى، فتلك أمور تعتادها الشخصيات العامة.

ما يشغلنى هو تفويت الفرص لتوحيد صفنا وتحويل الغيورين إلى شركاء.. الحقيقة أن الغاضبين بالنسبة لى أفضل كثيرا من المنساقين والمؤيدين بلا وعى!! فالغاضب شخص لديه رأى يكون نتيجة خبرات، ولديه توقعات يعتقد أنك خذلتها..

التعامل مع المواطن الغاضب يجب أن يأتى من منظور التفهم لميراثه القديم، وأن بناء الثقة يحتاج إلى كثير من الخطوات نصفها شرح واع لما سيحدث قبل أن يحدث ونصفها الآخر مصداقية فى تنفيذ الوعود.

وكيف يخسر مسؤولونا طواعية قوتهم ودعمهم من الناس بتصريحات فوقية لا تحترم حقهم فى الفهم، أو غياب ومخاصمة لمخاطبة الرأى العام إلا بعد حدوث الأزمة.

ميراث الغضب.. يحتاج إلى استثماره كى يتحول- بسهولة - إلى رصيد من الدعم وعزوة من المخلصين.

الناس يريدون منك أن تحترمهم..

كما تحتاج أنت - كمسؤول- إلى دعمهم.

نقلا عن المصرى اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميراث الغضب ميراث الغضب



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon