توقيت القاهرة المحلي 05:30:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ميراث الغضب

  مصر اليوم -

ميراث الغضب

بقلم - دينا عبدالكريم

موروث أصبح جزءا من ثقافتنا، قدر هائل من التشكك وتوجس الخطأ من كل من هم فى منصب، واعتبار أن الأقرب للواقع هو أن القرارات عليهم وليست لهم.. تأخذ منهم ولا تعطيهم!.

ميراث لا تقدر أحيانا أن تلومهم عليه.. فقد عانى المصريون الكثير، فما بين حكومات عملت لصالح بقائها، وحكومات اتخذت قرارات بدون دراسة، وحكومات اتخذت قرارات دون الاعتبار لتوضيح وشرح وتهيئة الرأى العام لقراراتها- عاش المصريون طويلا.

وليس أوضح من أزمة وزارة التربية والتعليم مع أولياء الأمور بشأن تغيير منظومة التعليم الأساسى وإلغاء المواد المنفصلة مثل الرياضيات والعلوم ودمجها مع مادتى الدراسات الاجتماعية واللغة العربية فى كتاب واحد.. يبدو وكأنه كتاب أساسيات عامة وموضوعات شاملة.. مع تدريس اللغة الإنجليزية كلغة منفصلة حتى الصف السادس الابتدائى.. التغيير يتضمن إلغاء الامتحانات للتعليم الأساسى وإعادة إهداء الطفولة التى سلبناها من أجيال سابقة ويتضمن بناء الشخصية وتعليما تفاعليا..

هذا ما فهمناه حين قرأنا وحين بحثنا وحين طلبنا المعلومة من مصادرها.. أمور تبدو جيدة فى مجملها.. لكن الناس كونوا انطباعا استخلصوه من ميراث الغضب القديم لديهم.. ومن صفحات يديرها أشخاص سذج أو موتورون لترويج الفضائح والكوارث، وحتى الأخبار الإيجابية صارت مادة جيدة لاستعراض المزيد من التفاهة.. فما أسهل أن يروجوا «أن هذا ليس تطويرا.. وأنكم تقضون على أحلام الطبقة المتوسطة فى تعليم جيد»!!، وكثيرا من الاتهامات التى إن سمعناها بمعزل عن فهمنا للتطوير.. سنصدق أننا نتعرض لمؤامرة ضد أبنائنا وسنصدق أن الدولة تعمل حقا ضد مصلحة مواطنيها.. هذا خطاب يليق بقائليه ويلقى رواجا لدى شعوب لديها ما يكفيها من ميراث الغضب!!.

المشكلة التى تؤرقنى فعلا.. ليست فقط الغضب بغير مبرر حقيقى، أو حتى الغضب رغم كون القرار إيجابيا فى مجمله.. ولا حتى غضب الناس من رجل بقيمة وقامة د. طارق شوقى، فتلك أمور تعتادها الشخصيات العامة.

ما يشغلنى هو تفويت الفرص لتوحيد صفنا وتحويل الغيورين إلى شركاء.. الحقيقة أن الغاضبين بالنسبة لى أفضل كثيرا من المنساقين والمؤيدين بلا وعى!! فالغاضب شخص لديه رأى يكون نتيجة خبرات، ولديه توقعات يعتقد أنك خذلتها..

التعامل مع المواطن الغاضب يجب أن يأتى من منظور التفهم لميراثه القديم، وأن بناء الثقة يحتاج إلى كثير من الخطوات نصفها شرح واع لما سيحدث قبل أن يحدث ونصفها الآخر مصداقية فى تنفيذ الوعود.

وكيف يخسر مسؤولونا طواعية قوتهم ودعمهم من الناس بتصريحات فوقية لا تحترم حقهم فى الفهم، أو غياب ومخاصمة لمخاطبة الرأى العام إلا بعد حدوث الأزمة.

ميراث الغضب.. يحتاج إلى استثماره كى يتحول- بسهولة - إلى رصيد من الدعم وعزوة من المخلصين.

الناس يريدون منك أن تحترمهم..

كما تحتاج أنت - كمسؤول- إلى دعمهم.

نقلا عن المصرى اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميراث الغضب ميراث الغضب



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon