توقيت القاهرة المحلي 21:14:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

واشنطن - أنقرة.. ولعبة عضّ الأصابع!

  مصر اليوم -

واشنطن  أنقرة ولعبة عضّ الأصابع

بقلم-سعيد اللاوندى

يخطئ من يعتقد أن الأزمة بين أمريكا وتركيا فى نهاية حلقاتها، فرغم وفود تركية تسعى لإصلاح ذات البين، والتصريحات البنّاءة المنسوبة للسيد أوغلو، وزير الخارجية التركى، تشير إلى ذلك، فإن التصريحات الأخيرة لأردوغان وترامب تؤكد أن الأزمة فى طريقها للتصعيد، والليرة التركية تسير يوماً بعد يوم نحو الهاوية.

والحق أن تركيا ظلت، لسنوات طويلة، تدّعى ما ليس فيها، وكانت تردد هذه الأكاذيب الأبواق الدعائية الإخوانية، فكم من مرة سمعنا ترهات هنا وهناك عن الاقتصاد التركى وقوته، فإذا به ينهار بين يوم وليلة، وبمجرد أن ضاعفت الولايات المتحدة الرسوم على الحديد والألومنيوم، وتتحدث الأوساط الأمريكية عن حزمة أولى من العقوبات الاقتصادية تستعد لها الولايات المتحدة الآن، وبالتالى فإن مستقبل الاقتصاد التركى لا يبشر بخير. اللافت للنظر أن الدول التى كانت تبدو حليفة لتركيا قد تخلت عنها فى محنتها، والثابت أن دولة قطر لم تلتفت إليها فى البداية، ولم تغير موقفها إلا بعد أن هددتها تركيا بإلغاء القاعدة العسكرية التركية الموجودة فى الدوحة. أما بقية الدول، مثل روسيا والصين وإيران، فقد اكتفت بالكلمات المعسولة التى لا تشفى ولا تُسمن من جوع، وتبخرت - تبعاً لذلك - الفكرة التى عبّر عنها أردوغان، وهو فى حالة غضب، عندما قال إن الدول الحليفة لتركيا ستبحث إمكانية خلق عملة دولية جديدة بديلة عن الدولار، وغاب عن باله أن النظام المصرفى العالمى أعقد وأكثر عمقاً من هذا الكلام السطحى الذى يدغدغ به أردوغان مشاعره.

والثابت أن الخطر على الأمة العربية المقبل من أحفاد عثمان لهو أكبر من الخطر المقبل من دولة أخرى مثل إسرائيل التى لم تقطع تركيا يوماً علاقتها بها، بل إن السور العنصرى الذى تبنيه إسرائيل ليفصل بين المستوطنين والعرب الفلسطينيين (أصحاب البلاد الحقيقيين) تموله تركيا منذ البداية وتوفر له مواد البناء من رمل وأسمنت وحديد.

أما جماعة الإخوان، التى كانت تتدثر بالدفء التركى، فقد وجدت نفسها فى العراء، فبعد اهتزازات النظام القطرى هربت إلى تركيا، واليوم لا تجد براً أو بحراً يعصمها من الهول الأعظم الذى تتعرض له.

تركيا تمر بأزمة حقيقية، وبدون خطط مدروسة تحاول أن تتصل بدول تآمرت عليها مثل سوريا، وكم من مرة هددت بأنها ستقطع مياه نهرَى العاصى وبردى، باعتبار أنهما ينبعان من داخل تركيا.

لقد وجدت أنقرة نفسها فى مهب الريح الأمريكى، ولا يُضمر لها السيد ترامب إلا مزيداً من العقوبات ويتوعدها بانهيار مدوٍّ لاقتصادها الذى ثبت أنه يعتمد بالكامل على الدعم الأمريكى. أما حلف الناتو، باعتبارها عضواً فيه، فلم تتحرك دوله، وثبت أنها كانت أرضاً لقواعده العسكرية فقط لا غير، وكانت تركيا تستخدمه كفزاعة تخيف به دول الشرق الأوسط، ولذلك فإن القبض على القس الأمريكى واتهامه بأنه كان جاسوساً هو خطأ ستندم عليه تركيا، ولن تتخلى أمريكا عن السيد «جولن»، المعارض التركى، الذى يعيش على أرضها.

الأزمة لم تكتمل فصولاً، والحق أن تركيا لا أمل لها فى حلول عاجلة، إلا إذا تراجعت عن موقفها، وإلا فالانهيار لاقتصادها مقبل لا محالة.

نقلا عن الوطن 
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشنطن  أنقرة ولعبة عضّ الأصابع واشنطن  أنقرة ولعبة عضّ الأصابع



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon