توقيت القاهرة المحلي 07:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عدوان ثلاثى جديد على سوريا

  مصر اليوم -

عدوان ثلاثى جديد على سوريا

بقلم : د. سعيد اللاوندى

 ليس من شك فى أن الرئيس ترامب هو مجرم حرب بموافقة دولية وأخرى أممية، فهذه الضربة التى وجهها إلى سوريا فجر أمس «السبت» بتعاون مع فرنسا وبريطانيا بقيادة أمريكية هى محاولة لحفظ ماء الوجه الأمريكى، بعد أن أعلن الرئيس ترامب أكثر من مرة أن ضرب سوريا أصبح مسألة مفروغاً منها، وأن هذا الأمر سيتم خلال أيام ريثما يتم التنسيق مع ماكرون وتيريزا ماى.

الغريب والعجيب أن أحداً من الدول العربية لم يتحرك، بل بالعكس هناك دول عربية أبدت استعدادها للمشاركة فى هذه الضربة ودول أخرى فتحت فضاءاتها أمام الطيران الغربى لضرب سوريا.

هذا العدوان الثلاثى بقيادة أمريكا يذكرنا بالعدوان الثلاثى على مصر عام 1956 ولا نملك إلا أن نشيد بالجيش العربى السورى الذى تصدى لهذا العدوان الذى بُنى على ترهات ومزاعم لا أساس لها من الصحة.

فلم يحدث أن ضرب الرئيس بشار الأسد شعبه لا فى خان شيخون ولا فى الدومة بأسلحة كيماوية، ومثلما تأكد وباعتراف تونى بلير، رئيس حكومة بريطانيا فى حينه، أنه لم تكن هناك أسلحة دمار شامل فى العراق ولا فى ليبيا، وأن كل ما بُنى على عدوان غربى لم يكن إلا من قبيل الأكاذيب.

المؤسف أن جامعة الدول العربية التى تُسمى نفسها منظومة العمل العربى المشترك لم تُحرك ساكناً، وكأن سوريا ليست دولة عربية مؤسسة لجامعة عام 1945، وها هى انشغلت بقمتها التى تُعقد بالظهران بالمملكة العربية السعودية.

وأعتقد أن الشىء نفسه حدث مع الأمم المتحدة التى ظهرت فى صورة ضعيفة، وحتى لا ينهار نظامها الأساسى بدت على لسان أمينها العام البرتغالى وكأنها متواطئة مع هذه الضربات الظالمة.

ومثلما انهارت العراق، وبعدها ليبيا واليوم اليمن وسوريا، فلا يجب أن ننسى كلمة جون بولتون، سكرتير عام الأمن القومى الأمريكى، الذى قال مع المحافظين الجدد إن البداية ستكون العراق، ثم نثنّى بسوريا، أما مصر فهى الجائزة الكبرى!

الشعب العربى السورى يمر بأزمة لا حدود لها والدول العربية قد تخلت عنه ووجد نفسه وحيداً إلا من مساعدة على استحياء تأتيه من إيران وروسيا، وتؤكد أمريكا أن الضربات المقبلة ستشمل الدول الإقليمية التى تؤيد سوريا.

لقد اعتصمت سوريا بفلسفة المقاومة، وينطبق ذلك على مؤيديها الإقليميين، مثل إيران وحزب الله ولبنان.

لكن أن يكون الشعب العربى السورى هكذا مشاعاً وقابلاً للضرب فى أى لحظة وقتما يقرر الكاوبوى الأمريكى ذلك، فذلك أمر مؤسف.

ومن المؤسف كذلك أن بعض الدول تحرض الرئيس ترامب على ضرب سوريا، ونستطيع أن نقول إن هذه الدول قد دفعت ثمن هذه الضربات مقدماً، وهذا إيذان بأن الأمة العربية قد انهارت تماماً، ولم يعد لها احترام لا فى نفوس الدول الغربية، ولا فى نفوس الأمريكان.

ضرب سوريا حتى إن كان محدوداً يفتح الطريق أمام نشوب حرب عالمية ثالثة، فروسيا التى شعرت بإهانة، وكذلك إيران، لن تظلا صامتتين مدى الحياة.

نقلا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عدوان ثلاثى جديد على سوريا عدوان ثلاثى جديد على سوريا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon