توقيت القاهرة المحلي 21:14:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمريكا.. وفن إشعال الحرائق

  مصر اليوم -

أمريكا وفن إشعال الحرائق

بقلم : د. سعيد اللاوندى

 ليس من شك أن صورة أمريكا فى زمن «ترامب» تختلف عن صورة أمريكا كما فهمناها فى زمن من سبقوه فى البيت الأبيض.

لكن أهم ما يميز هذه المرحلة فى حياة أمريكا السياسية هو التردد فى اتخاذ القرارات، فضلاً عن براعة الرئيس ترامب فى إشعال الحرائق فى كل مكان.

فمثلاً عندما اتخذ قراراً بأن تكون القدس، «كامل القدس»، عاصمة لإسرائيل ضارباً عُرض الحائط بالمرجعيات الدولية التى تحتفظ بها المنظمة الأممية العالمية، التى تتحدث عن القدس الشرقية باعتبارها عاصمة لدولة فلسطين، والقدس الغربية بوصفها عاصمة لإسرائيل.

الغريب أن معظم دول العالم رفضت هذا القرار الأمريكى الجائر، لأنه يهدم مباحثات السلام التى تجرى منذ سنوات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ورغم ذلك أصرت أمريكا على موقفها ونقلت سفارتها إلى القدس بدلاً من تل أبيب، فأشعلت الحرائق فى الشرق الأوسط دون أن تبالى بالمظاهرات الفلسطينية التى تخرج كل يوم جمعة تطالب بالقدس مدينتهم وبالمسجد الأقصى التى منعت فيه إسرائيل الصلاة وفرضت أمريكا موقفها وتعاملت مع دول العالم، وكأنها دول تحكمها أمريكا بالحديد والنار.. فما تراه سيكون وما لا تراه لن يحدث!

وانتقلت أمريكا - ترامب إلى مكان آخر فى الشرق الأوسط، وهو إيران، فقامت بالانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى الغربى ظناً منها أن انسحابها سيجعل دول الاتحاد الأوروبى تنسحب هى الأخرى، وبذلك ينهار الاتفاق تماماً، لكن ما حدث هو العكس فالاتحاد الأوروبى قد تمسك بالاتفاق وذهب مسئولون أوروبيون والتقوا بمسئولين إيرانيين وأعلنوا أن هدفهم هو الإبقاء على الاتفاق الذى تم بين دول 5+1 من بينها أمريكا، فإذا انسحبت فليبق الاتفاق مع الدول الخمس.

وأكدت «موجرينى»، مفوضة السياسة الخارجية الأوروبية أن أوروبا متمسكة بالاتفاق وتحدثت عن تعويض إيران مادياً فى حالة مطالبتها بتقليص تدخلها فى الشرق الأوسط.

الغريب أن «ترامب» بدأ يتحدث عن إمكانية إجراء مباحثات مع طهران لعمل اتفاق جديد ناهيك عن أن معركة من نوع ما نشبت بين واشنطن من ناحية، وبروكسل من ناحية أخرى بسبب هذا القرار الأرعن! وبينما يحتدم الخلاف بين أمريكا ودول الاتحاد الأوروبى بسبب الاتفاق، ظلت طهران بعيدة حتى الآن، المهم أن أمريكا أشعلت الحرائق فى المنطقة أيضاً.

ولم تهدأ أمريكا، بل انتقلت إلى شبه الجزيرة الكورية وفوجئ العالم بأن ترامب ألغى بمفرده لقاءه الذى كان مقرراً بعد أسابيع فى سنغافورة مع زعيم كوريا الشمالية فأشعل الحرائق فى هذه المنطقة، ثم بسبب أن رد فعل كوريا الشمالية كان هادئاً وأعربت عن أملها فى أن يحدث هذا اللقاء فى الوقت المناسب لأمريكا.

هنا أعاد «ترامب» التفكير فى هذه القمة الملغاة وتحدث عن إمكانية حدوثها فى الشهر المقبل، فأحدث بذلك زلزالاً فى العالم، وتحديداً فى روسيا والصين واليابان وكوريا الجنوبية، فحديثُ عن الإلغاء يعقبه حديث عن اللقاء بلا مقدمات.

باختصار أشعل «ترامب» حرائق فى شبه الجزيرة الكورية، وجعل العالم كله يضع يده على قلبه خوفاً من حدوث مواجهة نووية.

بمعنى آخر، أشعل الرجل الحرائق فى العالم دون أن يأبه بالنتائج، وكأنه صبى صغير يلهو ويلعب دون أن يهتم بشىء.

نقلًا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمريكا وفن إشعال الحرائق أمريكا وفن إشعال الحرائق



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon