توقيت القاهرة المحلي 07:14:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمريكا.. وفن إشعال الحرائق

  مصر اليوم -

أمريكا وفن إشعال الحرائق

بقلم : د. سعيد اللاوندى

 ليس من شك أن صورة أمريكا فى زمن «ترامب» تختلف عن صورة أمريكا كما فهمناها فى زمن من سبقوه فى البيت الأبيض.

لكن أهم ما يميز هذه المرحلة فى حياة أمريكا السياسية هو التردد فى اتخاذ القرارات، فضلاً عن براعة الرئيس ترامب فى إشعال الحرائق فى كل مكان.

فمثلاً عندما اتخذ قراراً بأن تكون القدس، «كامل القدس»، عاصمة لإسرائيل ضارباً عُرض الحائط بالمرجعيات الدولية التى تحتفظ بها المنظمة الأممية العالمية، التى تتحدث عن القدس الشرقية باعتبارها عاصمة لدولة فلسطين، والقدس الغربية بوصفها عاصمة لإسرائيل.

الغريب أن معظم دول العالم رفضت هذا القرار الأمريكى الجائر، لأنه يهدم مباحثات السلام التى تجرى منذ سنوات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ورغم ذلك أصرت أمريكا على موقفها ونقلت سفارتها إلى القدس بدلاً من تل أبيب، فأشعلت الحرائق فى الشرق الأوسط دون أن تبالى بالمظاهرات الفلسطينية التى تخرج كل يوم جمعة تطالب بالقدس مدينتهم وبالمسجد الأقصى التى منعت فيه إسرائيل الصلاة وفرضت أمريكا موقفها وتعاملت مع دول العالم، وكأنها دول تحكمها أمريكا بالحديد والنار.. فما تراه سيكون وما لا تراه لن يحدث!

وانتقلت أمريكا - ترامب إلى مكان آخر فى الشرق الأوسط، وهو إيران، فقامت بالانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى الغربى ظناً منها أن انسحابها سيجعل دول الاتحاد الأوروبى تنسحب هى الأخرى، وبذلك ينهار الاتفاق تماماً، لكن ما حدث هو العكس فالاتحاد الأوروبى قد تمسك بالاتفاق وذهب مسئولون أوروبيون والتقوا بمسئولين إيرانيين وأعلنوا أن هدفهم هو الإبقاء على الاتفاق الذى تم بين دول 5+1 من بينها أمريكا، فإذا انسحبت فليبق الاتفاق مع الدول الخمس.

وأكدت «موجرينى»، مفوضة السياسة الخارجية الأوروبية أن أوروبا متمسكة بالاتفاق وتحدثت عن تعويض إيران مادياً فى حالة مطالبتها بتقليص تدخلها فى الشرق الأوسط.

الغريب أن «ترامب» بدأ يتحدث عن إمكانية إجراء مباحثات مع طهران لعمل اتفاق جديد ناهيك عن أن معركة من نوع ما نشبت بين واشنطن من ناحية، وبروكسل من ناحية أخرى بسبب هذا القرار الأرعن! وبينما يحتدم الخلاف بين أمريكا ودول الاتحاد الأوروبى بسبب الاتفاق، ظلت طهران بعيدة حتى الآن، المهم أن أمريكا أشعلت الحرائق فى المنطقة أيضاً.

ولم تهدأ أمريكا، بل انتقلت إلى شبه الجزيرة الكورية وفوجئ العالم بأن ترامب ألغى بمفرده لقاءه الذى كان مقرراً بعد أسابيع فى سنغافورة مع زعيم كوريا الشمالية فأشعل الحرائق فى هذه المنطقة، ثم بسبب أن رد فعل كوريا الشمالية كان هادئاً وأعربت عن أملها فى أن يحدث هذا اللقاء فى الوقت المناسب لأمريكا.

هنا أعاد «ترامب» التفكير فى هذه القمة الملغاة وتحدث عن إمكانية حدوثها فى الشهر المقبل، فأحدث بذلك زلزالاً فى العالم، وتحديداً فى روسيا والصين واليابان وكوريا الجنوبية، فحديثُ عن الإلغاء يعقبه حديث عن اللقاء بلا مقدمات.

باختصار أشعل «ترامب» حرائق فى شبه الجزيرة الكورية، وجعل العالم كله يضع يده على قلبه خوفاً من حدوث مواجهة نووية.

بمعنى آخر، أشعل الرجل الحرائق فى العالم دون أن يأبه بالنتائج، وكأنه صبى صغير يلهو ويلعب دون أن يهتم بشىء.

نقلًا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمريكا وفن إشعال الحرائق أمريكا وفن إشعال الحرائق



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
  مصر اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon