توقيت القاهرة المحلي 09:57:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاتفاق النووى بين لغة المصالح ولغة «الكاوبوى»

  مصر اليوم -

الاتفاق النووى بين لغة المصالح ولغة «الكاوبوى»

بقلم : د. سعيد اللاوندى

 ليس خافياً على أحد أن «أمريكا - ترامب» تتصرف فى موضوع الاتفاق النووى الإيرانى الغربى وكأن الاتفاق حدث معها وليس مع «دول 5+1»، ولذلك كان الرئيس «ترامب» يتصور أنه لو انسحب من الاتفاق فإنه سوف ينهار ويصبح كالعدم سواء بسواء.ِ

والحق أن دول الاتحاد الأوروبى، بالإضافة إلى بريطانيا، متمسكة بالاتفاق، بل إن وزير خارجية فرنسا قد زار طهران وعقد معها صفقات تجارية، ضارباً بالقرار الأمريكى عرض الحائط، ناهيك عن أن طهران أكدت أنها لن تتأثر بالحصار الذى فرضته أمريكا عليها، وأن الأمر سيمر حتماً بعد شهر أو شهرين، ونسى الجميع أن طول فترة الحصار على طهران جعل الشعب الإيرانى يخلق بدائل تجعله يتغلب على تبعات هذا الحصار الظالم.

أياً كان الأمر، يبدو أن طهران تريد أن تقهر لغة «الكاوبوى»، التى عبّر عنها الرئيس ترامب، بتوثيق علاقاتها مع دول الاتحاد الأوروبى، وأن أموراً تجارية سوف تسير الهوينى بين طهران من ناحية وبين عواصم أوروبا من ناحية أخرى، ولا عزاء لأمريكا التى عزلت نفسها، أو على حد تعبير أحد كبار المسئولين الإيرانيين: لقد خرجت من الاتفاق باعتبارها الشريك المزعج، وهو ما يعنى أن الاتفاق أصبح أكثر راحة عن ذى قبل.

ولقد حرصت السيدة «موجرينى»، المفوضة الأوروبية، على أن تؤكد متانة العلاقات مع طهران انطلاقاً من المصالح المتبادلة، دون أن تنسى أن تذكر أن هذا الاتفاق قد استغرق سنوات وسنوات حتى يتم إعلانه وقد جاء بأُكله، وانسحاب أمريكا أو عدم انسحابها لن يؤثر على بنود الاتفاق الذى كان بين «دول 5+1» فأصبح مع «دول 5» بعيداً عن أمريكا.

والحق أن أوروبا وزنت الاتفاق من باب المصالح التجارية التى تغنمها من إيران، ناهيك عن حالة الهدوء التى تسيطر على طهران وعدم تعلقها بتخصيب اليورانيوم كما كانت.

باختصار، لقد ربحت لغة المصالح الأوروبية وخسرت لغة الكاوبوى الأمريكية.

والمؤسف أن «أمريكا ترامب» تتصور أنها سيدة العالم بلا منازع، وكانت ترى أن انسحابها سوف يؤدى إلى انهيار الاتفاق، لكن ما حدث هو أن أوروبا ضحّت بأمريكا وتمسكت بلغة المصالح مع طهران، بل إن مساندة دول أوروبا لطهران ستجعلها أقوى فى مواجهة الجبروت الأمريكى، وهو ما عبّر عنه وزير خارجية ألمانيا ونظيره البريطانى اللذان أكدا أن الاتفاق مع طهران باقٍ ومستمر.

وليس من شك فى أن الخلاف فى هذه الحالة سيكون مع أوروبا (أقرب الحلفاء إلى أمريكا) ولن يكون مع طهران وحدها، قد لا يصل الأمر إلى مواجهات عسكرية مع واشنطن بطبيعة الحال، لكن لن يخلو الأمر من ملاسنات قد تُنذر بكثير من الشر يتحمل الرئيس ترامب مسئوليته وحده لأنه، على ما يبدو، لم يستشر أحداً فى هذا القرار الذى سعدت به دول خليجية إلى جانب إسرائيل.

 نقلا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاتفاق النووى بين لغة المصالح ولغة «الكاوبوى» الاتفاق النووى بين لغة المصالح ولغة «الكاوبوى»



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
  مصر اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon