توقيت القاهرة المحلي 07:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاتفاق النووى بين لغة المصالح ولغة «الكاوبوى»

  مصر اليوم -

الاتفاق النووى بين لغة المصالح ولغة «الكاوبوى»

بقلم : د. سعيد اللاوندى

 ليس خافياً على أحد أن «أمريكا - ترامب» تتصرف فى موضوع الاتفاق النووى الإيرانى الغربى وكأن الاتفاق حدث معها وليس مع «دول 5+1»، ولذلك كان الرئيس «ترامب» يتصور أنه لو انسحب من الاتفاق فإنه سوف ينهار ويصبح كالعدم سواء بسواء.ِ

والحق أن دول الاتحاد الأوروبى، بالإضافة إلى بريطانيا، متمسكة بالاتفاق، بل إن وزير خارجية فرنسا قد زار طهران وعقد معها صفقات تجارية، ضارباً بالقرار الأمريكى عرض الحائط، ناهيك عن أن طهران أكدت أنها لن تتأثر بالحصار الذى فرضته أمريكا عليها، وأن الأمر سيمر حتماً بعد شهر أو شهرين، ونسى الجميع أن طول فترة الحصار على طهران جعل الشعب الإيرانى يخلق بدائل تجعله يتغلب على تبعات هذا الحصار الظالم.

أياً كان الأمر، يبدو أن طهران تريد أن تقهر لغة «الكاوبوى»، التى عبّر عنها الرئيس ترامب، بتوثيق علاقاتها مع دول الاتحاد الأوروبى، وأن أموراً تجارية سوف تسير الهوينى بين طهران من ناحية وبين عواصم أوروبا من ناحية أخرى، ولا عزاء لأمريكا التى عزلت نفسها، أو على حد تعبير أحد كبار المسئولين الإيرانيين: لقد خرجت من الاتفاق باعتبارها الشريك المزعج، وهو ما يعنى أن الاتفاق أصبح أكثر راحة عن ذى قبل.

ولقد حرصت السيدة «موجرينى»، المفوضة الأوروبية، على أن تؤكد متانة العلاقات مع طهران انطلاقاً من المصالح المتبادلة، دون أن تنسى أن تذكر أن هذا الاتفاق قد استغرق سنوات وسنوات حتى يتم إعلانه وقد جاء بأُكله، وانسحاب أمريكا أو عدم انسحابها لن يؤثر على بنود الاتفاق الذى كان بين «دول 5+1» فأصبح مع «دول 5» بعيداً عن أمريكا.

والحق أن أوروبا وزنت الاتفاق من باب المصالح التجارية التى تغنمها من إيران، ناهيك عن حالة الهدوء التى تسيطر على طهران وعدم تعلقها بتخصيب اليورانيوم كما كانت.

باختصار، لقد ربحت لغة المصالح الأوروبية وخسرت لغة الكاوبوى الأمريكية.

والمؤسف أن «أمريكا ترامب» تتصور أنها سيدة العالم بلا منازع، وكانت ترى أن انسحابها سوف يؤدى إلى انهيار الاتفاق، لكن ما حدث هو أن أوروبا ضحّت بأمريكا وتمسكت بلغة المصالح مع طهران، بل إن مساندة دول أوروبا لطهران ستجعلها أقوى فى مواجهة الجبروت الأمريكى، وهو ما عبّر عنه وزير خارجية ألمانيا ونظيره البريطانى اللذان أكدا أن الاتفاق مع طهران باقٍ ومستمر.

وليس من شك فى أن الخلاف فى هذه الحالة سيكون مع أوروبا (أقرب الحلفاء إلى أمريكا) ولن يكون مع طهران وحدها، قد لا يصل الأمر إلى مواجهات عسكرية مع واشنطن بطبيعة الحال، لكن لن يخلو الأمر من ملاسنات قد تُنذر بكثير من الشر يتحمل الرئيس ترامب مسئوليته وحده لأنه، على ما يبدو، لم يستشر أحداً فى هذا القرار الذى سعدت به دول خليجية إلى جانب إسرائيل.

 نقلا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاتفاق النووى بين لغة المصالح ولغة «الكاوبوى» الاتفاق النووى بين لغة المصالح ولغة «الكاوبوى»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon