توقيت القاهرة المحلي 10:42:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإسلاموفوبيا.. بريطانيا ليست بريئة

  مصر اليوم -

الإسلاموفوبيا بريطانيا ليست بريئة

بقلم : د. سعيد اللاوندى

  الإسلاموفوبيا تعنى الخوف المرضى وغير المبرَّر من الدين الإسلامى، وكانت الصحف الغربية تكتب عنها فى منتصف تسعينات القرن الماضى على استحياء، وتؤكد أن دوائر الإسلاموفوبيا تتسع فى أوروبا يوماً بعد يوم.

وللإنصاف، يجب أن نذكر أن دولاً مثل بريطانيا التى تطلق على نفسها بريطانيا العظمى تغذى هذه الإسلاموفوبيا، فلا ينسى أحد أنها كانت تفتح حدودها لكل المعارضين وتوفر لهم الملاذات الآمنة وتمنحهم حق اللجوء السياسى وتملأ بهم «هايد بارك»، وكانت تساعدهم وما تزال فى عقد المؤتمرات المعارضة.

والحق يُقال، كنت تجد المعارضة العربية والإسلامية تملأ الأرجاء، وقد حذّرتها بعض الدول العربية من أن الإرهاب الذى يسيطر على المعارضين سوف يضرب بريطانيا ويحوّل أمنها إلى اضطرابات، لكن واصلت بريطانيا العظمى نهجها، وضرب الإرهاب بالفعل مدنها، وأصبحت أرضها مهد الإرهاب فى العالم، وارتبطت بها جماعات العنف والإرهاب، وكان طبيعياً أن تظهر فيها حملات مثل حملة «عاقب مسلماً!» التى تنتشر فيها حالياً انتشار النار فى الهشيم.

وبدلاً من أن تتحدث لندن عن الإسلاموفوبيا فى الخارج بدأت تتحدث عن الإسلاموفوبيا فى الداخل، ووجدنا أنفسنا فى المناطق العربية والإسلامية وراء القضبان بتهمة نشر التطرف فى العالم.

والحق أن بريطانيا هى التى غذّت هذه الإسلاموفوبيا، وكنا نظن أن رئيس الحكومة الأسبق «تونى بلير» هو الأسوأ عالمياً، وإنما ظهر لينافسه «كاميرون» وتبز الجميع السيدة «تيريزا ماى» رئيسة الحكومة الحالية.. بمعنى آخر، لقد أصبح الإنسان منا إرهابياً قحاً لمجرد أنه وُلد فى دولة عربية ويحمل جواز سفر أخضر اللون.

والحق أن دول أوروبا هى المسئولة عن اتساع دوائر الإسلاموفوبيا، فهى تصنع الظاهرة وتتهمنا بها فى نفس الوقت.

والحق أن بريطانيا التى تسمى نفسها «عظمى» لا تضمر لنا إلا كل الشر، وتدّعى أنها معقل الديمقراطية فى العالم، وتشاء الأقدار أن يضرب الإرهاب لندن، وامتد لهيبه ليصل إلى مجلس العموم، ناهيك عن الشوارع والميادين فى قلب العاصمة البريطانية.

وللإنصاف، لم تنسَ بريطانيا بعدُ أنها كانت إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس، ولذلك تتعامل مع دول المنطقة العربية تعامُل السيد مع العبد، وتحاول جاهدة أن تجعل الإرهاب من نصيب المسلمين فقط فى أنحاء العالم، وهذا غير صحيح، فالألوية الحمراء المتهمة بالإرهاب فى اليابان ليسوا مسلمين، وحالقو الرؤوس فى فرنسا ليسوا مسلمين، وجماعة الإيتا الانفصالية فى إسبانيا ليسوا مسلمين، لكن بريطانيا - التى كانت يوماً عظمى - تخلق ظاهرة الإسلاموفوبيا وتعمل على توسيع دوائرها وتحتضن حملة «عاقب مسلماً»، ثم تتهم المسلمين بذلك!

بريطانيا، ودول أخرى فى أوروبا، ليست بريئة، ففى دول الاتحاد الأوروبى هناك نحو 30 مليون مسلم يعانون من إلصاق تهمة الإرهاب بهم واتهامهم بالعنف لا لشىء إلا لأنهم مسلمون، وتقف جماعات بريطانية وراء اتهامهم بأنهم يسعون إلى «أسلمة» أوروبا، وهذا تجنٍّ لا أساس له من الصحة، وحدها أوروبا وأمريكا هى المسئولة عن إشعال نيران الإسلاموفوبيا فى كل مكان.

نقلاً عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإسلاموفوبيا بريطانيا ليست بريئة الإسلاموفوبيا بريطانيا ليست بريئة



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon