توقيت القاهرة المحلي 11:42:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تركيا فى مواجهة العالم العربى

  مصر اليوم -

تركيا فى مواجهة العالم العربى

بقلم - سعيد اللاوندى

يجب أن لا ننسى أن تركيا عضو بارز فى حلف الناتو (حلف شمال الأطلسى)، وأنها أقرب إلى الاتحاد الأوروبى أو القارة العجوز منها إلى العالم الإسلامى منذ أن قام كمال أتاتورك بعلمنة الدولة.

صحيح قد نجد المساجد والمآذن والتكيات التى تملأ الأرجاء، لكن تركيا الحاضر ليس لها علاقة بالإمبراطورية العثمانية القديمة أو الرجل المريض الذى كانت تطمع فيه دول العالم.

ويجب أن لا ننسى أيضاً أن تركيا أقنعت الدول الكبرى، مثل أمريكا وروسيا، بأنها أصلح دولة يمكن أن تكون المتحدث الرسمى باسم الدول الإسلامية، وقد تلقفت أمريكا هذا الأمر بالترحاب، وبدأت تنظر إلى أنقرة وكأنها رمانة الميزان فى المنطقة، فبدلاً من أن تكون أمريكا طرفاً فى معادلات القوة بالمنطقة الإسلامية رأت أن تركيا يمكن أن تقوم بهذا الدور، وكذلك فعل الدب الروسى، وما التنسيق الذى تم مؤخراً بين موسكو وأنقرة بشأن «عفرين» السورية إلا أحد تجليات التعاون التركى الروسى.

باختصار، نحن أمام دولة، هى تركيا، لم تعد تُخفى العداء للدول العربية والإسلامية، وهى تعتزم أن تبنى مجدها على العلاقة العدائية الجديدة مع العالم الإسلامى، ويبدو أن السياسة الخارجية التركية تسير عكس ما كان يريد أحمد داوود أوغلو، وزير الخارجية التركى السابق، الذى كان يرى أن تكون الدول الإسلامية الحالية تابعة لتركيا وأن تتخلى الأخيرة عن حُلم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى وتعود للالتحام بدول العالم الإسلامى.

أياً كان الأمر نحن أمام تركيا جديدة لا تتورع عن إعلان العداء للدول العربية، وما تصريحات وزير خارجيتها الحالى ضد اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر وقبرص وإصرار بلاده على التنقيب عن الغاز فى شرق المتوسط إلا شكل من أشكال العداء السافر لمصر وللدول العربية التى يبدو أن تركيا لا توليها ما تستحق من اهتمام.

والحق أننا نعيش نظاماً دولياً لم يعد يمتُّ للنظام الدولى القديم بصلة، فإسرائيل لم تعد العدو الأول كما كانت، بمعنى أن إسرائيل ستظل عدواً كلاسيكياً دون شك، لكن تركيا احتلت مكانها لتصبح العدو الأول، أما إسرائيل فسوف تظل عدواً لكن تحتل المرتبة الثانية.

وإذا علمنا أبعاد التنسيق بين تركيا وإسرائيل أدركنا أننا أمام جبهة مكونة من دولتين هما أنقرة وتل أبيب تساعدهما الدول الكبرى لتشكل تحدياً وسيفاً مسلطاً على الدول العربية.

علينا أخيراً أن نفطن لتحركات تركيا التى كانت سبباً فى اندلاع الحرب العالمية الأولى وقد تكون سبباً فى اندلاع الحرب العالمية الثالثة التى تُعرف فى أدبيات السياسة الغربية بحروب تركيا فى شرق المتوسط.

بمعنى آخر إن تركيا يبدو أنها تستعد لحرب ضروس مع دول العالم العربى وبمساعدة الدول الغربية، ولا غبار فى أن تكون البداية مع مصر وقبرص وتحديداً فى شرق المتوسط!!

نقلا عن الوطن القاهرية

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تركيا فى مواجهة العالم العربى تركيا فى مواجهة العالم العربى



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon