توقيت القاهرة المحلي 10:32:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«بوليتيكا سد النهضة»

  مصر اليوم -

«بوليتيكا سد النهضة»

بقلم - سعيد اللاوندى

فى مؤتمر دولى للمياه بسويسرا كان يشارك أحد الخبراء المصريين وهو الدكتور عبدالفتاح مطاوع، رئيس قطاع مياه النيل الأسبق والأستاذ المتفرغ حالياً بالمركز القومى لبحوث المياه التابع لوزارة الموارد المائية والرى، ولاحظتُ أن كل المؤتمرين كانوا ينتظرون مداخلة الدكتور مطاوع الذى ألقى كلمته باللغة الإنجليزية التى يتقنها، وتبيّن لى أنه كان يبعث برسائل طمأنة للجميع بأنه لا خطر إطلاقاً على دول المصب (مصر والسودان) مما يُقال عن نقص مياه النيل، وهالنى أن قال إن مصر مثلاً فى المواسم ذات الوفرة النيلية تركت أكثر من 40 ملياراً من مياه النيل لتهبط فى مياه البحر المتوسط، حدث هذا أكثر من مرة، ومن ثم فالحديث عن نقص مياه النيل وتعرُّض سكان مصر والسودان للعطش هو حديث إفك لا أساس له من الصحة.

هذه المعانى هى ما قاله هذا الخبير المائى فى كتاب بعنوان «بوليتيكا سد النهضة» يقع فى نحو 416 صفحة من القطع الصغير، حاول أن يضم بين دفتيه خلاصة الجدل الذى يُثار حول السد.

اللافت للنظر أن الدكتور مطاوع، الذى عمل نائباً سابقاً لمعهد البحر المتوسط للمياه فى مارسيليا بفرنسا، لا يرى ضرورة لهذا الهلع الذى ينتاب بعض المؤسسات المصرية أو مبرراً لهذا الخوف الذى يسيطر على قطاعات من الشعب المصرى، وبلا أى غضاضة يُحمّل بعض وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة مسئولية هذا الجدل العقيم لأن من يكتبون يجهلون أدبيات إدارة الأزمة كما لا يعرفون علاقة مصر الأخوية بدول حوض النيل.

يضم الكتاب نحو ستة عشر فصلاً يروى فيها الدكتور مطاوع جزءاً من تفاصيل حياته، خصوصاً الرحلات الداخلية والخارجية وسنواته التى أمضاها فى السودان وكينيا ولقاءه مع بعض الخبراء من أوروبا وأمريكا، أما الفصل السابع عشر فقد حرص على أن يجعله يضم الوثائق المهمة لاتفاقيات فاعلة مثل اتفاقية عنتيبى واتفاقية القسطنطينية وبعض الأوراق ذات الصلة التى أجمعت حولها الدول المشاطئة للنهر، ويتميز الكتاب بأنه محايد وصريح وموضوعى، فضلاً عن أن مؤلفه كتبه بأسلوب رصين وكان هادئاً طوال الوقت، لأنه لا يرى ضرورة للتوتر، فمياه النيل هى شريان الحياة فى مصر، لكنها أيضاً دافع للتنمية فى دول حوض النيل.

ولم ينسَ أن يذكر لنا أن إثيوبيا فى زمن زيناوى هى التى أطلقت اسم سد النهضة على السد الذى كان يُعرف باسم سد الحدود أو سد الألفية.

باختصار، عبدالفتاح مطاوع يرى أن إدارة أزمة النيل والتعامل سياسياً مع إثيوبيا والاهتمام بتفعيل اتفاقية القسطنطينية سوف يؤدى لى حلحلة أزمة مياه النيل ولا داعى للخوف أو الهلع فى دول المصب، فمياه النيل يمكن أن تكون عامل وحدة وليس عاملاً للتفرقة.

وينتهى الكتاب بكلمات قوية تقول: «إن رسالتنا للعالم تتلخص فى ضرورة احترام قواعد ومبادئ القانون الدولى المتعلقة بالأنهار الدولية المشتركة حتى لا تجرفنا قوانين الغابة إلى كوارثها التى لا ينجو منها أحد وليس فيها طرف منتصر وآخر مهزوم».

نقلا عن الوطن القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بوليتيكا سد النهضة» «بوليتيكا سد النهضة»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon