بقلم : د. سعيد اللاوندى
بلا أدنى مبالغة أحدثت زيارة الرئيس السيسى إلى روسيا نقلة نوعية فى العلاقات الثنائية بين البلدين، فالزيارات الخمس السابقة كانت ترسى دعائم تعاون وثيق أما هذه الزيارة السادسة فركزت على إطلاق مشروع الشراكة فى كافة المجالات، والحق أن الرئيس السيسى قد التقى بكبار رجال الدولة ورئيس الوزراء لكنه اختزن مجموعة القضايا الإقليمية للحديث مع الرئيس بوتين حولها وجهاً لوجه، وقد نالت الأزمة السورية الوقت الأكبر وشرحت فيها القيادة السياسية أن الحل السياسى هو الأمثل وليس الحل العسكرى بمعنى أن يجلس جميع الفرقاء دون نبذ أو إبعاد على مائدة مفاوضات واحدة للتفكير فى مستقبل سوريا.
والحق يقال إن مصر هى الدولة الوحيدة التى كانت تتكلم عن الحل السياسى.. كان ذلك قبل سنوات، واليوم يتحدث العالم كله عن الحل السياسى فكان لمصر قصب السبق فى هذا الموضوع الذى لم تتأخر فيه عن مساعدة الشعب العربى السورى فقدمت تسهيلات عديدة للاجئين السوريين على أرضها ولم تعتبرهم لاجئين وإنما اعتبرتهم مواطنين يعيشون على أرضهم.
وناقش الرئيس السيسى مع نظيره الروسى الأزمة اليمنية والليبية والعراقية مرجحاً كفة الحل السياسى.
وتناولت المباحثات محطة الضبعة المصرية باعتبار أن روسيا قد التزمت بإنشاء المفاعل النووى المصرى السلمى.
وقد طغت الصبغة الاقتصادية على هذه الزيارة بحيث تطورت معادلة الاستيراد والتصدير بين البلدين وتماهت الدولتان فى أمور اقتصادية عديدة وأصبحت روسيا شريكاً وصديقاً مخلصاً تقود مع مصر عملية التنمية والتطور.
هذه الأمور هى ما جعلت العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا أكثر عمقاً وقد برزت هذه الشراكة فى حفاوة الاستقبال والكلمات التى قيلت وكلمة رئيس مصر أمام اتحاد الفيدرالية وبذلك يكون أول رئيس أجنبى يخاطب العقلية الروسية مؤكداً على أبعاد الشراكة ومخاطباً الرئيس بوتين بالصديق الغالى. ومعلوم فى العلاقات الدولية أن العلاقات بين دولتين تتأسس على جانبين، الأول هو الاحترام المتبادل للشعوب وتقدير الشعب المصرى للشعب الروسى معروف قديماً وحديثاً.
باختصار هذه الزيارة اختصرت الطريق بين القاهرة وموسكو فالاهتمام بروسيا يشمل كافة المجالات وستحتفل الدولتان فى القريب العاجل بالشراكة الثقافية التى تربط بين الشعبين منذ أكثر من 75 عاماً.
نقلا عن الوطن
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع