توقيت القاهرة المحلي 18:32:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

.. وفجأة دخلت كوريا الشمالية بيت الطاعة الأمريكى!

  مصر اليوم -

 وفجأة دخلت كوريا الشمالية بيت الطاعة الأمريكى

بقلم : د. سعيد اللاوندى

لم ننسَ بعد التصريحات النارية التى كان يطلقها كيم أون زعيم كوريا الشمالية ويُهدّد فيها بالوصول برؤوسه النووية إلى عمق العمق الأمريكى، وكان الرئيس ترامب يرد بتصريحات مضادة يؤكد فيها أنه لن يقف مكتوف الأيدى، باختصار كان العالم يحبس أنفاسه على وقع هذه التصريحات التى جعلت الحرب العالمية الثالثة قاب قوسين أو أدنى، لذلك تطوعت روسيا بتصريحات تُحبّذ فيها انعقاد قمة بين ترامب وكيم أون تنزع فتيل الأزمة المشتعلة بين أمريكا وكوريا الشمالية، ومالت الصين إلى كفة روسيا، وكذلك فعلت اليابان.

وتقرّر بالفعل بعد أخذ ورد بين الجانبين انعقاد قمة سنغافورة، التى استمرت أقل من ساعة بين الرجلين، وهلّل العالم لحالة الاسترخاء العسكرى بين كوريا الشمالية وأمريكا، لكن على ما يبدو لقد كانت قمة فى صالح أمريكا وضد كوريا الشمالية، فالنظرة الموضوعية الهادئة تؤكد أن الرئيس ترامب لم يقدم أى شىء، فقط كيم أون هو الذى انبطح أرضاً أمام واشنطن. فالرئيس ترامب لم يرفع العقوبات التى كانت مفروضة على بيونج يانج، كما لم يعد بتحسن التبادل التجارى، وكان كل ما فعله أن منع مناوراته العسكرية مع كوريا الجنوبية.

بمعنى آخر، وبالورقة والقلم كما يقولون، نجد أن كوريا الشمالية قد دخلت إلى بيت الطاعة الأمريكى، راضية مرضية، ولم تحصل على أى شىء من واشنطن، اللهم إلا الوعود بلقاءات بين رجال السياسة من الجانبين، ودعوة لزيارة واشنطن فرح بها كيم أون كطفل.. أما الشعب الكورى الشمالى الذى كان يرفع شعار «وجبة واحدة بدلاً من وجبتين»، ليكون على مستوى التحدى مع أمريكا فلم يحصل على أى شىء، اللهم إلا مجموعة من الوعود.

السؤال الآن: ما سر تسليم كوريا الشمالية نفسها تسليم مفتاح مثلما يُقال فى دنيا العقارات لأمريكا وقيام كيم أون بتدمير قواعده العسكرية إرضاءً للرئيس ترامب دون أن يبالى بأن كوريا الشمالية التى كانت تعظمها شعوب العالم الثالث انهارت صورتها تماماً، وأصبحت تطلب ود الرئيس ترامب مهما كانت الأسباب والنتائج.

باختصار، لقد كان موقف كوريا الشمالية غير واضح، فمن تحدٍّ بلغ عنان السماء وكاد يُفجّر حرباً عالمية ثالثة، إلى صورة قط أليف يصبح بين يوم وليلة برداً وسلاماً على واشنطن.

ليس من شك فى أن واشنطن وبيونج يانج يخفيان سراً هو الذى يحكم العلاقات الدولية العالمية حتى اليوم. فالحق أن كوريا الشمالية خرجت من إطار الدولة المارقة التى كانت تُعادى أمريكا ولا تخشى بأسها إلى دولة مستأنسة، تعيش كغيرها فى ركن هادئ داخل بيت الطاعة الأمريكى، وقد تكشف لنا الأيام القادمة ما أغفله الزمن حيناً من الدهر!

نقلًا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 وفجأة دخلت كوريا الشمالية بيت الطاعة الأمريكى  وفجأة دخلت كوريا الشمالية بيت الطاعة الأمريكى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon