توقيت القاهرة المحلي 12:34:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الاستفراق».. من مصطلحات جمال حمدان

  مصر اليوم -

«الاستفراق» من مصطلحات جمال حمدان

بقلم : د. سعيد اللاوندى

 على غرار «الاستشراق» و«الاستغراب» نحت لنا الجغرافى العالمى جمال حمدن، صاحب كتاب مصر عبقرية المكان، مصطلح «الاستفراق»، ويعنى الاهتمام بالقارة السمراء، وتناول المصطلح مثقف مصرى هو ناجى المنشاوى، فوضع كتاباً حول القارة السمراء سماه الاستفراق، ويعنى الارتباط بالقارة من خلال خمسة فصول هى إشكالية المصطلح والمنهج، ثم تساءل: لماذا علم الاستفراق؟، وخصص فصلاً عن الوعى المصرى الأفريقى، وتحدّث عن مصر أفريقياً، مشيراً إلى أشواك وتحديات المستقبل، وختم بحديث مطوَّل عن القوى الناعمة المصرية، فكأن جمال حمدان بدأ الفكرة أما ناجى المنشاوى فقد بحث فيها ولم يتردد فى أن يضع كتاباً حول الاستفراق الذى يرى أنه دعوة للتأسيس، وقدم له الدكتور حاتم الجوهرى بمجموعة من الإشارات التمهيدية باعتباره المشرف على المركز العلمى للترجمة بالهيئة العامة للكتاب.

والحق أن دعوة الاستفراق، أى الارتباط بالقارة السمراء، جاءت فى وقتها، فعلاقتنا بقارة أفريقيا تتعرض لهزات عنيفة، ويُعتبر سد النهضة فى إثيوبيا حجر عثرة على طريق الاستفراق، لذلك كان جمال حمدان من أوائل من نبّهوا لعلاقتنا الاستراتيجية بالقارة، فوضع كتاباً عن العالم الإسلامى تحدّث فيه لأول مرة عن الاستفراق، وكان يرى أن الارتباط بهذه القارة هو بداية الرقى الذى يمكن أن يكون عنواناً لمصر فى حركاتها المقبلة.

وإذا وضعنا فى الاعتبار استقالة رئيس وزراء إثيوبيا والمظاهرات التى عمت البلاد وتأثير ذلك على مشكلة سد النهضة وحصة مصر التاريخية من المياه، علمنا أن كتاب الاستفراق جاء فى وقته، وأن مؤلفه ناجى المنشاوى وضع نقاطاً كثيرة على الحروف، مؤكداً أن لا خلاص لمصر إلا من خلال ارتباطها بالقارة السمراء باعتبارها عاصمة لأفريقيا وكانت تمثلها فى مجلس الأمن عندما تم اختيار مصر عضواً غير دائم فى الأمم المتحدة.

لقد أبدع المؤلف عندما وقف طويلاً أمام إشكالية المصطلح والمنهج، أما حديثه عن القوى الناعمة المصرية فكان واضحاً عندما قال: «لعل علم الاستفراق يبتغى تقريب المسافات بين المصريين والشعوب الأفريقية والتأكيد على وحدة الهدف والمصير وتنمية مشاعر التآخى الحميم، وهى مشاعر غير غائبة ولكنها تحتاج إلى دعم وتنمية مستمرة من كل مراكز القوى الناعمة المصرية».

كما تكلم المنشاوى عن حضارة مروى والسودان الغربى (تشاد) وغرب أفريقيا (النيجر) متجهاً إلى جنوب هضبة البحيرات (حضارة الباجندا)، بل وربما إلى منطقة روديسيا (حضارة زيمبابوى) فى أقصى أفريقيا الجنوبية.

باختصار، الاستفراق كعلم نحن بحاجة إليه، فالوعى المصرى الأفريقى به فى حاجة إلى تطوير، سيما وأن المؤلف اعتمد على مجموعة من المراجع تؤكد أن قارة أفريقيا ما تزال حاضرة فى حياتنا.. فقط ينبغى أن تعود مصر إليها كما كانت فى زمن منظمة الوحدة الأفريقية.

الدعوة للاستفراق تعنى العودة للأصول، والقارة السمراء هى أصل مصر الذى يجعلها تعانق دول العالم وتتقدم المسيرة نحو التنمية والإصلاح.

نقلا عن الوطن القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الاستفراق» من مصطلحات جمال حمدان «الاستفراق» من مصطلحات جمال حمدان



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon