توقيت القاهرة المحلي 22:53:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التوازن في السياسة والإدارة النفطية

  مصر اليوم -

التوازن في السياسة والإدارة النفطية

بقلم: أمل عبد العزيز الهزاني

لأنها المملكة العربية السعودية، أكبر منتج للنفط الخام في العالم، وفيها أكبر ثاني مخزون نفطي، مالكة شركة «أرامكو» العملاقة، محط النظر والترقب، فإن أي قرار من الحكومة السعودية، أو خبر يتناول هذا الجانب، يصبح بعد دقائق مادة ساخنة لمنصات الإعلام العالمي بكل وسائله، وحديث صالونات رجال الأعمال والمستثمرين في هذا القطاع.
واضح أن الحكومة السعودية تتأهب لطرح «أرامكو» للاكتتاب الأولي في الأسواق العالمية، بفصلها عن وزارة الطاقة إدارياً، من خلال تعيين رجل الأعمال والخبير الاقتصادي رئيس الصندوق السيادي، صندوق الاستثمارات السعودي ياسر الرميان، في رئاسة مجلس إدارة الشركة، بدلاً من وزير الطاقة حينها المهندس خالد الفالح، رجل الحكومة في قطاع النفط.
بدأت رحلة التنقيب عن النفط حتى قبل توحيد المملكة، بقناعة واعتقاد من الملك عبد العزيز، رحمه الله، باحتمالية وجود الذهب الأسود. وبعد توحيد المملكة في عام 1932 بدأ العمل فوراً بخطوات جادة للبحث والتنقيب. ومع أن الحظ والظروف كانت لتخدم الإنجليز لتولي مهام الحفر والتنقيب وبالتالي الشريك، إلا أنهم لم يكونوا ليرجحوا نظرية وجود الزيت الأسود، وظنوا أنها مغامرة، وأخذتهم الغطرسة بعيداً، فكان الأميركيون أكثر ذكاء وبراغماتية، وتأسست معهم حقبة من الازدهار وتشغيل الثروة النفطية للتنمية مع ضخ أول بئر في الدمام عام 1938.
وبعد مراحل، تم إنشاء مؤسسة تعنى بقطاع النفط وعملياته الفنية واستثماراته، وهي وزارة البترول والثروة المعدنية عام 1960، بعد أن أصبح النفط السلعة الأولى في العالم. والملاحظ، أنه لم يعهد أي ملك من ملوك المملكة بحقيبة البترول إلى فرد من الأسرة الحاكمة منذ ذلك الحين، منذ البدايات؛ حيث وقع الاختيار الأول على المهندس العريق عبد الله الطريقي، ثم أحمد زكي يماني، ثم هشام ناظر، ثم علي النعيمي، وأخيراً خالد الفالح، مع حفظ الألقاب.
لا شك أن العمل في هذا القطاع مضنٍ، كما أن المسؤوليات فيه تحتاج إلى خبير ومتخصص، يبرع فيما أصبح يعرف بدبلوماسية النفط. لذلك فالاختيار لا يترك مجالاً للاستفسار أو الحيرة، فقد جاء تعيين الأمير عبد العزيز بن سلمان، بعد عقود من عمله في أروقة الوزارة مستشاراً ووكيلاً ونائباً للوزير، وأخيراً وزيراً للدولة لشؤون الطاقة، إضافة إلى ترأسه لجاناً مهمة في منظمة «أوبك» (الدول المصدرة للنفط)، وإدارة متعددة لشؤون النفط والمعادن، فهو خريج جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، في درجتي البكالوريوس والماجستير، وبعد تخرجه مباشرة عمل في مركز بحثي في الجامعة. أكثر من ثلاثين عاماً، تولى فيها الأمير عبد العزيز مواقع مهمة في إدارة الوزارة البراقة تحت إدارة ثلاثة وزراء عاصرهم وعاصر معهم ظروفاً متقلبة، بعضها كان عصيباً، وبعضها مزدهراً. تخصصه العلمي وخبرته العملية تؤهله إلى حمل هذه الحقيبة الحيوية، في هذا التوقيت الذي تقود فيه الرياض عملية اتزان أسعار النفط في السوق العالمية، بحكم التزاماتها مع دول المنظمة وخارجها بتخفيض الإنتاج، وأهمية جذب المزيد من الاستثمارات في قطاعات النفط، وأهمها الغاز الطبيعي الذي لم يأخذ حقه بعد في الإنتاج والاستثمار.
الأمير عبد العزيز بن سلمان، بشخصيته العملية المعروفة، ودقته، ودبلوماسيته، سيقود وزارة مركبة من مصالح اقتصادية وسياسية، إدارتها ووضع سياسة موزونة لها يحتاجان إلى الكثير من العمق وفهم المصالح التي على أساسها تتحدد سلوك الدول.
الطاقة في بلد مثل المملكة لا تعني النفط والغاز الطبيعي فحسب، بل أيضاً الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح والطاقة النووية، بحكم توفر المصادر الطبيعية لكل منها. ولأن في أغلب التجارب إدارة الثروة أهم من الثروة نفسها، جاء فصل الثروة المعدنية عن الطاقة كخطوة عملية مهمة، مع اكتشافات جديدة لمعادن نفيسة ومهمة في الصناعة كالذهب والفوسفات والألومنيوم والحديد واليورانيوم وغيرها. ونشاط التعدين وحده عملية معقدة من التنقيب وحتى التكرير والتصدير والاستثمار. والتطلعات السعودية لمداخيل المعادن مرتفعة، وعلى أساسها كان مشروع «وعد الشمال»، وهو المشروع الذي أقيم على مساحة شمال المملكة، ويعنى بالتعدين، خصوصاً الفوسفات، صناعة وتجارة واستثماراً.
السعودية تعيش مرحلة فريدة؛ إصلاحات اقتصادية هيكلية، إعادة رسم مستقبلها وفق خطط وأفكار جديدة، تعمل بكامل مواردها وقوتها لتحقيق رؤيتها التي أصبحت رقماً عالمياً؛ 2030.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التوازن في السياسة والإدارة النفطية التوازن في السياسة والإدارة النفطية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%

GMT 21:48 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon