توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإعلام المذعور

  مصر اليوم -

الإعلام المذعور

بقلم : أمل عبد العزيز الهزاني

  عندما تدين المملكة المتحدة الاعتداء الصاروخي الحوثي - الإيراني، الذي فشل في استهدافه مطار الملك خالد الدولي، فلأنه يتصور ماذا لو أن صاروخاً بعيد المدى انطلق من مدينة دبلن الآيرلندية باتجاه مطار هيثرو، وكيف يمكن تخيل رد الفعل تجاه ذلك. كذلك إدانة هذا العمل المشين من قِبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فلأنه لا يتصور أن ينطلق صاروخ كوبي - روسي من كوبا باتجاه مطار ميامي، ولا يستطيع أن يتخيل كيف يمكنه ضبط نفسه حتى يمكنه الرد بشكل مناسب.

هذا ما تتعرض له العاصمة السعودية الرياض، وبهذا النمط يتفهم الأصدقاء.

ثلاثة صواريخ أطلقها الحوثي الليلة قبل الماضية على العاصمة السعودية الرياض، كانت تستهدف مناطق مأهولة، أهمها مطار الملك خالد الدولي وأحياء سكنية أخرى. ومثلها صواريخ تم تفجيرها في السماء من قبل الدفاعات الجوية السعودية استهدفت مدن نجران وجيزان وخميس مشيط.

عمل مستفز ولا شك، وللمملكة حق الرد متى وكيف رأت ذلك. لكن يظل التساؤل الوجيه قائماً؛ لماذا هذا التوقيت وبهذه الكثافة في يوم واحد؟

من وجهة نظري، أعتقد أن النجاحات التي تحققها جولات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خصوصاً على المستويين العسكري والسياسي، انعكست بدورها سلباً على رعاة الحوثي؛ أي إيران وقطر. الرئيس ترمب قالها صراحة؛ سنقاطع أي دولة تدعم الإرهاب. قطر على رأسها بطحة حسست عليها، رغم أنها لم تذكر بالاسم ولا بتلميح. هدد ترمب أيضاً بأنه سيتحرك خلال الشهرين المقبلين ضد إيران. وحتى يكون متأهباً ومرتاحاً داخلياً فقد أحاط نفسه بالصقور؛ عيّن جون بولتن مستشاراً للأمن القومي، وهو المعروف بمواقفه المتشددة والمعادية لإيران، وقبله مايك بومبيو وزيراً للخارجية عوضاً عن ريكس تيلرسون الذي أظهر شيئاً من الأناة والتردد تجاه مقاطعة «الرباعية» لقطر، وتجاه الاتفاق النووي.

كل هذه الأحداث المتتالية التي توافقت مع زيارة ولي العهد لبريطانيا والولايات المتحدة، كانت تحت مراقبة إعلامية لصيقة لكل خطوة واجتماع ولقاء وكلمة، وحتى قائمة ضيوف المناسبات التي حضرها الأمير محمد بن سلمان. وإن أردنا حقاً قياس مدى تأثير هذه الزيارة، وكل ما شملته من صفقات عسكرية وتفاهمات بخصوص مكافحة الإرهاب والحرب في اليمن، فيمكننا ببساطة متابعة الإعلام الإيراني والقطري المذعورين...
«يحسبون كل صيحة عليهم»، قد تكون عبارة صحيحة في ذلك التوقيت، ولكنها مبالغة، إذ إن في أجندة ولي العهد من القضايا ما يتجاوز موضوعات يمكن حسمها خلال مكالمة تليفونية. تابع كل من الإعلام الإيراني والقطري مسار الرحلة الملكية بدقة عالية، وجاءوا بمحللين يقرأون الأحداث بشكل معاكس للواقع، يحاولون التسويق لفكرة أن المشاريع المبرمة حول السلاح والتكنولوجيا والذكاء الصناعي، هي هدر للمال السعودي و«سرقة رسمية» للمليارات التي استطاع الرئيس ترمب وضع يده عليها، ليضيفها لخزانته، ويمنح الأميركيين المزيد من الوظائف.

الحقيقة التي يعرفها رعاة الحوثي، أن المملكة العربية السعودية تبحث عن مواطن استثمار استراتيجية في قطاعات لها مستقبل واعد، وأنها تستثمر جزءاً من هذه الأموال في هذه المشروعات، سواء في الداخل السعودي أو على أراضي دول صديقة. أموال ضخمة تضخها السعودية لتأسيس مشروعات استثمارية في تقنية المعلومات والصناعات العسكرية والتدريب والطاقة النووية والترفيه، ستعود على المملكة وأبنائها بالخير كجزء من الرؤية الوطنية العظيمة 2030.

على إيران ومن يواليها أن يدركوا الواقع الجديد؛ هناك إدارة سعودية تعيد وضع حجر أساس لبناء مختلف لدولة مختلفة، وهناك من الحلفاء والأصدقاء أيضاً إدارات جديدة لن ترخي حبالها لتمرير التجاوزات القطرية، أو تغض الطرف عن تمويل الدوحة للمنظمات الإرهابية والفصائل المسلحة في سوريا وليبيا والبحرين ومصر، والأكيد أنها ستواجه النظام الإيراني مواجهة جدية حول تجاوزاتها في تهريب السلاح وغسل الأموال والاتجار بالمخدرات، وتمويل منظمات إرهابية كـ«حزب الله»، وقتل وتهجير ملايين من المدنيين الأبرياء في سوريا.

إيران تعيش حالة فزع من موقف ترمب الجديد من الاتفاق النووي المعيب؛ سينسحب منه أو يشدد من شروطه، وهذا أمر كارثي لم تضرب له طهران حساباً. لكن لنتذكر أن عامين من توقيع الاتفاق لم يغيرا في الواقع الإيراني شيئاً. الأموال التي حررت وتسلمتها إيران لم تغير من حال المواطن، لأنها ذهبت لتمويل عمليات النظام الخارجية. وخلال هذين العامين أيضاً زاد استياء المواطن الإيراني بدل أن يبتهج بالإعفاء من العقوبات، وخرج متظاهراً إلى الشوارع يكتب على حوائطها أكثر العبارات جرأة ضد المرشد الأعلى منذ قيام الثورة عام 1979. قطر كذلك أهدرت أموالها ليس للاستثمار لصالح مستقبل الدولة، ولا تعزيز شراكاتها الاستراتيجية مع الخارج، بل لاستقدام من هب إليها ودب من العسكر التركي والإيراني لحماية نظامها. أمر مخزٍ لم تفعله أي دولة خليجية. حتى عندما احتل صدام العراق، كان استدعاء القوات الأجنبية بناءً على موافقة عربية دولية في وضع احتلال لا ريب فيه.

الأمور التي تعتزم إدارة ترمب القيام بها لم تكن الرياض سبباً فيها، ولا محرضاً عليها، لكنها تحقق المصلحة العامة لترسية السلام والأمن الدوليين في منطقة الشرق الأوسط والعالم. كما أن التهاون في إعاقة تقدم الإرهابيين والدول الداعمة له مثل قطر وإيران وغيرهما سيرتد مباشرة إلى أوروبا والولايات المتحدة.

نزاعات الشرق الأوسط ليست لغزاً؛ الفاعل معروف ودوافعه وأدواته معروفة، ووسائل لجمه كذلك معروفة، لمن أراد أن يكون حازماً في الردع والحزم وحفظ السلام.

نقلاً عن الشرق الاوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام المذعور الإعلام المذعور



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon