توقيت القاهرة المحلي 22:09:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل أحيت قضية خاشقجي آمال «الإخوان»؟

  مصر اليوم -

هل أحيت قضية خاشقجي آمال «الإخوان»

بقلم : أمل عبد العزيز الهزاني

خبا صيت جماعة «الإخوان المسلمين» منذ نحو عامين؛ لم تعد نشاطاتهم وتصريحاتهم تلهب الوسط الإعلامي وتستفز حكومات المنطقة كما في السابق. نتيجة طبيعية للتضييق عليهم، وكشف حقيقتهم أمام الشارع العربي، وأيضاً أمام إدارة الرئيس دونالد ترمب التي تنظر إليهم بريبة وتميل لكونهم فئة ضالة، عكس موقف إدارة الرئيس السابق أوباما الذي عوّل عليهم لحكم العالم العربي والإسلامي، وساندهم في السر والعلن، وقرّب إلى أفواههم لقمة الحكم سائغة، لكنهم خذلوه كما خذلوا أتباعهم ومناصريهم. أين الجماعة في ظل الظروف الراهنة والمتغيرات السياسية المتعاقبة؟
بخلاف شتاتهم في الدول الغربية، وفتح مكاتب صغيرة بتمويل قطري لإعادة التموضع، فهم في البلدان العربية مختبئون خلف ستار التقية، خوفاً من الحكومات التي تلاحقهم مثل معظم دول الخليج ومصر، أو حتى الشارع الذي لفظهم، كما في تونس وليبيا. المتنفس الوحيد المتاح لهم هي تركيا التي استقطبتهم منذ الثورة على حكم «الإخوان» في مصر، في 30 يونيو (حزيران) 2013، ولجأوا إليها قيادات وأعضاءً هرباً من التهم التي وجهت إليهم بالتخابر مع دول معادية لمصر مثل قطر، وجماعات إرهابية كـ«حماس» و«حزب الله» والجماعات المسلحة في بنغازي وغيرها. هم هاربون من القضاء والمحاسبة. وللتنفيس بعد التضييق، مؤخراً، شهدت إسطنبول اجتماعاً لقيادات ونشطاء في الجماعة، منهم الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، الذي يتهمه التونسيون بالتسبب في ضياع فرصة النهوض بعد الثورة، وتفضيله العمل الحزبي السري للجماعة على ولائه الوطني. كذلك المعارض المصري أيمن نور، صاحب قناة «الشرق» الإخوانية التي تبث من تركيا، ونور هو الواجهة الليبرالية لجماعة «الإخوان» أمام الغرب، أو لنقل إنه الإسلامي «المتعصرن» متمثلاً بالرئيس التركي.
الاجتماع هذه المرة كان خلاصة لجهود كبيرة قامت بها الجماعة خلال الشهرين الماضيين للمتاجرة بمقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، الذي اعتبره أيمن نور شرارة الثورة العربية الثانية؛ يقصد بعد التونسي البوعزيزي الذي أحرق نفسه احتجاجاً على النظام. أصدق ما قاله نور في اجتماع الجماعة ذاك، أنه لا يوجد بلد عربي يمكن أن يقام فيه مثل هذا الاجتماع، لذلك أقيم في تركيا! وهذه حقيقة. كان لـ«الإخوان» فرصة ذهبية وذهبت مع الريح، ووجودهم في تركيا وتدفق أموال الدوحة لفتح فضائيات متواضعة فنياً ومحتوى، لن يعيد إليهم الحياة. تركيا منحتهم الإقامة، لكنها غير قادرة مالياً على تغطية نفقاتهم المعيشية أو مشروعاتهم الحزبية كإنشاء جمعيات وإقامة أنشطة، لذلك تُرك هذا الدور لقطر التي تقدم لهم في تركيا وغير تركيا المال والتجهيزات، وتدير علاقة الأعضاء ببعضهم، وترشح قيادات وتسقط أخرى.
الاجتماع هذه المرة كان محرضاً على السعودية على خلفية قضية مقتل خاشقجي، استبشر المجتمعون خيراً بأن الحملة الإعلامية التي تُدار من أعلى سلطة في تركيا وقطر ستصل بهم إلى مستوى السقف المرتفع المنشود، وهو تغيير النظام في المملكة، وما سيتبعه من تفكك في المنظومة الخليجية، ثم هيمنة تركية على المنطقة تحقيقاً لحلم الخلافة الموعود. من حيث الفكرة والواقع، الدولة الوحيدة التي وقعت تحت هيمنة تركيا هي قطر، والاتفاقيات التي وُقِّعت مؤخراً بين قيادات الدولتين تؤكد أن الوجود التركي في قطر ماضٍ في اتجاه واحد، بلا خط رجعة، حيث تضمنت هذه الاتفاقيات تعزيز وجود قوات أمن تركية على الأراضي القطرية، وتبادلاً لأفراد القوات المسلحة. العلاقة النفعية بين البلدين أساسها توافقهما على مبدأ الإسلام السياسي في الحكم، متمثلاً بجماعة «الإخوان المسلمين»، وتنطلق المصالح المشتركة من هذه النقطة، حيث تمنّي الجماعة «الإخوانية» تركيا بسراب الخلافة، وترى الدوحة أنها تستقوي بالهيمنة التركية. المجتمعون في إسطنبول من «الإخوان» كانوا «خاشقجيين» أكثر من أسرة خاشقجي، استغلوا اسمه وموته لحث المجتمع الدولي على الضغط على المملكة، في حين أن أسرته وكلت أمرها بعد الله إلى القضاء السعودي. الانتهازية السياسية التي تنطلق من تركيا باسم خاشقجي لن تتوقف قريباً، لكنها وصلت إلى مرحلة من الخصومة إلى حد يوجب الرد، وإنها لمفارقة أن تكرر الولايات المتحدة، وحتى الدول الأوروبية، نفيها علاقة القيادة السعودية بقضية مقتل خاشقجي وفقاً للتسجيلات، في حين تصر تركيا على الترويج لهذه الدعاية وهذا الزعم في المحافل الدولية ووسائل الإعلام بشكل يومي.
هل تظن الجماعة أن في حادثة مقتل جمال خاشقجي فرصة للضباع للانقضاض على المملكة؟ إن كان ما يقوم به «الإخوان» هو محاولة لتحقيق هذا الحلم فهذه فرصتهم بالتأكيد، لكن إن اعتقدوا يقيناً أن الكيان السعودي بهذه الهشاشة فهذه لن تكون أولى زلاتهم، ولا آخر إخفاقاتهم في اللعبة السياسية، بدليل أن اليمني والتونسي والمصري والسعودي منهم، لم يجدوا بعد عقود من التهيئة لحكم العالم العربي، سوى صالة اجتماع صغيرة في إسطنبول تقبل بهم.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل أحيت قضية خاشقجي آمال «الإخوان» هل أحيت قضية خاشقجي آمال «الإخوان»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon