توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الهُويَّة الوطنية اللبنانية

  مصر اليوم -

الهُويَّة الوطنية اللبنانية

بقلم : أمل عبد العزيز الهزاني

في لبنانَ، وهي حالةٌ نادرةٌ لدولةٍ علمانيةٍ، يتنافس رجلُ الدين مع رجلِ السياسة في النفوذ والسلطة، بل الأكثر من ذلك، أن أدوارهما متداخلة ولا يعد المرء يعلم من السياسي ومن رجل الدين إلا بمظهره من العمة أو العمامة أو ربطة العنق، لكنهما يشتركان سوياً، جنباً إلى جنب في مقاعد كابينة الحكومة والبرلمان.

لبنان موعود من الموفد الأميركي إلى لبنان آموس هوكستين باتفاقية تنهي الحرب القائمة الموجعة، اتفاقية بضمانات أميركية للجانب الإسرائيلي وبمراقبة أميركية فرنسية أممية لجميع بنودها. الاتفاق يضمن لإسرائيل غياب العسكرة في جنوب نهر الليطاني، مما يتيح لها إعادة سكان شمال إسرائيل إلى بيوتهم ومدارسهم وأعمالهم بلا قلق، ويزيد على ذلك تفكيك الجهاز العسكري لـ«حزب الله» في شمال الليطاني، عبارة مرادفة لما كان ينادي به خصوم «حزب الله» «نزع سلاح الميليشيا». حينما يوقع كل الأطراف على الاتفاقية وتنتهي الحرب، ستخرج إسرائيل تاركة وراءها أحد أهم الاختبارات التي سيمر بها لبنان؛ الهوية الجامعة.

لبنان بعد الحرب ليس كما كان قبلها، من الناحية السياسية أعني. بخلاف حرب يوليو 2006 لم تنتهِ الحرب باختلاف جوهري، فقد ظل الخصوم والأصدقاء كما هم. اليوم لبنان بلا «حزب الله» المسلح، وأكثر من 500 ألف مواطن لبناني نزحوا من جنوب لبنان معظمهم من بيئة «حزب الله» أو المؤيدين له تفرقوا في كل البلاد حتى في الشمال والجبال. هؤلاء خرجوا من الحرب خاسرين نفوذهم العسكري، لكنَّهم يتمتعون بحقهم السياسي وقبل ذلك حق المواطنة. لا شك أنَّ تاريخاً طويلاً من هيمنة «حزب الله» وسياساته التفريقية زرعت الكثير من المشاعر السالبة في نفوس غيرهم من الطوائف اللبنانية، وبعضهم نفّس عنها صراحة بأنَّ للبنان حقاً على كل من وقف يوماً إلى جانب «حزب الله». لكن اليوم لبنان الدولة هو حاضنة للجميع، ولعل من الدروس القاسية التي تعلمها اللبنانيون اليوم أن الهوية الوطنية هي المرجع الحقيقي للإنسان على أرضه، لا المذهب ولا الطائفة. اللبناني من بيئة «حزب الله» له اليوم على الدولة الحق بأن توفر له الأمن والإعاشة والتطبيب والتعليم، مهما كانت الصدور موغرة من ممارسات مضت، وهذا أمر ليس من أجل الطائفة فقط بل لمصلحة لبنان الدولة.

اليوم أكثر من أي وقت مضى، المراجع الشيعية المعتدلة في لبنان عليها دور كبير، ربما لم تتخيل يوماً أن تحمل عبئه، وهو أن تتصدر المشهد؛ ليس بصفتها المذهبية إنما بصفتها الوطنية. دور المراجع في لم شمل هؤلاء مع بقية اللبنانيين كمواطنين من درجة واحدة عليهم ما عليهم، ولهم ما لهم. لا يكفي أن يقوم نبيه بري رئيس حركة «أمل»، الحركة الوحيدة الأقوى في الساحة، بالدفاع عن حقوق الطائفة الشيعية، لأن القبول الاجتماعي لهم أمر مهم لا يأتي بالقوة ولا حتى من قرار برلماني، في حال فُتح باب البرلمان، بل من خلال الخطاب الديني المعتدل واللغة الوطنية الجامعة. القلوب ليست صافية، وكثي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهُويَّة الوطنية اللبنانية الهُويَّة الوطنية اللبنانية



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon