توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

واشنطن تنزع فتيل الحرب

  مصر اليوم -

واشنطن تنزع فتيل الحرب

بقلم : أمل عبد العزيز الهزاني

تحققت الضربة الإسرائيلية المتوقَّعة تجاه إيران في أكثر من موقع جغرافي داخل إيران. رد ليس محدوداً إلا إنْ قارنَّاه بما كان يأمله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. الضربات توجهت صوب مواقع برنامج إيران الصاروخي الباليستي. في الظروف العادية كانت ستكون ضربة نوعية.

ربما لو كان الظرف الزماني مختلفاً، والموسم ليس موسماً انتخابياً في الولايات المتحدة، والرئيس الأميركي شهيته لا تمانع الحسم العسكري والتعاطي مع تداعياته، لربما شهدنا حرباً واسعة بين إسرائيل وإيران. ماذا لو أن إسرائيل مضت في خطتها مع حضور الروح الانتقامية لنتنياهو وضربت إيران في مواقع أكثر حساسية مثل المفاعلات النووية، وهي هدف إسرائيل الكبير؟

المواقع المرشحة كانت المواقع النووية الأرضية وتحت الأرضية، وهي ليست محصَّنة بالنظر إلى طبيعة الصواريخ التي استخدمتها في الحرب على لبنان. أيضاً الحقول النفطية والمصافي كانت مدرجة ضمن الأهداف، إضافةً إلى المواقع الحيوية ذات الطابع السياسي، وأيضاً الشخصيات الاعتبارية مثل القادة العسكريين وعلماء الفيزياء النووية. ومن كل هذه المواقع، تعد أي مساحة متعلقة بالبرنامج النووي خطاً أحمرَ بالنسبة إلى النظام الإيراني، فهو يمثِّل لُبَّ العقيدة السياسية، ومركز قوتها الإقليمية، ووزن حضورها الدولي. تعلم إيران أن استهداف مواقعها النووية سيُعيد البرنامج إلى نقطة الصفر، كما حصل في عملية «أوبرا» في بداية الثمانينات حين أغارت الطائرات الإسرائيلية على مفاعل نووي عراقي. وتعلم إسرائيل كذلك أن الفارق ما بين برنامج نووي سلمي وآخر مسلح هو بضعة أشهر قليلة.

منذ هاجمت إيران إسرائيل في بداية الشهر الحالي حتى ردت إسرائيل قبل يومين، نشطت الخارجية الإيرانية بشكل غير مسبوق لتوصيل رسالة واضحة مفادها أن ضرب المواقع النووية سيكون إيذاناً بحرب مباشرة إقليمية ستطول الجميع. دول المنطقة، العربية والخليجية، أسمعت وزير خارجية إيران المجتهد عباس عراقجي، رفضها لفكرة ضرب إيران أياً كان الهدف، على اعتبار أنها خطوة تصعيدية. هذا الموقف الإيجابي من الدول الإقليمية طمأن الإيرانيين، وتأكد بالإدانة بعد حصول الضربة الإسرائيلية، وهو درس للإيرانيين أن الجوار من أهم العلاقات الدولية وأكثرها تأثيراً، فلم تسمح أي دولة باستخدام أجوائها لتحقيق الضربة الإسرائيلية، حيث اضطرت إسرائيل لاختراق غير قانوني لأجواء العراق لتنفيذ العملية. لكنَّ العامل المهم الذي غيّر صيغة المعادلة، وتغيرت بالتالي المحصلة، هو الموقف الأميركي الرافض تماماً لخلق أجواء حرب واسعة. واشنطن ظلت لأسابيع تضغط على حكومة نتنياهو لتكون الهجمة المرتدة تتناسب مع الهجمة الأساسية، في حين كان العالم يترقب أن يستكمل نتنياهو خطته في مواجهة كل أعداء إسرائيل مرة واحدة، وهو يعلم أن الأذرع التي قطعها لن تكتمل نتيجتها إلا بالتعامل مع الرأس. رضخ نتنياهو للإلحاح الأميركي وتأجلت المواجهة الكبرى. ما الذي تنتظره إسرائيل الآن؟ المبادرة المصرية الأخيرة مرضيٌّ عنها من الطرفين؛ إطلاق سراح جزئي للرهائن مقابل مساجين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وهي خطوة مهمة في سبيل الحل. إن تمَّت هذه المبادرة ستلحقها مبادرات شبيهة حتى تنتهي أزمة الرهائن، وخلال هذا الوقت يكون الجيش الإسرائيلي قد دفع باللبنانيين إلى شمال نهر الليطاني. وإن كان الساسة اللبنانيون مستعدين لدخول الملعب فقد يعلنون وقف إطلاق نار من جانب واحد والمطالبة بتنفيذٍ أممي للقرار 1701 الذي يتضمن نزع أي سلاح بخلاف سلاح الدولة، وعلى كل حال سلاح «حزب الله» لم يعد مصدر تهديد لإسرائيل كما كان في السابق، وكل الرشقات الصاروخية، وتحريك عملائه في الداخل الإسرائيلي لتنفيذ عمليات فردية هي الحد الأعلى الذي تشتغل فيه ماكينة الحزب المسلحة.

أيام قليلة على الانتخابات الأميركية ومعرفة الرئيس المقبل لأكبر دولة في العالم لأربع سنوات قادمة، وأياً كان الرئيس، فهو سيأتي على شرق أوسط مختلف عمَّا كان عليه قبل عام واحد، فأهم أسباب النزاع وعدم الاستقرار حُيدت من خلال إضعاف حركات مسلحة مثل «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، والأهم «حزب الله» الذراع الكبرى التي باتت مفككة المفاصل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشنطن تنزع فتيل الحرب واشنطن تنزع فتيل الحرب



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon