توقيت القاهرة المحلي 07:14:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الملكية العتيقة وحكم آل سعود

  مصر اليوم -

الملكية العتيقة وحكم آل سعود

بقلم: أمل عبد العزيز الهزاني

الدولة السعودية التي تشهد اليوم إصلاحات غير مسبوقة لأي دولة في العصر الحديث، أسسها الملك عبد العزيز في عام 1902م، وتوارث أبناؤه الحكم من بعده حتى يومنا هذا، عهد الملك سلمان بن عبد العزيز. الدولة القائمة حالياً هي ما تعرف بالدولة السعودية الثالثة، سبقها تأسيس دولتين، الأولى كانت ما بين 1744 - 1818م، وتأسست على يد محمد بن سعود، والثانية بين 1824 - 1891 لحفيده تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، وهؤلاء المؤسسون هم أجداد الملك عبد العزيز، رحمهم الله. هذا التاريخ يؤكد أن حكم أسرة آل سعود الذي بدأ من مدينتهم الدرعية، له جذور عميقة نحو 350 عاماً، دون حساب إمارة أجداد المؤسس الأول التي بدأت عام 1446م. إرث كبير مر بأحداث ووقائع ومعارك ضارية، حتى استقرت على هيئة دولة بالنمط المعروف.
الدولة السعودية الأولى بدأت من بلدة الدرعية، العاصمة، وامتدت كأضخم دولة إسلامية في مساحتها بعد الدولة العباسية؛ من الفرات شمالاً وحتى اليمن وعمان في الجنوب، ومن الخليج العربي إلى البحر الأحمر. شهدت مواجهات مع الدولة العثمانية في أوج قوتها، وكانت منطقة نجد مسرحاً لعمليات عسكرية ضخمة، أرسلها محمد علي من مصر على هيئة حملات عسكرية وأسلحة متطورة لم يكن يعرفها سكان منطقة نجد. مع هذا، قاد أحفاد المؤسس الأول معارك شرسة للدفاع عن أراضيهم، بمشاركة من فرسان المناطق، لكن الغلبة في نهاية الأمر كانت للعثمانيين، فانتهت الدولة الأولى باستيلاء إبراهيم باشا على الدرعية. لم ينسَ أحفاد محمد بن سعود إمارتهم، وظلوا في ترقب للزمن الذي تقوى فيه شوكتهم لاسترداد حكم جدهم. تركي بن عبد الله مؤسس الدولة السعودية الثانية (عام 1824م)، حفيد محمد بن سعود كان فارساً شجاعاً، وأيضاً ذا بصيرة، وصبر جميل، أعاد لم شمل الجيش الذي كان أفراده يكنون التقدير والولاء له، وبدأت جولة جديدة من معارك تثبيت الحكم واسترداد المناطق التي كانت تحت حكم الدولة الأولى. اختار تركي الرياض عاصمة لدولته، بعد الأضرار التي أصابت الدرعية. أعقب الأمير تركي ابنه الفذ فيصل، لكن نهاية الدولة جاءت على إثر الخلافات البينية بين أبنائه وتنازعهم الذي أضعف شوكتهم.
الملك عبد العزيز، عاد من الكويت حيث كان مع والده بعد نهاية الدولة السعودية الثانية، يأسره الحنين إلى نجد، وإلى الرياض، حاملاً مشروع الدولة الثالثة (تأسست عام 1902)، عاد محملاً بوجدان غني هو محبة أرضه، يقابلها محبة الناس التي جعلت منه قائداً لجيش كبير من أبناء عشائر متفرقة من مطير والعجمان وعنزة وعتيبة وحرب وغيرهم.
النجديون، أبناء الصحراء، لديهم مزايا الفرسان من جسارة وإقدام، وأيضاً الوفاء الذي يكنونه لأسرة محمد بن سعود، وتاريخهم في رد هجمات الأعاجم ومحاولات مستميتة للم شمل القبائل والبلدات. سمي هذا الجيش «إخوان من طاع الله» في دلالة على أنهم جنود تحت راية التوحيد بهدف جمع كلمة المسلمين. لا علاقة لجيش عبد العزيز بما يعرف اليوم بجماعة الإخوان المسلمين التي نشأت في مصر عام 1928م بعد تأسيس الدولة الثالثة بعشرين عاماً، لا علاقة تاريخية ولا عقائدية ولا سياسية. ونستذكر مقولة شهيرة للملك عبد العزيز حينما التقى به حسن البنا مؤسس الجماعة عارضاً عليه إنشاء مكتب لجماعة الإخوان في السعودية، رد عليه الملك بالرفض وقال: «كلنا إخوان وكلنا مسلمون»، أيضاً في دلالة واضحة على أن الوضع قد استتب، وأن كل أهل الأرض مسلمون لا حاجة لتحزيبهم وتصنيفهم.
الملك عبد العزيز كانت له حظوة من الحكمة في علاقاته بالقبائل، وتوفيق من الله في تأسيس جيش عظيم سار الركبان بصيته في كل إقليم. جيش «إخوان من طاع الله» تنقل في أنحاء الجزيرة العربية لتوحيدها تحت حكم الملك عبد العزيز، بما فيها الحجاز خصوصاً مكة المكرمة والمدينة المنورة، التي عادت إلى أهل الجزيرة، وبعدها سمي بسلطان نجد والحجاز، ثم ملك المملكة العربية السعودية في 23 من سبتمبر (أيلول) عام 1932، اليوم الوطني السعودي.
الدول السعودية الثلاث نشأت دولاً مدنية، تقيم شرع الله، في بيئة كانت متشظية ومتناحرة، ومن الصعب إن لم يكن من المستحيل لم شتاتها تحت حكم واحد. وقد أحسنت الحكومة السعودية اليوم بإعادة إحياء تاريخ الدولة، بإنشاء احتفالية سنوية لذكرى «يوم التأسيس» توافق الثاني والعشرين من فبراير (شباط) من كل عام، وهو اليوم الذي أسس فيه الأمير محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى.
المملكة بلد غني بالثروات التاريخية، أغنى بكثير مما كان يتصوره حتى أهلها. كنوز أثرية، وممالك قديمة من آلاف السنين، أرض السعودية ناطقة بالتاريخ الذي تحمله، كانت بحاجة لصوت يكشف لأبنائها وللعالم شواهدَ لأزمان مضت، عاصرت فيها تاريخاً إنسانياً بكل تجلياته الاجتماعية والسياسية والثقافية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الملكية العتيقة وحكم آل سعود الملكية العتيقة وحكم آل سعود



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon