توقيت القاهرة المحلي 19:57:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجدل حول الأمير...

  مصر اليوم -

الجدل حول الأمير

بقلم - أمل عبد العزيز الهزاني

متعة ما بعدها متعة، قراءة ردود الفعل على تصريحات الأمير محمد بن سلمان، فما بالكم لو كانت مقابلة حصرية مع قناة مثل «فوكس» الأميركية. المثير أن كل دولة أو منظمة أو كيان، أياً كان، ركز على جزء معين من حديث الأمير، كلٌ واهتمامه.

في اليوم التالي تماماً، أجرى مذيع «فوكس» نفسه برت باير لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كان سعيداً ومتحمساً حول ما ذكره الأمير محمد بن سلمان بخصوص تقدم المحادثات في سبيل التطبيع مع إسرائيل، أما إيران فقالت إن لا فائدة تذكر في العلاقة مع إسرائيل.

من جهة أخرى، نشر موقع «إكس» رسائل من عدد كبير من الجماهير الرياضية في أوروبا تظهر قلقها من إصرار السعودية على لسان ولي العهد، على استمرار استثماراتها في قطاع الرياضة طالما تتحقق بذلك مصالحها. الشارع الأوروبي، وخاصة الدول الأبرز في كرة القدم: إنجلترا، وفرنسا، وإسبانيا، والبرتغال، تخشى أن دخول مستثمرين جدد في السوق الرياضية يشكل تهديداً لمستوى الرياضة الأوروبية على المدى البعيد. ربما هذا صحيح، ولكنها سوق مفتوحة للجميع، وفكرة الاحتكار فكرة متخلفة فيها الكثير من التعالي.

أيضاً، لم يتردد الأمير في إجابة المذيع حول الأخطاء الأمنية التي حصلت، كمقتل الصحافي جمال خاشقجي. قال إن ما حصل خطأ ولن يتكرر، والمتورطون يقضون عقوبتهم في السجن، والأخطاء تحصل، كما فعلت الولايات المتحدة في العراق... تخيل عزيزي القارئ أن حادثة مثل هذه يتكرر السؤال حولها وعنها بعد أربع سنوات من حصولها، رغم أن جواب ولي العهد لم يتغير منذ الحادثة، في وقت يغيب حتى استحقاق الأسف عن ألسنة رؤساء دول ووزراء دفاع ارتكبوا أفظع الجرائم في حق مئات الألوف من المواطنين العُزّل. قطعاً هذه ليست عدالة، لكنها السياسة.

النقطة الأبرز التي تحدث فيها الأمير محمد بشفافيته المعهودة وجرأته في طرح آرائه، ما يتعلق بالقوانين القضائية في السعودية، بصراحة قال إنه ليست كل القوانين لدينا مقبولة، بعضها سيئ، وإن العمل جار على تغيير ما يجب تغييره، لكن ما دامت هذه الإصلاحات القانونية لم تُقر فلا يجوز التدخل في أحكام القضاء.

خلال السنوات الخمس الماضية سُنّت قوانين إضافية كالمتعلقة بالمرأة والطفل والحماية من الإيذاء، ومثل قانون الإجراءات الجزائية، والجرائم المعلوماتية وغيرها، لكن ما كان يعنيه الأمير هو تغيير بعض القوانين التي تقادم بها الزمن وما عادت تلتقي مع مصالح الناس. وهذا أمر مهم في عملية إصلاح النظام العدلي الذي بدأ منذ سنوات، وربما أهم هدف من عملية تقنين القضاء هو تقليص حجم السلطة التقديرية للقضاة، بحيث يكون النص القانوني هو المرجع الأول. إن تحققت هذه الخطوة المهمة، ستتغير أمور كثيرة بشكل مباشر أو غير مباشر؛ سيكون مبدأ تحقيق العدالة شفافاً للمجتمع، وستصبح الحقوق والالتزامات أكثر وضوحاً وأقرب للواقعية. لا أحد يجادل في كون السعودية تحكم وفق الشريعة الإسلامية، لكن ما يتعلق بأحكام الشريعة هو جزء من مدونة ضخمة من القوانين المدنية التي فرضتها تحولات الزمن وتقلب المصالح. رجال القانون، يعرفون أكثر من غيرهم صعوبة التعديل على النصوص القانونية، خاصة التي تحتمل أكثر من تفسير للنص، الذي تسبب في اختزال أهمية النص لصالح رأي القاضي الذي يفسره بحسب ما يراه، لذلك هي بلا شك خطوة إصلاحية عظيمة.

أظرف تعليق على المقابلة جاء من المنظمة الدولية لحقوق الإنسان، بأن صفقات اللاعبين الضخمة لن تغطي على ملف حقوق الإنسان في السعودية. تعليق يشعرك بأن الموقف شخصي أكثر منه إنساني. لم تعلق المنظمة على كل ما قيل في المقابلة عن الإصلاحات القانونية والأمنية، تجاهلت تماماً الجوانب التي تخصها، بذريعة أن ولي العهد يملك سلطة تغيير الأحكام بجرة قلم! تناقض فاضح، هل تتجاهل المنظمة مشروع الإصلاح القضائي وتحث حكام الدول على جرة القلم في تنفيذ الأحكام؟

عموماً، المقابلة تابعها وحللها وعلق عليها الكثيرون من الإعلاميين والسياسيين في وكالات الأنباء والصحف والإذاعة، وحتى عامة الناس في دول كثيرة حول العالم. الجميع لاحظ لهجة الأمير التي تميز فيها شعوره بالكثير من الفخر والاعتزاز بما تحقق من تغيرات هائلة، هذا الشعور انعكس على السعوديين في احتفالاتهم باليوم الوطني الثالث والتسعين. الأمير محمد نموذج جديد للقيادة؛ السرعة، والحزم، والحسم والجرأة، شخصية لا يجود الزمن بها عادة؛ مثل لينكولن للأميركان، وتشرشل للإنجليز، وديغول للفرنسيين، ولي كوان سنغافورة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجدل حول الأمير الجدل حول الأمير



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon