توقيت القاهرة المحلي 10:59:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دخول المرأة سوق العمل... من يتحمل مسؤوليته؟

  مصر اليوم -

دخول المرأة سوق العمل من يتحمل مسؤوليته

بقلم - مينا العريبي

على الرغم من التقدم الذي أحرزته سيدات عربيات رائدات في مجالات العلم والأعمال والعمل الحكومي وغيرها من مجالات، فما زالت مشاركة المرأة في الحياة العملية في العالم العربي دون طموحاتها، ودون المستوى المطلوب لتحفيز اقتصاديات الدول العربية. وبموجب البنك الدولي، فإن نسبة 3.5 في المائة فقط من الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تملكها سيدة، مقارنة بـ14 في المائة من المعدل العالمي للشركات، بينما 5 في المائة فقط من الشركات تقودها امرأة، مقارنة بـ19 في المائة عالمياً. وتشكل المرأة 16 في المائة فقط من العاملين في المنطقة، مقارنة بـ33 في المائة عالمياً. وعلى الرغم من الحاجة لتحسين وضع المرأة بشكل عام حول العالم في مجالات العمل، فإن حالتها ربما تحتاج للمزيد في العالم العربي. فمن جهة، تعرقل العقبات الاجتماعية في بعض المجتمعات العربية دخول المرأة سوق العمل بشكل متسارع، بينما الأوضاع الاقتصادية المتقلبة لدى الكثير من الدول العربية، وخاصة تلك غير المصدرة للنفط، تزيد من صعوبة خرق العقبات الاقتصادية. وهذا كله من دون التطرق الى تأثير الحروب والنزاعات على المجتمعات وتبعات ذلك على المرأة.
خلال مشاركته في «القمة العالمية للحكومات» المنعقدة في دبي هذا الأسبوع، سلط رئيس البنك الدولي جيم كيم الضوء على ضرورة تمكين المرأة «وبشكل سريع» مع تسارع التغييرات الاقتصادية والتقنية حول العالم. فهذا عامل أساسي لتقوية الاقتصادات والمجتمعات في عالم متقلب. كما أنه حذر من أن «النمط التقليدي» في الاستثمار التنموي لم يعد يصلح بعد. وهذا النمط التقليدي المبني على نظيره التطور الاقتصادي من النموذج الزراعي إلى الصناعات الخفيفة ومن ثم الصناعات الثقيلة، كما حدث خلال القرنين الماضيين، بات غير لائق للعالم. وتغيير النمط التقليدي يعتمد على عوامل عدة، على رأسها تغيير الاستثمار التنموي ليركز على الإنسان كبنية تحتية أساسية لإنجاح أية دولة.
وربما المثال الأفضل على بناء قدرات النساء يأتي من خلال «مبادرة تمويل رائدات الأعمال» التي أطلقها البنك الدولي في أبريل (نيسان) الماضي وساهمت فيها 14 دولة، منها السعودية والإمارات، بمبلغ وصل حتى الآن إلى 340 مليون دولار. وبحسب وزيرة الدولة للتعاون الاجتماعي الإماراتية ريم الهاشمي فإن العمل على تمويل رائدات الأعمال العربيات ليس فقط أمراً «لطيفاً» يجب الإشادة به، بل بات ضرورة ملحة لتحفيز الاقتصادات. وقد أفاد تقرير من شركة «ماكنزي» للاستشارات العالمية بأنه من الممكن زيادة 12 تريليون دولار لإجمالي الناتج الداخلي العالمي بحلول 2025 من خلال دعم دور المرأة في الاقتصاد. وهذه دراسة واحدة من بين عشرات الدراسات التي تدل كلها على أهمية دور المرأة في سوق المال. وبما أن إحصاءات البنك الدولي تظهر أن نمو اقتصاد المنطقة تراجع من 5 في المائة لعام 2016 إلى 1.8 في المائة لعام 2017، لا بد من السعي وراء أية سياسات يمكن أن تخفز الاقتصاد، على رأسها ترسيخ دور المرأة.
ولكن من يتحمل مسؤولية فتح المجالات الكافية للمرأة في سوق الأعمال؟ الحكومات لها دور أساسي؛ إذ عليها أن توفر التمويل الذي قد لا توفره المصارف لمن لا تتمتع بالخبرة الكافية أو الأصول الوافية التي يمكن أن تضمن أي قرض تحصل عليه المبتدئة في مجال العمل. كما أن للمدارس والمناهج التعليمية دوراً أساسياً في خلق الثقة بين البنات والشابات كي يتطلعن للمستقبل بثقة وقدرة على القيام بدور فعال في سوق العمل. كما أن على المؤسسات المالية، وعلى رأسها تلك الدولية، أن تتحمل مسؤوليتها في توفير التمويل الميسر بشروط عادلة لمن تريد أن تنشئ شركة أو مشروعاً خاصاً بها. ولكن هناك عنصراً أساسياً لا يمكن الاستغناء عنه، وهو دور الأسرة. لكل فتاة، شابة أو سيدة عربية حاجة للحصول على الدعم الأسري، قبل حتى الاجتماعي، لتوسع آفاقها. وتدور النقاشات حول دور المرأة في سوق الأعمال وكيفية تقوية مكانتها في القطاع الخاص، ولكن لا يمكن أن يحدث ذلك من دون إسهام الرجل في هذه الجهود. فدور الأب أو الأخ أو الزوج يؤثر مباشرة في الفتاة وهي تتخذ قراراتها حول سير حياتها الشخصية التي تؤثر في حياتها المهنية.
وهناك عامل مهم يربط تمكين المرأة بالاحتياجات التنموية الأخرى للأسرة، على رأسها التعليم والصحة. فلا يمكن للمرأة أن تساهم بقوة في مجالات العمل، حتى وإن لاقت الدعم الأسري والاجتماعي الكافي، إذا لم تتمتع بصحة جيدة ويتمتع أبناؤها أو بناتها بصحة جيدة. وهذا يشمل الحصول على التغذية السلمية، في وقت يوجد فيه 815 مليون شخص يعاني من الجوع يومياً في عالمنا. وهناك روابط وثيقة بين الفقر والصحة والتغذية والتعليم وجهود تمكين المرأة. والعمل على رفع مستوى المعيشة للشعوب سيحسن بكل تأكيد وضع الاقتصاد بشكل عام، ولكن هذا العمل لن يفلح من دون اتخاذ قرار استراتيجي بأن المرأة، وهي نصف المجتمع، يجب أن تكون شريكة حقاً في ذلك

 


عن الشرق الاوسط اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دخول المرأة سوق العمل من يتحمل مسؤوليته دخول المرأة سوق العمل من يتحمل مسؤوليته



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon