توقيت القاهرة المحلي 20:34:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نعم لغزة وفلسطين ولا للميليشيات

  مصر اليوم -

نعم لغزة وفلسطين ولا للميليشيات

بقلم - يوسف الديني

عدم الاستماع إلى دول الاعتدال وفي مقدمتها السعودية بضرورة وقف حرب غزة فوراً وإنهاء الوحشية غير المسبوقة من الكيان الإسرائيلي تجاوز مسألة طرفي النزاع «حماس» وإسرائيل إلى الشعب الفلسطيني ومنطقة الشرق الأوسط، خصوصاً مع تصاعد التحالف للميليشيات الذي يتخذ ما يحدث ذريعة لإعادة موضعة المشروع الإيراني في المنطقة وتجذيره.

من الجماعات العراقية والميليشيات التي تتجاوز المئات من الأسماء ومئات الآلاف من المجندين إلى حالة اختطاف الدولة وتجريف هوية اليمن الذي يسعى الحوثيون لتحويله إلى حالة مستدامة بات كل هؤلاء يستثمرون بشكل سياسي عبر إعلان المسؤولية عن المزيد من الهجمات المشتركة ضد إسرائيل، واللافت في خطاب عبد الملك الحوثي الأخير زعيم الميليشيا أشار إلى هذا الاستثمار وذلك التحالف بادعاء أن الفعالية الحركية للميليشيات في المنطقة انتقلت من طابع الفوضى الميليشياوية ذات المنزع الفرداني في القرار إلى التنسيق بالتزامن مع ذات الإشارات من قبل الميليشيات العراقية في سوريا والتي تخطط لشن هجمات من مرتفعات الجولان وفقاً لتصريحات أحمد محسن فرج الحميداوي (المعروف أيضاً باسم أبو حسين)، زعيم ميليشيا «كتائب حزب الله» العراقية الذي تحدث عن اتصالات يجريها مع الحوثيين للتنسيق العالي بين قوى ما يسمى محور المقاومة.

حدثان مهمان خارج إطار التنسيق بين الميليشيات المحسوبة على طهران لهما دلالة كبيرة على تحولات تهدد المنطقة والإقليم في حال عدم إيقاف الحرب واحتمال انفلات الأوضاع بسبب تعنت المجتمع الدولي وتحديداً غياب الحسم من قبل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وفشل قدرتها على الضغط على الكيان الإسرائيلي؛ أولهما محاولة فتح جبهة جديدة في الأردن لتهريب الأسلحة والثاني دخول جماعات سنية من لبنان على خط التماس وهو ما يعني أن مسألة غزة ستوقظ كل الجماعات التي تسعى لإعادة إنتاج نفسها عبر غزة.

الكيان الإسرائيلي -والذين وراءه يفشلون اليوم إلا في المزيد من الدماء عبر استهداف المدنيين- حوّل مأساة غزة إلى قضية رأي عام مؤرِّقة في كل مناطق العالم وتنوعاته السياسية والفكرية ومواقفه المسبقة، فما يفرّق الناس اليوم توحِّده صور القتل والتجويع والحصار واستهداف الأطفال والنساء وكبار السن وحتى عمال الإغاثة والعاملين في المؤسسات الدولية.

وفي المقابل قدمت دول الاعتدال الكثير من ضبط النفس والبيانات العاقلة والاشتغال على ملف القانون الدولي والضغط على الدول الغربية والولايات المتحدة، وأصرت السعودية مراراً منذ بدء الأزمة على خطاب يسمي الأشياء بمسمياتها رغم كل حالة التحشيد والاستهداف والتشغيب ومضت في لعب دورها السياسي والإغاثي؛ لأنه جزء من هويّتها وتقاليدها منذ تأسيسها، إلا أن المؤدلجين الذين لا يفرقون بين منطق الدولة ومنطق الميليشيا خسروا الكثير من أطياف المجتمعات العربية التي تتمسك بدعم غزة وفلسطين، لكنها لا يمكن أن تغض الطرف عن استهدافها وتثمين أهل الشعارات الذين يحاولون اليوم الاستفادة من صمت المجتمع الدولي وصلف الكيان الإسرائيلي.

الحديث عن أي مشاريع سلام أو تهدئة قبل حل شامل وإيقاف نزيف الدماء لا معنى له، فالقضية اليوم مرتبطة عند عقلاء العالم بضرورة حل جذري وهو ما لم تتضح له أي آفاق من قبل المتطرفين في الطرفين إسرائيل والميليشيات لكنه يزيد من كرة اللهب والمآزق الأخلاقية للعالم وهو ما شهدناه عبر تزايد المواقف المشرفة من الدول لدعم غزة والفلسطينيين من دون التماهي مع مشاريع الميليشيات ومنطقها، وبالتالي هناك إعادة موضعة للسياق الزمني والتاريخي لقضية فلسطين كما تطرحه المملكة بوضوح عبر كل البيانات وبشكل حاسم؛ حيث قضية فلسطين معقدة لكنها عادلة ولم تولد بسبب السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والخطاب السياسي يؤكد على ضرورة تبني العدالة للفلسطينيين على الأرض والعودة إلى الموقف العربي الموحد، أو بعبارة أخرى الاحتكام لمنطق القانون والدولة وليس الاستجابة لتشظيات المواقف المتشنجة أو المتطرفة التي تتنازعها دوافع خارج مصلحة فلسطين والفلسطينيين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نعم لغزة وفلسطين ولا للميليشيات نعم لغزة وفلسطين ولا للميليشيات



GMT 20:13 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

نذر الحرب في لبنان

GMT 20:10 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

هجاري أقر بالحقيقة لكن بعد تدمير غزة

GMT 20:07 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

منتخب القطط الثلاث!

GMT 05:08 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

المسكوت عنه!

نجوى كرم تُعلن زواجها أثناء تألقها بفستان أبيض طويل على المسرح

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 13:37 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

الجمبسوت الخيار الأول لهيفاء وهبي بلا منازع
  مصر اليوم - الجمبسوت الخيار الأول لهيفاء وهبي بلا منازع
  مصر اليوم - أفكار للكراسي المودرن الخاصة بالحديقة المنزلية

GMT 06:27 2024 الخميس ,27 حزيران / يونيو

رونالدو يحقق أسوأ رقم في مسيرته الدولية

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي

GMT 11:15 2023 الجمعة ,01 أيلول / سبتمبر

عام دراسي يتيم في اليمن

GMT 07:10 2024 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

صدور الأعمال الروائيّة الكاملة لغسّان كنفاني

GMT 23:24 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

"فيفا" يحتفل بعيد ميلاد النجم جيجى بوفون الـ41

GMT 15:20 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

أحلام حجي في المستشفى عقب تعرّضها لحادث سير

GMT 03:41 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

البؤر الساخنة لانتشار "كورونا" في مرمى "فيسبوك"

GMT 19:38 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

انخفاض أسعار سلع تموينية على البطاقات وهذا موعد التطبيق

GMT 22:24 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

إيران "تدهس" كمبوديا بنتيجة تاريخية ضمن تصفيات مونديال 2022

GMT 18:36 2019 السبت ,24 آب / أغسطس

اكتشفي كريم الكنتالوب لترطيب البشرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon