توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قلق يتعدى مأساة غزة!

  مصر اليوم -

قلق يتعدى مأساة غزة

بقلم - يوسف الديني

لا يمكن فهم الضغط الأميركي والأوروبي على ضرورة إيجاد حل لمعضلة غزة، والذي مرّ بتحولات تذكّرنا بمفهوم السيولة السياسية بمعناها غير الحيوي، حيث التغيير المبني على قياس حجم المخاطر وانزلاق الفعل السياسي إلى مربع ردة الفعل، وليس اللعب وفق القواعد الأساسية، ومنها القانون الدولي والعودة للسياق الأساسي للمعضلة، وهو ما يطرح سؤال المصداقية حول الجدية والتحولات كما تم طرحه على التأييد المطلق. السيولة السياسية هي بسبب سيولة دماء الأبرياء وبطرائق غير مسبوقة، كان من أبشعها استهداف الراكضين لملاحقة بعض الطعام الذي هبط عليهم من الأعالي، بينما لم يفلح الضمير العالمي حتى في التواصل معهم على الأرض.

هناك قلق حقيقي يتعدى اليوم مسألة غزة إلى ما بعدها مما ستخلقه من مناخات غير مسبوقة للتطرف وردود الأفعال، وربما كانت واحدة من أهم صيحات التحذير ما كتبته «الإيكونوميست» قبل أيام تحت عنوان «ثمة ثورة دينية جارية في الشرق الأوسط، هل بإمكاننا النجاة من حرب غزة؟»، مفاده أن ثمة خطراً حقيقياً يهدد مكتسبات المنطقة والعالم الإسلامي في الحقب الماضية باتجاه التحديث والتطلع إلى التعايش المشترك الذي كان ثقافة في طريقها للقبول، لكنهم اليوم بحسب وصف ما يعيشون ما بعد غزة تداعيات هائلة ومنعطفاً حرجاً في قناعاتهم وإيمانهم، وهناك 400 مليون نسمة لا يمكنهم الشعور بالاطمئنان وهم يرون ما يحدث، والخوف يسيطر من عودة خطابات التطرف واستغلال الشعارات المتصلة بتأجيج الجماهير لخلق ردود أفعال ثورية ستكون بالغة الضرر، أو على الأقل سيسخر العالم التحولات الإيجابية الهائلة في المجتمعات الإسلامية في القطيعة مع التطرف وخطابات التحريض ونبذ الإسلام السياسي، وهي مواقف انتقلت من النخب إلى قطاعات واسعة، خصوصاً في جيل الشباب الذين يتطلعون لمستقبل أفضل.

الجرائم الوحشية ما زالت تضخ بكثير من السيولة عبر الأسئلة التي تتصل بالمفاهيم الأساسية من السياسة إلى العدمية إلى سيادة القانون إلى استهداف المدنيين، وبينما تتواصل الحالات الإنسانية البشعة المتصلة بالأطفال يتساءل العقلاء في الولايات المتحدة قبل غيرهم في العالم عن إطالة أمد الحرب وحجم الضحايا الذي يمكن بعده الضغط على حليفتها إسرائيل، لا سيما أن سياسات التجويع لإخضاع أهل غزة أتت بنتائج كارثية بسبب ما تبعثه في زمن الميديا وسلطة الصورة من محتوى يتسم بقسوة شديدة، ومع ذلك يدرك العقلاء أن الولايات المتحدة ما زالت اللاعب الأساسي في النظام الدولي وقواعده التي تفترض تدخلاً إنسانياً لكبح جماح هذا التجريف للمشتركات الإنسانية إن لم يكن من انتصار من أجل الضحايا، فعلى الأقل من حماية لما تبقى من الأحياء وللأجيال الشابة في المنطقة والعالم، التي حتماً لا تستوعب تعقيدات وسياق القضية، ولكنها تستجيب لانفعالاتها النفسية، التي يمكن لأي باحث أن يرصدها على شبكات التواصل الاجتماعي.

الاستثمار في المستقبل والاعتدال وثقافة التعايش يبدأ من إيقاف سيولة الدم والعدمية، وتضميده بحل دائم وشامل لقضية لا يمكن إلا أن تحل على الأرض، فالدول العربية وفي مقدمتها دول الاعتدال بقيادة السعودية تدرك جيداً عواقب الإهمال التي قد تؤدي إلى كوارث لا تحمد عقباها، عبّر عنها أحد الخبراء في شاتم هاوس «لا تمنحوا التطرف قُبلة الحياة مجدداً»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلق يتعدى مأساة غزة قلق يتعدى مأساة غزة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon