توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمن الخليج... الميليشيات وترحيل الأزمات

  مصر اليوم -

أمن الخليج الميليشيات وترحيل الأزمات

بقلم - يوسف الديني

أمن الخليج والمنطقة اليوم ملف حساس وشائك، ويستدعي كثيراً من المقاربات البحثية وتقديرات المواقف. من الهجوم على أربيل بالعراق واستدعاء الخارجية العراقية القائم بالأعمال الإيراني، إلى الاشتباكات الحدودية في مصر، إلى التقارير المقلقة حول الضغط على دول الطوق، ومنها الأردن، وصولاً إلى التحديات الكبيرة في التعامل مع معضلة أمن الممرات المائية مع استهداف الحوثيين لسفينة تابعة للولايات المتحدة في خليج عدن، كل هذه الحوادث يمكن إدراجها رغم تعقيداتها وتفاصيلها تحت عنوان عريض هو صعود الميليشيات ومنطق اللادولة، في مقابل ردات فعل غربية لا تنفذ لأصل المشكلة وإنما تتخذ من سياسات الضربات التي تفاقم من المشكلة وتزيد من شعبية تلك الميليشيات وتوسيع نطاق الأزمة، من دون اتخاذ موقف جاد حول الحرب الوحشية ضد غزة.

كلا الطرفين: الميليشيات، والولايات المتحدة والقوى الغربية والكيان الإسرائيلي، لديه سياسات ترحيل الأزمات وتوسيع نطاق عسكرة المنطقة. وبحسب أوراق بحثية وآراء نُشِرت الأيام الماضية في أهم خزانات التفكير وتحليل الاستراتيجيات، فإن ردات الفعل تجاه ميليشيات متعددة من الحوثي إلى الميليشيات داخل العراق لم تتضح فعاليتها، وهي لم ولن تنهي معضلة الحرب بالوكالة؛ اللعبة الأثيرة لدى طهران في استخدام الأذرع والتبرؤ من تداعيات هجماتها.

بمعنى آخر استحضار منطق الدولة في مخاطبة الغرب، وقناع الثورة في خطاب أذرعها. ومن الواضح أن النتائج غير المرجوة للطرفين الفاعلين (أميركا وبريطانيا) ستشكل ضغطاً هائلاً على مسألة صعود الميليشيات فعلاً وشعاراتٍ وإعادة تنافسية للعسكرة في السوق السوداء لتنظيمات كهذه تقوم اقتصاداتها على تسويق نفسها، عبر العمليات الصغيرة ذات التأثير الكبير، ولو كان إعلامياً، ومن ناحية أخرى، قدرة هذا الحدث عن شيء مهم يغفل عنه كثير من الباحثين، وهو تغذية «الخطابات المضمرة» للأتباع والمناصرين والمجنّدين، ويقابله «الخطاب المعلَن» للقوى الغربية لتدعيم الدوائر الانتخابية والأحزاب، وبين الخطابين هناك تحديات كبيرة لدول الاعتدال في المنطقة وفي منطقة الخليج والسعودية بشكل خاص، التي ضمن كل هذا الضجيج والفوضى تعمل على ترسيخ منطق الدولة العاقلة وقيم القانون الدولي، والتمحور على جذر المشكلة، وهو وقف العدوان الإسرائيلي ونقد المقاربات السريعة والخطرة والمغامرات التي تستهدف «فضيلة الاستقرار» التي هي نسغ مشروعها.

المقاربات السريعة وردات الفعل التي كشفت عن عيوب نسقية في فهم الدول الغربية والولايات المتحدة لتحولات المنطقة اليوم التي تعيش أكثر فتراتها حرجاً، وأصبحنا نرى فيه هبوطاً لصوت العقلانية مقابل العدمية، وصعود أسهم الميليشيات التي تقوِّض الأوطان حتى باتت تتنافس في إعادة تقييم أنفسها، وكان آخر تلك المأساة الجدل الكبير بين كتائب «حزب الله العراقي» وباقي الفصائل في محاولة خطف الأضواء من الحوثيين و«حزب الله»، بحسب خطاب، كاشفة مهمة، كما هي الحال في الخطابات الخطرة؛ في التلويح بتهديد أمن الخليج وإعادة إحياء التنظيمات المسلحة الشكلانية والخاملة التي تنتمي لكتائب «حزب الله العراقي» في الخليج. وفي حملات الترويج تلك يتم بث الادعاءات الترويجية، مثل المسؤولية عن إطلاق صواريخ «كروز»، باتجاه إسرائيل من مناطق نفوذها، مثل بابل وكربلاء والأنبار.

في بدايات تصريحاته بعد فوزه، قال الرئيس جو بايدن ما نصه: «الشرق الأوسط في عهد إدارته أصبح (أكثر استقراراً وأماناً) واليوم يتم اختباره مجدداً؛ ليس حول هذا التصريح الذي يناقض الواقع مع تحول العراق لساحة اقتتال تسعى إيران لإبقاء هيمنتها عليه، بل حول بقاء جذور أزمة الأزمات في المنطقة القضية الفلسطينية وما سبَّبته من انسداد سياسي وتراجع في الإيمان بقيم العدالة والمؤسسات الدولية وبالمشتركات الإنسانية.

خلاصة القول أن مزاج العالم والقوى الكبرى والمؤسسات الدولية لم يعد يكترث بأزمات العالم الثالث ولا مناطق التوتر الملتهب الجاذبة للتنظيمات الإرهابية إلا في إطار القلق من تدفق المهاجرين، أو في سبيل البراغماتية النفعية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمن الخليج الميليشيات وترحيل الأزمات أمن الخليج الميليشيات وترحيل الأزمات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon