توقيت القاهرة المحلي 07:49:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رؤية 2030 والحج: الشعائر لا الشعارات!

  مصر اليوم -

رؤية 2030 والحج الشعائر لا الشعارات

بقلم:يوسف الديني

من رأس الهرم في القيادة السعودية خادم الحرمين الشريفين وإلى كل المواطنين في المملكة العربية السعودية، الجميع في مثل هذه الأيام المباركة من كل عام يدرك النعمة العظمى التي وهبها الله لهذه البلاد بأن شرّفها بخدمة ضيوف الرحمن وحباها بهذه المنزلة التي انعكست على رأسمالها الثقافي والرمزي والروحي في العالم، فهي تضم قبلة الإسلام ومهاجر رسول الأمة ومثواه، خُمس سكان الأرض يؤمونها خمس مرات في اليوم وما يحمله هذا الشرف من مسؤولية عظيمة ينعكس على الجاهزية القصوى التي تحول السعودية إلى خلية نحل لا تهدأ في موسم الحج والزيارة، وبالتالي التذكير الدائم بضرورة التفريق بين الشعائر والشعارات، ومن هنا يمكن أن نفهم التذكير الدائم من كل الأجهزة والمؤسسات في السعودية بضرورة جعل خدمة الحجيج الأولوية وفي ذات الوقت التحذير من كل ما من شأنه تعكير صفو الحج في أداء النسك والزيارة والشعائر الدينية بعيداً عن الشعارات كما جاء في كلمة مدير الأمن العام رئيس اللجنة الأمنية بالحج الفريق محمد بن عبد الله البسامي خلال حفل نظمته قوات أمن الحج بحضور الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي رئيس لجنة الحج العليا، وبحسب التصريح فإن قوات أمن الحج جاهزة بكامل طاقاتها البشرية المدربة وقدراتها التقنية الحديثة لخدمة الحجيج، وسيتم التعامل بأقصى درجات الحزم والقوة وبما يكفل للحجاج أداء مناسكهم بعيداً عن كل المؤثرات والشعارات التي لا مكان لها في هذه الأماكن المقدسة».
وهو ما جاء أيضاً على لسان أعلى هرم المؤسسة الدينية، حيث أكد مفتي المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن على الحجاج استثمار وقتهم في أيام الحج المعدودة في استشعار عظمة العبادة، فالحج شعيرة من شعائر الإسلام العظمى، وأن يكون كل ما يقومون به من مناسك وأعمال في المشاعر المقدسة ابتغاءً لوجه الله سبحانه وتعالى واتباعاً لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، كما حذر من الوقوع فيما يفسد الحج، من اللغو الذي يشمل الأقوال والأفعال، ونبه على ضرورة الالتزام بالضوابط والإجراءات التي وضعتها سلطات الحج للتيسير على ضيوف الرحمن وتسهيل أداء المناسك.
الحج في هذه السنة استثنائي بعد أعوام من جائحة «كورونا» سبقتها مواسم تعاظم فيها التشغيب والاستهداف في ملف الحج من بعض الدول التي فشلت تماماً في التأثير على الأولوية القصوى التي توليها السعودية لملف الحج والشعائر الدينية، بل على العكس تماماً أصبحت العمرة والزيارة مفتوحة على مدار العام وبات زوار المملكة أكثر قدرة على اكتشافها والقرب من معالمها الروحية والدينية والثقافية والتاريخية في ظل تحول هائل على مستوى موضعة رأس المال الثقافي والرمزي كأولوية مع ملف الحج في رؤية 2030 التي استثمرت في الإنسان السعودي وأطلقت كل الطاقات الممكنة للتاريخ والجغرافيا لتقديم التجربة السعودية في التعايش والاعتدال والسلام بشكل استثنائي يليق بها.
تحول الاستهداف خلال الأعوام الماضية إلى ترقُّب ثم تتالت النجاحات المذهلة في إدارة ملف أزمة «كورونا» ثم إلى اعتراف بالنجاح الكبير لقبلة المسلمين المملكة العربية السعودية التي شرفها الله بخدمة حجاج بيته الحرام، وكانت منذ لحظة التأسيس على يد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز تضع سيادة شعيرة الحج وتحييدها عن أي تحيزات دينية أو طائفية أو سياسية أو استثمار فوق كل اعتبار.
موجة الاستهداف والتشكيك منذ ما قبل بدايات الجائحة ثم بعدها تضاءلت وتلاشت بسبب تحولات في الدوافع الانتهازية والتحالفات والاستثمارات في سوق السياسة السوداء، لكنها لم تزد السعودية، قيادة ومؤسسات وشعباً، سوى بذل المزيد من العمل والسعي الدؤوب الذي يشرف عليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان وانعكس في شكل مشاريع ومبادرات تطويرية لموسم الحج والزيارة للحرمين الشريفين وباقي مدن المملكة في سبيل أنسنة الشعائر وخدمات الحرمين الشريفين التي لا يمكن أن تخطئها العين في موسم الحج أو بزيارة المدينة المنورة والمشاريع العملاقة لإضفاء مفهوم «التجربة الشمولية» وفق أعلى المعايير الدولية المعروفة في قطاع الخدمات والتنظيم، إضافة إلى تعميم ثقافة الترحيب والضيافة في كل مدن السعودية التي يمكن لأي زائر اليوم أن يلاحظ آثار الرؤية ومخرجاتها على جودة الحياة في الواقع ومن خلال الخدمات الرقمية الهائلة التي تتقدم فيها السعودية بمراتب على كل من الدول الكبرى، وكان من آثارها في ملف الحج توظيف أحدث التقنيات العالمية بأيدٍ وعقول سعودية في إدارة البيانات ورقمنة الخدمات، ما أسهم في توفير البيانات الجيومكانية التي لعبت دوراً عظيماً في تسهيل مرونة تنقل الحجاج ودعم اتخاذ القرارات، والتخطيط والاستجابة السريعة في خدمة القطاعات الحكومية المساندة، والخدمة تقوم على تسهيل الاطلاع والتمكين من الاستفادة من البيانات الجيومكانية الوطنية والمتصلة بالتخطيط والتطوير، والبيئة الزراعية، والنقل، والأمن والسلامة، والخدمات الاجتماعية، والصحية، والتعليمية، والثقافية، والتجارية؛ بيانات تفاعلية وبيانات إحصائية، والقدرة على الربط مع هذه المنصة من خلال البرمجيات المختلفة.
والحق يقال فإن الرؤية السعودية في إدارة المواسم الدينية هي جزء من رؤية شمولية تحديثية تطمح إلى الاستثمار في المستقبل لا تقف عن جانب أو ملف بعينه، وهذا ما بدا واضحاً حتى في تدشين عدد من التحولات والقرارات التي تخص أنسنة الحالة الدينية من اختطاف التيارات المؤدلجة والمتطرفة لذلك يقول السعوديون اليوم... حان وقت الشعائر وولى زمن الشعارات!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رؤية 2030 والحج الشعائر لا الشعارات رؤية 2030 والحج الشعائر لا الشعارات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon