توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كلنا شرق... الصين والبوصلة السعودية

  مصر اليوم -

كلنا شرق الصين والبوصلة السعودية

بقلم - يوسف الديني

كلنا شرق، أحد أهم الأقسام التي تستحدثها الصحافة الصينية، لا سيما المدونات والصحف الناطقة بالعربية، التي بدأت تنتشر على الإنترنت، عدا مراكز الأبحاث القديمة التي تهتم بنشر تعاليم وفلسفات «الكتاب الأبيض» الذي يرمز إلى الحياد والسلام الصيني واليد الممدودة للعالم.
اليوم السعودية بالدرجة الأساس ودول المنطقة هي بوصلة جديدة مبنية على عدد من الحقائق يمكن تكثيفها فيما أصفه بعودة الأوزان السياسية ما بعد «رؤية 2030» بما تحمله من واقع متجدد ليس على المستوى الاقتصادي والثقافي والاجتماعي والفكري، بل وحتى على مستوى السياسة الخارجية المبنية على وضع مسألة الأمن والسيادة والتنوع والشراكات في أولويات استراتيجياتها، كما تعتمد سياساتها الداخلية على ما وصفه الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، مهندس الرؤية، بـ«رأس مال السعودية الأول»، وهو الإنسان السعودي وضرورة التموضع والتمركز على المواطنة (Citizen centered).
العلاقات الصينية - العربية ليست جديدة أو حدثاً مفاجئاً؛ فهي تمتد إلى أكثر من ألف سنة، وفي التاريخ القريب كلنا يتذكر الخطاب الذي ألقاه شي جينبينغ في يونيو (حزيران) في منتدى التعاون الصيني - العربي والذي حمل شعار «تجسيد روح طريق الحرير وعمق التعاون الصيني - العربي»، طرح فيه مبادرة التشارك في بناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول الخليجية والعربية، وقبلها بعقد من الزمان في 2004 تم تدشين منتدى التعاون الصيني - العربي كمنصة جديدة للتشاور والتعاون بين الصين والدول العربية، وربما كان التحول الحقيقي في العلاقات الصينية - العربية مبادرة بناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية قبل ثماني سنوات، وتحديداً عام 2018 والتي تمخضت بعد زيارة الرئيس شيء جينبينغ للسعودية ولمصر، واستهدفت تعزيز الثقة المتبادلة الاستراتيجية، تحقيق حلم النهوض، تحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك، دفع التسامح والتعلم المتبادل.
الصين تجد ضالتها على المستويين الجيوسياسي والاقتصادي، لكن الأهم على مستوى القيم السياسية المتصلة بالسيادة، فالسعودية ودول الخليج والعالم العربي تدعم مبدأ «الصين الواحدة»، وهو ما تبادله الصين على مستوى الموقف من القضايا العربية ومنها القضية الفلسطينية وعدم التدخل في الشؤون الخاصة ودعم السياسة وحل القضايا العالقة من خلال التضامن والحوار، والأهم الجانب القيمي المؤرق اليوم وهو احترام الخصوصيات الثقافية والقيم المحلّية وتقديرها، وكانت مبادرة مهرجان الثقافة والفنون العربية ومشروع الألف كتاب للترجمة للأدب الصيني والعربي والذي سُمّي عبق الكتاب واحدة من تلك التفاهمات خارج أقواس السياسة.
بالنسبة للصين، السعودية المتجددة اليوم هي أمل ازدهار طريق الحرير، لا سيما على مسألة اللوجيستيك والاقتصاد السياسي؛ فالصين هي الشريك التجاري الأكبر للسعودية. على سبيل المثال، استوردت الصين في أبريل (نيسان) الماضي أكثر من مليوني برميل نفط يومياً؛ ما يشكل أكثر من ربع صادرات المملكة.
السؤال اليوم ليس كما تبحث عنه الصحافة الغربية في عدد من التحقيقات المرتجلة بلغة غير موضوعية وربما صبيانية هو ماذا تريد السعودية من الصين والحديث عن بدائل للحلفاء والرغبة في التسليح وما يقال عن المشاريع النووية أو يتم وضعه في سلة «تحالف السلطويات في العالم» وضم روسيا بوتين إلى ذلك، بل السؤال الحقيقي هو ما يمكن أن تستفيده الصين اليوم من السعودية المتجددة ضمن هذا الصعود المتنامي لاقتصاداتها وفرصها الاستثمارية ومشاريعها التي تنطلق نحو المستقبل بشكل سريع وجريء وغير متوقع، وليس أدل على ذلك من تصريح المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو ننيغ يوم الأربعاء الماضي، «سيكون هذا أكبر وأعلى حدث دبلوماسي بين الصين والعالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية».
الأكيد، أن العلاقة مع الصين تتعزز وتتجاوز العلاقة المرتبطة بالنفط وأسواق الطاقة، بل هي اليوم أكثر تعقيداً، ويؤكد ذلك 34 اتفاقية في مجالات تشمل تكنولوجيا المعلومات، وعلم الوراثة، والتعدين، والطاقة الهيدروجينية، والتصنيع. دخلت إحدى الشركات السعودية في شراكة مع شركة صينية لإنشاء مصنع للسيارات الكهربائية في المملكة، وبحسب تعبير تقرير مطول كتبته كاثرين والا لصالح «المجلس الأطلسي Atlantic council» تبدو فرصة الصين اليوم واعدة جداً لمواءمة مشروعها الضخم مبادرة الحزام والطريق مع «رؤية 2030»
الأكيد، السعودية والصين لا تهتمان كثيراً بتحدي الوضع الراهن للقوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بل الاستثمار في الأوقات الصعبة للنفاذ للمستقبل، وبحسب تصريح وزير الخارجية السعودي الذي رد على كل التوهمات بشأن الحدث الصيني الكبير «نحن لا نؤمن بالاستقطاب أو الاختيار بين شريك وآخر... اقتصاد المملكة ينمو بسرعة، ونحن في حاجة إلى جميع الشركاء».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلنا شرق الصين والبوصلة السعودية كلنا شرق الصين والبوصلة السعودية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon