توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل باتت ميليشيا الحوثي الأداة المفضلة لـ«الحرس الثوري»؟!

  مصر اليوم -

هل باتت ميليشيا الحوثي الأداة المفضلة لـ«الحرس الثوري»

بقلم:يوسف الديني

على أثر الإخفاقات المتتالية لملالي طهران بعد تصفية قاسم سليماني، يمكن رصد التحركات الأولى لاستراتيجياتها التعويضية من خلال تفعيل أذرعها في المنطقة التي استثمرت فيها طويلاً، وتعاني تلك الأذرع كما طهران مصدّرة الثورة من حالة الارتباك والثورات المضادة من الكتل الموالية لها على المستوى الآيديولوجي، حيث تتعاظم الاحتجاجات في المناطق التابعة لسيطرة ميليشياتها الشيعية.
هذا السياق يرجّح أن يتم الاستثمار في تأزيم الحالة اليمنية، خصوصاً مع تردي الأوضاع المعيشية وموجات تجنيد الأطفال وزرع الألغام، والدافع الأكبر هو ارتباك المجتمع الدولي على مستوى المؤسسات والدول الفاعلة في الملف اليمني في تصنيف ميليشيا الحوثي كذراع لطهران لا كطرف نزاع سياسي، رغم كل التقارير التي تصدرها تلك المنظمات حول سلوك الميليشيا التدميري.
ومع ظهور نجم جديد في «الحرس الثوري» يقابله الآن تلميع لشخصية مقابلة في ميليشيا الحوثي، وهو عبد الخالق الحوثي شقيق زعيم «أنصار الله» وقائد المنطقة المركزية، الذي يستعير في خطاباته ادعاءات الملالي بالنصر الإلهي، وآخرها ما ذكره عن معركة نهم بأنها من آيات الله التي ليس لها نظير بعد الحرب العالمية الثانية! هذه الوقاحة والادعاءات الكاذبة ما كان لها أن تمر لو أن ثمة إجماعاً دولياً على ضرورة إعادة تقييم الحالة اليمنية وفقاً لليقظة المدفوعة بمصالح اقتصادية وبراغماتية حول سلوك إيران، خصوصاً ما بعد مقتل سليماني وانفجار الأوضاع في العراق ولبنان رغم أن الوضع في اليمن أسوأ بكثير بشكل مضاعف الآن بسبب حالة اللامبالاة بسلوك ميليشيا الحوثي والضغط على التحالف الذي يسعى إلى الالتزام بكل الجهود السياسية أو ضوابط التحرّك العسكري وفقاً لتدخلات القوى الفاعلة.
حالة الارتباك في تقييم الوضع اليمني تستلزم حسماً دولياً لا سيما مع كثرة التقارير عن اندفاع ميليشيا الحوثي على أثر الخسائر على الأرض إلى زراعة المزيد من الألغام. وبحسب منظمة «رايتس رادار» في تقريرها عن ضحايا الألغام الحوثية في اليمن، فإن الأرقام في تزايد مهول وقصص الضحايا من المدنيين الذين يتساقطون بما وصفته بالسير في «حدائق الموت»، في إشارة إلى حالة زرع الألغام الفردية التي تعد الأكبر تاريخياً، وتتصدر مدينة تعز التي تعدّ شوكة في حلوق الشره الحوثي لتجريف اليمن قائمة أكثر المناطق تضرراً من الألغام التي راح ضحيتها أكثر من 700 مدني على مستوى 18 سنة، عدا الآلاف من الإعاقات الجسدية الناتجة عن تلك الألغام الحوثية، وهو ما حدا بالمنظمة لدعوة الميليشيا إلى تسليم خرائط الحقول والمناطق التي زرعتها بالألغام في اليمن خلال السنوات الماضية إلى الحكومة اليمنية وإلى الهيئات والبرامج العاملة في مجال نزع الألغام في اليمن. ودعت الحوثيين إلى التوقف عن زراعة الألغام بكل أشكالها وأحجامها، والكف عن صناعة العبوات الناسفة ومختلف أشكال المتفجرات، وتدمير مخزونها. كما دعت الأمم المتحدة إلى استخدام صلاحياتها في ممارسة الضغط الدولي على ميليشيا الحوثي.
الأكيد اليوم أن عناصر ميليشيا الحوثي باتوا الوكلاء الأكثر فاعلية لدولة الملالي والذراع المتوغلة في دماء اليمنيين، وهو ما نرى انعكاسه حتى على تصريحات قادة الملالي العسكريين، إذ قبل مدة قال رئيس الأركان الإيراني محمد باقري، في كلمة له في أحد المراكز التعليمية التابعة لقوات «الحرس الثوري» نقلتها وكالة إرنا الإيرانية، إن جبهة المقاومة الإقليمية تضعف الولايات المتحدة والنظام الصهيوني يوماً تلو آخر، إذ وصل الشعب اليمني اليوم إلى حد الاكتفاء الذاتي في الدفاع عن نفسه. وأضاف متبجحاً أن «اليمنيين اليوم تمكنوا من إسقاط العديد من الطائرات الحديثة، وهذا بالطبع لأن علوم الثورة الإسلامية ودعمنا المعنوي كان وراءهم».
وبعيداً عن الدعم المعنوي الشعاراتي، فالعديد من التقارير أيضاً تتحدث عن حجم استثمارات ميليشيا الحوثي في البنوك الإيرانية من الأموال التي تم نهبها عام 2015. فبحسب تقرير سري لفريق الخبراء التابع لمجلس الأمن الدولي أن «عبد الملك الحوثي يستثمر أكثر من 30 مليار دولار في البنوك الإيرانية، تم نقلها على دفعات منذ عام 2015 عبر ميناء الحديدة».
ولسنا بحاجة إلى تأكيد استراتيجية الملالي للخروج من مأزق مقتل سليماني عبر تفعيل ذراعها في اليمن، لكن تجدر الإشارة إلى أن خليفة قاسمي العميد إسماعيل قاآني قائد «فيلق القدس» الحالي ورغم سيرته المحدودة فإنه كان المسؤول الأبرز في التعاون مع ميليشيا الحوثي بعد أن كان سابقاً مسؤول نشاطات «الحرس الثوري» في أفغانستان وباكستان والجمهوريات الآسيوية.
والحال أنه لا يمكن فكّ الارتباط اليوم بين الضغط على سلوك دولة الملالي من قبل المجتمع الدولي والدول الأوروبية وغض الطرف عن ذراعها المرشح لأن يكون الأكثر فاعلية لإنعاش قلب طهران الثوري... ومنذ لحظة الانقضاض على الشرعية اليمنية توالت الدعوات من السعودية ودول التحالف على ضرورة موضعة ميليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية، فما كان ملّحاً بالأمس بسبب البحث عن حل للمأساة في اليمن بات اليوم ضرورة لا يمكن القفز عليها بادعاءات ومناورات سياسية وحقوقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل باتت ميليشيا الحوثي الأداة المفضلة لـ«الحرس الثوري» هل باتت ميليشيا الحوثي الأداة المفضلة لـ«الحرس الثوري»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon