توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فضيلة الحياد: طريق السلام العالمي يمرّ عبر السعودية

  مصر اليوم -

فضيلة الحياد طريق السلام العالمي يمرّ عبر السعودية

بقلم - يوسف الديني

مدينة جدة التي عُرفت في المخيال الشعبي المحلي بأنها «أم الرخا والشدة» شهدت نجاحات كبيرة على مستوى الدبلوماسية السعودية ودورها الريادي في منطقة الشرق الأوسط كلاعب أساسي وفعال لديه مشروع سلام ودعم لمستقبل المنطقة يتسم بالرؤيوية، ومن هنا فالدول الـ42 تأمل بأن تحظى بجانب الرخاء، عبرها مؤتمر جدة لمحادثات السلام في الأزمة الأوكرانية التي تقترب من أكثر فتراتها حرجاً من حيث النتائج على الأرض وحالة الانسداد التاريخي، والأهم تأثيراتها الضخمة التي تطول العالم الأول قبل الدول النامية التي ينذر الحال فيها إلى انهيارات ومجاعات غير مسبوقة.

ورغم العراقيل والتحديات وحالة الافتعال الاستباقية لعدد من التصريحات التي شككت في جدوى المؤتمر، فإنه جاء في وقت مهم وفي موقع أكثر أهمية، حيث يقام في السعودية المتجددة التي تعيش حالة تحولات كبيرة وتموضع سياسي في الشرق الأوسط، والأهم أنها الأكثر امتلاكاً لما يمكن وصفه بـ «فضيلة الحياد Political neutrality»، وهو ما يعزز فرصة فتح آفاق جديدة للأزمة، وتقريب وجهات النظر أو على الأقل إعادة تقييم الموقف ومعرفة حجم الفراغات والرهانات بين الطرفين، لا سيما أن كل المؤشرات تؤكد على أنهما قد وصلا إلى حالة انسداد في ما يخص الاقتراب من الحسم وإعلان النصر أو تحقيق الأهداف.

فضيلة الحياد التي حرصت السعودية ومعها دول الاعتدال على تبنيها في بدايات الأزمة الأوكرانية قوبلت بالكثير من الاستهداف والبروباغندا الرخيصة، كما أن المفهوم أصلاً في العلاقات الدولية يحظى بارتباك وسوء فهم بوصفه يشي بالسلبية تجاه النزاعات، لكن العكس هو صحيح فالحياد بمعناه الحقيقي المضاد للبراغماتية والانتفاعية السياسية التي تعاني منها بشكل سافر بعض الخطابات الغربية هو حياد مبني على سياسات مستقلة لا تتماهى أو تحاول التأثر بسياسات المتحاربين وأطراف النزاع، ويمكن العودة إلى الحياد الذي شكلته إسبانيا وسويسرا والسويد خلال الحرب العالمية الثانية، وتلعبه اليوم بشكل أكثر موضوعية بسبب التراكمات على المفهوم السعوديةُ ودولُ الاعتدال ومعها بعض الدول كالهند وجنوب أفريقيا ودول أميركا اللاتينية التي تحظى بعلاقات إيجابية مع طرفي النزاع أوكرانيا وروسيا؛ وذلك بهدف عدم الانحياز أو الدخول في معترك الثنائيات الحدّية التي تدفع بعض الدول ثمنها اليوم، وتحظى بنقد كبير من مفكريها وخبرائها السياسيين فضلاً على حالة التململ لديها في الشارع والرأي العام بعد الآثار التي طالت الحياة اليومية.

مشاركة الصين في محادثات جدة منحتها توازناً إضافياً، لا سيما أنها من الدول القريبة من روسيا، والقادرة على لعب أدوار أكبر في إيصال حالة تسوية يجب ألا تستند إلى الفوز والنصر، وإنما الخروج من المأزق، لا سيما مع التصريحات الإيجابية التي جاءت من كل الأطراف ومنها الصين التي وصفت المحادثات بأنها «قامت بتعزيز توافق دولي في الآراء»، وترغب في أن تبني على النجاحات السعودية، وذلك من خلال دعم جولة ثالثة لمحادثات سلام أوكرانية، وتكفي الإشارة إلى حضور الصين إلى محادثات جدة وغيابها عن محادثات كوبنهاغن في التدليل على تحولات كبيرة في دول الشرق الأوسط والأدنى لمفهوم الحياد والدبلوماسية السيادية.

روسيا بدورها منفتحة على محادثات جدة، ومنفتحة على تسوية دبلوماسية للأزمة الأوكرانية، وعلى استعداد للرد على المقترحات الجادة.

السعودية اليوم تتصدر الدبلوماسية العالمية، وذلك بما تملكه من مكانة استثنائية وحياد ومشروع سلام ورؤية مستقبلية حيوية انتقلت من النجاحات الداخلية إلى أنموذج للشرق الأوسط على أكثر من ملف، ومن هنا فنجاح مؤتمر جدة يرتكز على إدارة عملية سياسية لإنهاء الحرب وتعزيز الأمن والسلم الدوليين وتقليل المخاطر وتحجيم الانهيارات المتصلة بآثار النزاعات المعقدة خصوصاً في المجال الاقتصادي.

خلاصة القول، كل الطرق لشرق أوسط آمن ومنفتح على العالم وآمن غير مهدد في أهم ممرات العالم ومنتجاته الاقتصادية يؤدي إلى الرياض، حيث تلعب السعودية فيه دوراً ريادياً مختلفاً مبنياً على تصور أكبر حول دور دول الاعتدال والشركاء في المنطقة من أصحاب المصلحة والنفوذ، وأنهم يعيشون حالة اتفاق عام حول دورهم من منظور السيادة والتأثير وبمساحة اختلاف وليس التنافس، وهو واقع جديد مبني على فضيلة أخرى وهي «فضيلة الاستقرار».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فضيلة الحياد طريق السلام العالمي يمرّ عبر السعودية فضيلة الحياد طريق السلام العالمي يمرّ عبر السعودية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon