توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مملكة المنجزات: يوم مجيد للسعودية!

  مصر اليوم -

مملكة المنجزات يوم مجيد للسعودية

بقلم - يوسف الديني

اليوم الوطني ويوم التأسيس ويوم العلم... كلها تجليات عظيمة لتمثل «رؤية 2030» لمسألة الهوية وبناء الشخصية السعودية خارج أقواس تأطيرها فقط في الإصلاح الاقتصادي؛ فهي بذلك رؤية شمولية ذات جذور ثقافية وفكرية وفلسفية.

اليوم الوطني بعد أيام قليلة يفتتح قرناً جديداً من تجربة تاريخية استثناء في دولة هي استثناء اليوم بتاريخها ومنجزها للمستقبل بقيادة مهندس رؤيتها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فالمملكة العربية السعودية تعيش فرادتها الاستثنائية مستحضرة نسغها الأساس المكون لهويتها المتمثل في مفهوم «التوحيد» بمعناه الشامل وليس العقائدي فقط؛ توحيد بلاد شاسعة مترامية الأطراف، وبتنوع ومكونات معقدة ومتنوعة تحولت إلى مزيج متآلف ونسيج مختلف حتى في علاقته ببيت الحكم السعودي، عاش معه ومن خلاله تجربة هويّة تستمد من التاريخ وصلابة الجغرافيا.

لكنها تطمح إلى التجدد المستمر لمقاربتها الوجودية على مستوى الثقافة والعيش والاقتصاد؛ وهي مفارقة إذ تتجاور العراقة المقدسة باعتبارها قبلة مليار ونصف المليار مسلم مع السعي الحثيث صوب المستقبل، لا سيما بعد أقل من عقد لرؤية طموحة (2030) تتأرجح بين الإرث الكبير السعودي وروح الأجيال الجديدة من الشباب الذين هم جيل رؤيتها وصناع مستقبلها الآتي بتحديات كبيرة ومنجزات مستحقة.

تجربة المملكة العربية السعودية المتجذرة في التاريخ كدولة قبل كل تحالفاتها اللاحقة الدينية والمجتمعية وخرائط الفاعلين والبناء الهيكلي.

الدولة الكيان، ومفهومها (The Concept of State) الذي كُتبت فيه مئات الكتب والدراسات في أصلها مفارقة لمفاهيم سابقة لها من السلطنات إلى الإمبراطوريات والممالك القديمة التي حكمت في العصور الوسطى باسم المؤسسات الدينية وخضعت لسلطتها.

الدولة كيان حديث في الحياة السياسية المعاصرة قائم على فكرة «تموضع السلطة» الكلمة اللاتينية (Position) ومنها إلى اللغات الأوروبية مطلع القرن الخامس عشر قبل أن يتطور إلى مفهوم الشأن العام (Publicae)، أبسط تعريف للدولة يناسب ما نحن بصدده عن دولة الدرعية المبكرة... تعريف موسوعة لاروس (Larousse) الفرنسية للدولة بأنها: «مجموعة من الأفراد الذين يعيشون على أرض محددة ويخضعون لسلطة معينة». ومن هنا تُعد الدولة ومنذ نشأتها الحديثة في أعقاب مؤتمر وستفاليا 1648 أهم لبنات البناء السياسي الحديث لسردية تاريخ التشكلات الاجتماعية المستقرة والقائم على ثلاثة محددات: «الأرض، الشعب، السلطة»، لذلك تولد الدولة مرة واحدة وفق هذا المفهوم.

بينما تختلف السلطة والحكومة بتغير الأزمان. منذ لحظة توحيد المملكة إلى «رؤية 2030» الطموحة هناك قصة سعودية مختلفة يجب أن تروى للأجيال، المفارقة كانت أننا اعتدنا على أن نسمعها بشكل مغلوط وصورة نمطية من الخارج، وربما بشكل ناقص أو خجول من الداخل، اليوم مع مكانة المملكة وموقعها الجديد ورؤيتها آن الأوان للسعوديين لأن يكتبوا سرديتهم الخاصة، وهو ما تسعى إليه جهات عدة من مشاريع توثيق الفنون والمذاقات إلى التوثيق الشفاهي للذاكرة إلى مشاريع ضخمة ذات طابع ثقافي، وهو يأتي من العُلا المبهرة، وصولاً إلى الدرعية وجدة القديمة، عدا المشاريع الأكثر قداسة وتوهجاً في بناء مكانة المملكة، الحرمين الشريفين بوابة القوة الناعمة والعلاقة الممتدة مع مشارق الأرض ومغاربها.

تعيش السعودية اليوم تجربة استثنائية تتصل بالتحولات العالمية الكبرى في السياسة والاقتصاد، إضافة إلى التوترات الإقليمية التي أعقبت أحداث «الربيع العربي»، وجرفت معها العديد من الدول واستقرارها وهويتها نحو دوامة من الفوضى والأزمات والاحتراب على امتلاك مفهوم الوطن، ومع تلك التحديات حرصت القيادة السعودية؛ في مقدمتها تطلعات خادم الحرمين الشريفين، إلى تأسيس مفهوم جديد للاستقرار والرفاه وبسعي دؤوب لتحقيق الرؤية من سمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، الذي استجاب للتحديات العالمية وأطلق «رؤية 2030» الشاملة والطموحة، التي تهدف أساساً إلى الاستثمار في الإنسان السعودي قبل كل شيء، وتحويل أمن وسلامة الداخل إلى أولوية قصوى؛ خصوصاً مع رياح التطرف والإرهاب والتنظيمات المتشددة التي اتخذ الأمير الشاب معها موقف القطيعة الكاملة، معلناً الحرب الدائمة عليها.

خلاصة القول: الحديث عن السياق الفلسفي والاجتماعي والفكري وتجذر السردية السعودية وتفاصيلها التاريخية، هو كالحديث عن تفاصيل مستقبلها المتمثل في «رؤية 2030» بحاجة إلى العديد من الدراسات، بل مراكز أبحاث متخصصة، لكن الشروع في كتابة تاريخ جديد لمستقبل يستلهم هذا الاستثناء على مستوى الرؤية والتنفيذ والتعامل مع التحديات، قد آن أوانه منذ يوم التأسيس... يوم البدايات والتشكلات لتجربة لم تنل حقها بسبب عطن الآيديولوجيا ومفارق التحزبات، يوم مجيد لبلادي السعودية وهي ترقى لمصاف المجد أمام كل بلاد الدنيا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مملكة المنجزات يوم مجيد للسعودية مملكة المنجزات يوم مجيد للسعودية



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon