توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الاستثمارات العامة» السعودي... والجلد الخشن!

  مصر اليوم -

«الاستثمارات العامة» السعودي والجلد الخشن

بقلم - يوسف الديني

أخفقت استراتيجيات استهداف السعودية المبنية على تصورات وأجندات مغلوطة، خصوصاً مع صعود الصورة الجديدة لمملكة «رؤية 2030»، ونجاحاتها المتتالية التي باتت ملء السمع والبصر، وباستدامة وثبات وتجديد وتطوير مستمر ومباشر من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يجسد لدى شباب الشرق الأوسط وليس الخليج أو السعودية صورة وكاريزما القيادة الجديدة نحو المستقبل.

اليوم تتم محاولة استهداف نجاحات المملكة عبر نقد ملفات بعينها، وقد كتبت عدة مرات عن إخفاق ملف النفط والنجاح الكبير لدبلوماسية الطاقة التي يديرها بجدارة وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان، لكن من الجدير بالكتابة عنه ونفي الأوهام هو محاولة تسييس توجهات وقرارات صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) الذي يلعب دوراً كبيراً اليوم في تعظيم الأثر للصعود السعودي وتسويق الرؤية ونقلها إلى مصاف عالمية، لكن أيضاً في تحقيق مستهدفاتها من خلال تنويع سلة الاستثمارات والدخول إلى أسواق جديدة، ومنها سوقا الترفيه والرياضة.

صندوق الاستثمارات العامة على المرتبة السادسة بين أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم بعد ارتفاع أصوله لتصل إلى 650 مليار دولار، وفقا لآخر تصنيف لمؤسسة (SWF Institute) المتخصصة في دراسة استثمارات الحكومات والصناديق السيادية، وارتفعت أصول الصندوق بقيمة 42.6 مليار دولار، مقارنة بـ 607.42 مليار دولار في نهاية 2022 وعلى مستوى التوظيف من 50 موظفاً في بداياته إلى ما يزيد على 2000 موظف.

ووفقاً لاستراتيجية الصندوق للأعوام الخمسة المقبلة فإن المستهدف مضاعفة حجم أصوله ليتجاوز 4 تريليونات ريال ما يعادل 1.07 تريليون دولار في 2025، كما ذكر ولي العهد أن المستهدف رفع أصول الصندوق إلى 10 تريليونات ريال في 2030، بما يعادل 2.7 تريليون دولار.

اليوم شهرة الصندوق باتت كبيرة، ويكفي أن ترصد عشرات الدراسات والمقالات والأبحاث والتعليقات عنه في مراكز الأبحاث والمنصات الإعلامية بعد أن بات اسمه يتردد وراء صفقات كبيرة من النجاح الكبير في مشروع الدمج في لعبة الغولف، والسيطرة على نادي نيوكاسل يونايتد، وعن جلب أكبر لاعبي كرة القدم في العالم إلى السعودية، إلى غير ذلك مما لا يركز عليه الإعلام الغربي، الذي يكتفي بالرمزيات ويغفل عن السياق العام للصندوق ودوره الكبير في الاستثمار في الداخل والمواطن السعودي والمدن والهويات الجديدة للأقاليم ودمجها في الأطر الثقافية والسياحية والبنى التحتية، وحتى المشاريع العقارية بمواصفات أسهمت في رفع مستوى المنافسة وذائقة العملاء والمقاولين.

يمتاز الصندوق السيادي السعودي عن الصناديق العامة الأخرى في أنه تجاوز «الصورة النمطية»، وكسر «القالب»، ومارس دور «المأسسة» للتفاصيل الصغيرة، فهو خرج عن المألوف في استثمارات الصناديق المماثلة، والتي لا تعدو أن تكون سوى صناديق معاشات تقاعدية لمواطني الدولة أو لموظفي القطاع العام.

صندوق الاستثمارات العامة تفوق على الشركات الاستثمارية في القطاع الخاص، ورفع من مستواها من التوظيف إلى استهداف الأسواق إلى تنويع الاستثمارات، كما أن ملكيته للدولة مكنته من الدخول بقوة في الأسواق العالمية واقتناص الفرص، وهنا قرأه الكثير في الخارج بسطحية باعتباره مضخة أموال لتحسين الصورة، خصوصاً مع دخوله في قطاعات ذات أصداء إعلامية مثل الترفيه والرياضة، رغم أنها قطاعات واعدة اقتصادياً والاستثمار فيها من صميم مستهدفات «رؤية 2030»، التي من أهمها بناء مجتمعات أكثر تنوعاً وديناميكية وحيوية، ومن هنا جاء الاستثمار في الأندية الأربعة الكبار في السعودية، وقبل ذلك قام بتأسيس بنية رياضية وترفيهية صلبة لا يزال العمل جارياً عليها، وستكون مخرجاتها نقطة تحول في الداخل السعودي من مشروع القدية وشركة مشاريع الترفيه السعودية (Seven)، وأيضـاً استثمر الصندوق في تطوير قطاع الرياضات الإلكترونية عبر مجموعة سافي للألعاب الإلكترونية (Savvy Games Group)، بالإضافة إلى رعاية كثير من البطولات والرياضات العالمية في مجال كرة القدم، ورياضة الغولف، وسباق السيارات (فورمولا 1) والسيارات الكهربائية (فورمولا E) إضافة إلى الحدائق الضخمة والمسارات الرياضية النوعية.

ورغم كثير من المقالات التي تدخل في قوائم الاستهداف السطحية التي بات جلد السعوديين خشناً باعتبارهم أبناء الصحراء والرمال وفق الوصف اللاذع لوزير الطاقة السعودي، فإن إعادة الاهتمام بقراءة التوجهات الجديدة للصندوق في مجملها تدل على أن صداه وثماره بدأت تظهر في الاهتمام العالمي، ويمكن مطالعة التحقيق المطول لـ«جاكوب وايتهيد» من مجلة «أتلانتيك» (The Athletic) حول صفقة بنزيمة وملف الغولف وربطه بنقطة تحول في التلقي الغربي وهي فوز منتخب المملكة على الأرجنتين في كأس العالم بقطر، ولذلك وصفه التحقيق «التغيير الزلزالي» في عالم كرة القدم، ويكفي أن نشير إلى نقطة فاصلة تكشف عن ضرورة قراءة هذا الملف من زوايا اقتصادية إلى المنافسة للأندية في الولايات المتحدة، مثلاً على صفقة ميسي وقبلها ما حدث في الصين التي لا تحظى كرة القدم فيها بشعبية كبيرة في استقطاب نجوم عالميين، إضافة إلى ما نقله التقرير عن مصدر مجهول صرح للمجلة أن وكلاء للأندية واللاعبين الأوروبيين هم من يأتون للسعودية ويحاولون البحث عن الفرص وليس العكس.

جودة الحياة وتنويع الاستثمار مستهدفان أساسيان للرؤية الطموحة التي بدأت تؤتي ثمارها، اليوم ارتفع معدل النشاط في الشعب السعودي والمشاركة الفعالة في الرياضة من 13 في المائة عام 2015 إلى ما يقترب من 50 في المائة في عام 2022 بعد أقل من سنوات من إطلاق برامج الرؤية، وزاد عدد الاتحادات الرياضية من 32 في عام 2015 إلى أكثر من 95 في عام 2022 مع عدد سكان معظمهم 70 في المائة أقل من 35 سنة، كما أن الحضور في المشاركات الرياضية تضاعف بنسب مكررات مئوية، وهو ما يجعلنا أيضاً نضع في البال الرغبة السعودية في استضافة كأس العالم مونديال 2030، وذلك يعد تتويجاً لهذه الجهود الاستثنائية، لا سيما بعد الفوز باستضافة كأس آسيا 2027 وآسيا السيدات 2026، فضلاً عن «إكسبو» في عام الرؤية المنشود.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الاستثمارات العامة» السعودي والجلد الخشن «الاستثمارات العامة» السعودي والجلد الخشن



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon