توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ظاهرة إرهاب نسوي في سيناء

  مصر اليوم -

ظاهرة إرهاب نسوي في سيناء

بقلم - منير أديب

للمرأة دور ملموس في ممارسة الإرهاب في سيناء تمكن ملاحظته بسهولة وقراءته في أشكال عدة؛ منها الدعم اللوجستي والعسكري وجمع الأموال والعمل الاستخباراتي التابع للتنظيمات للمتطرفة، وجمع المعلومات التي تتيح في ما بعد تنفيذ العمليات العسكرية في مناطق مختلفة في سيناء، فضلاً عن التجنيد والدعاية حيث لا يتاح ذلك للمقاتلين الرجال، نظراً إلى الحصار الأمني المفروض عليهم. شَكّلَ تنظيم ما يُسمى ولاية سيناء كتائب للمقاتلات يقمن بأدوار محددة قد لا يستطيع الرجال القيام بها، كما ذكرنا آنفاً، في ظل الضغوط الأمنية واستمرار العملية الشاملة «سيناء 2018»، فتشكيل هذه الكتائب يعود في الأساس إلى إدراك هؤلاء المقاتلين بصعوبة التعامل الأمني مع المرأة في المجتمع السيناوي، وأنّ التعامل الأمني معها تترتب عليه نتائج غير مريحة تؤدي إلى قلب هذا المجتمع على الدولة وأجهزتها الأمنية، حتى ولو كانت المرأة مجرمة وتقوم بممارسة الإرهاب أو تساعد مَن يمارسونه. ففي لحظة ما تجد المجتمع القبلي في سيناء قد انقلب عليك. لا توجد إحصاءات كاملة عن عدد النساء المقاتلات في سيناء ولا يمكن حصر عددهن، غير أنك تلمح دورهن من شكل العمليات العسكرية وطبيعتها هناك، فبعض السيدات يقمن بزرع الألغام في الظهير الصحراوي وبخاصة الطرق الطولية التي تتحرك عليها القوات الأمنية، وغالباً ما يكن متخفيات كأن يظهرن بعملهن في رعاية الأغنام حتى تبتعد منهن أي شبهة ويبدو تحركهن في الصحراء منطقياً. بعض السيدات يعملن في تصنيع الدوائر الكهربائية التي تعمل عليها هذه الألغام ويساعدن أيضاً في توفير الطعام، كما تقوم بعض السيدات بتوفير بعض المواد البترولية التي يستخدمها هؤلاء المتطرفون، والمهمة الأسهل وقد تكون الأهم تتمثل في العمل الاستخباراتي، فغالبية الملفات المعلوماتية التي في حوزة هذه التنظيمات أشرفت عليها سيدات كن يتحركن بأريحية أكثر من الرجال. هؤلاء السيدات يمثلن همزة وصل جيدة بين المجموعات التي تقوم بتنفيذ العمليات المسلحة في الصحراء والخلايا النائمة الموجودة وسط الأهالي، كما أنهن يرشدن عن المتعاونين مع أجهزة الأمن وتحركهم حتى يتم اصطيادهم وقتلهم بدم بارد، وحدثت عشرات العمليات بهذه الطريقة.

قد لا يبدو للبعض دور المرأة في العمل العسكري في «داعش مصر» مهماً وقد لا يحب البعض الحديث عن هذا الأمر بنية عدم تضخيم الظاهرة التي باتت تُؤرق مؤسسات الدولة، غير أنه من المهم وضع المعلومات في حجمها وإعادة تقديرها بالشكل الذي يتيح مواجهتها بما ينبغي. فالنساء هن أهم معطيات ومحفزات الإرهاب في سيناء، وعلى رغم ذلك لا توجد معلومات متداولة حول هذا الدور، ولا أعتقد أن هناك مواجهة لهذه الظاهرة. لا يسمح للمرأة بحمل السلاح ولا يُراد لها أن تفعل ذلك، فدورها أهم بكثير من مجرد حمل السلاح أو حتى المشاركة في اعتداء على كمائن للقوات المسلحة أو الشرطة الداخلية، فهناك عدد كبير من المقاتلين يقومون بهذا الدور، غير أنّ هؤلاء المقاتلين لا يستطيعون التواصل في ما بينهم ويفشلون في الحصول على المعلومات التي تنجح السيدات في جمعها. طورت السيدات دورهن ونجح الرجال في اللعب على وتر العاطفة التي تحرك أغلبهنّ، فهذه التنظيمات غالباً ما تختار سيدات ليست عليهن شبهة ولا ينتمين إلى أسرة فيها متطرف، كما يخترن من لهن قبائل وعوائل كبيرة بحيث إذا حدث لهن شيء أو اكتشف أمرهن تستفيد هذه التنظيمات من الحساسية المفرطة التي تتعامل معها عوائل هذه السيدات، فكثير منهن لا يقبل القبض عليهن ولا التعامل الأمني معهن حتى ولو كنا متطرفات وارتكبن جرائم، ففلسفة القبيلة قائمة على حماية هؤلاء السيدات والاعتداء عليهن يُعني كسر شوكة القبيلة ومعايرتها حتى ولو كن مجرمات.

الظهير الصحراوي حول منطقة شمال سيناء يُعطي لهؤلاء النسوة مساحة كبيرة للمناورة والتخفي والقيام بدورهن في تقديم الدعم اللوجستي والعسكري، بعضهن خضع لتدريب مباشر في هذه المناطق فهن يعملن وفق قواعد وليس مجرد ممارسة لهذا الدور في شكل عشوائي وهو ما يُصعب من فكرة القبض عليهن في هذه المعركة المعقدة.

تواجه أجهزة الأمن تحديات كثيرة أولها تحديد هوية هؤلاء النساء وأماكن تحركهن وخريطة التحرك وطبيعة دور كل سيدة انضمت إلى التنظيم، كما أنّ هناك تحدياً آخر له علاقة بشكل التعامل مع هؤلاء النسوة، في حال الكشف عنهن بخاصة في ظل تجارب كثيرة لتفجيرات في بداية الألفية الثالثة، وكانت المرأة محط مواجهة مع الأمن بعد فرار المتطرفين من منازلهم وهو ما كان له رد فعل تجاوزته أجهزة الأمن في التعامل معهن بعد ذلك احتراماً للتقاليد القبلية. دور المرأة في «داعش» أصبح أكثر خطراً من دور هؤلاء المتطرفين، فبعد أن حققت العملية الشاملة «سيناء 2018» والتي انطلقت في شباط (فبراير) الماضي نجاحات ملموسة على أرض الواقع أصابت هؤلاء المتطرفين بالعجز أصبح التعويل الأكبر على هؤلاء السيدات لتعويض هذا العجز.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ظاهرة إرهاب نسوي في سيناء ظاهرة إرهاب نسوي في سيناء



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon