توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

على هامش الحرب على الإرهاب في سيناء

  مصر اليوم -

على هامش الحرب على الإرهاب في سيناء

بقلم - منير أديب

لا بد من تصحيح عدد من المفاهيم الخاصة بالدور المصري في مكافحة الإرهاب، على خلفية العملية العسكرية الأوسع التي تشنها مصر ضد التنظيمات المتطرفة، والتي بدأت صباح يوم 9 شباط (فبراير) الجاري، ومسرحُها شمال سيناء ووسطها، والظهير الصحراوي الممتد من النيل غرباً وحتى حدود الصحراء الليبية.

أولاً: الدولة هنا لا تواجه جماعات وتنظيمات يمكن وصفها بابنة البيئة المصرية، فتنظيم «ولاية سيناء»، بايَعَ تنظيم «داعش» في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014. وهنا يمكن أن نصف المواجهة بأنها أشد وأقوى، بخاصة أن التنظيم عابر للحدود، ويتلقى دعماً لوجيستياً من قيادته في الخارج، فضلاً عن تأثير سقوط «دولته» في الرقة والموصل في نشاطه داخل مصر في محاولة للبحث عن بديل للأرض التي فقدها من خلال سيناء.

ثانياً: لا توجد إرادة دولية حقيقية لمواجهة جماعات العنف والتطرف، وهناك دول في المحيط الإقليمي ودول كبرى تستخدم هذه التنظيمات من أجل تحقيق أهدافها في منطقة الشرق الأوسط، ما يُصعِّب مهمة المواجهة المصرية للإرهاب فيها، وهو ما عبّر عنه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في أكثر من مناسبة بقوله: «إن مصر تواجه الإرهاب منفردة».

ثالثاً: الوضع السياسي الذي تمر به مصر بعد ثورة 25 كانون الثاني (يناير) 2011 انعكس بشكل كبير على استقرارها، خصوصاً بعد خروج قيادات هذه التنظيمات من السجون بعفو رئاسي في فترة حكم «الإخوان» التي بدأت بانتخاب محمد مرسي رئيساً في حزيران (يونيو) 2012 وانتهت في 3 تموز (يوليو) 2013. وترتب على ذلك العفو أن أعادت هذه التنظيمات تشكيل نفسها من جديد، والأخطر أنها تحالفت مع بعضها بعضاً لتنتج حالة معقدة من الإرهاب.

رابعاً: الدولة المصرية أمام تحديين كبيرين، يتمثل أحدهما في عملية التنمية وسط أوضاع اقتصادية غير مستقرة على خلفية ما حدث بين 2011 و2013، والآخر يرتبط بمواجهة الإرهاب، فضلاً عن التحدي الثالث المرتبط بتفاعلات السياسة الخارجية والتهديدات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط سواء من جانب إيران أو قطر.

خامساً: تواجه مصر الإرهاب، بينما يشن الإعلام الخارجي حملة شعواء ضد الدولة المصرية وأجهزتها الأمنية عبر منصات إعلامية تُشكك في دورها وإمكان نجاحها في استئصال شأفة الإرهاب، فضلاً عن تأليب الرأي العام العالمي والمحلي بدعاوى كاذبة مثل حقوق الإنسان وحقوق أهالي سيناء، التي تدور المعركة في رحاها، على رغم أن الهدف الأساسي من هذه الحملات هو أهالي سيناء وتطهير المنطقة من دنس الإرهاب المعولم.

سادساً: ما تخوضه الدولة المصرية وما تشهده سيناء ليس مجرد مواجهة أو حملات أمنية، وإنما حرب ضد التنظيمات المتطرفة، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان. هذه الحرب تُعطل الطاقات التي يُفترض أنها توظف في التنمية، وفي هذه الحرب تحدث خسائر وهو ما توقع بكل تأكيد، وهنا يمكن فهم طبيعة المعركة من السياق العام لحركة هذه التنظيمات داخل الحدود المصرية وخارجها.

سابعاً: مصر تدفع ضريبة عن موقفها العازم على القضاء على الإرهاب من استقرارها السياسي ومن اقتصادها الذي تعرض لنكبات على مدار السنوات القليلة الماضية، فضلاً عن بعض المواقف الدولية التي لا ترغب في القضاء على الإرهاب إذ يمثل بالنسبة اليها أداة سياسية. وهنا لا بد أن نؤكد أن مواجهة الدولة للإرهاب لم تقتصر على الداخل فقط وإنما يمتد نشاطها لهذه المواجهة خارج الحدود.

ثامناً: حتماً ستنتصر مصر على الإرهاب، وعلى مَن يمولونه في الداخل والخارج، فالتجربة تؤكد أن الدولة هي الأقوى، من خلال مشاركة المجتمع لها.

فمهما تأخر النصر ونشطت جماعات العنف، فالغلبة للمجتمع والدولة لا محالة، ولنا عبرة في التجربة المصرية في الحرب على إرهاب «الجماعة الإسلامية» وجماعة «الجهاد» في التسعينات، وتحديداً بعد مقتل الرئيس أنور السادات، وكذلك في دحر «داعش» بعد سيطرته لأربع سنوات على الرقة والموصل.

نقلا عن الحياه اللندنيه

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على هامش الحرب على الإرهاب في سيناء على هامش الحرب على الإرهاب في سيناء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon