توقيت القاهرة المحلي 11:32:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كشف حساب لمواجهة الإرهاب في مصر

  مصر اليوم -

كشف حساب لمواجهة الإرهاب في مصر

بقلم - منير أديب

 تضع الدولة المصرية على كاهلها، وفي مقدم أولوياتها، مواجهة الإرهاب الذي يستهدف استقرارها السياسي والاقتصادي، خصوصاً في أعقاب إطاحة حكم «الإخوان المسلمين» انطلاقاً من ثورة 30 حزيران (يونيو) 2013. وحققت مصر في هذا الصدد نجاحاً ملموساً، يمكن رصده في عشر نقاط.

1- ضرب البيئة الحاضنة للإرهاب في كل المحافظات المصرية، ما أسفر عن تراجع العمليات الإرهابية، وبخاصة التي استهدفت الكنائس ودور العبادة واستمرت عامين كاملين. 2- تفكيك عشرات الخلايا التابعة للتنظيمات التكفيرية وتصفية مئات التكفيريين داخل محافظة شمال سيناء وخارجها، بعد نجاح أجهزة المعلومات في تحديد أماكن هؤلاء التكفيريين ومسارات تحركهم.

3- التعامل مع الإرهاب تمّ وفق إستراتيجية عامة بدأت بمواجهته في كل محافظة كان يزحف عليها أو يحاول أن ينشط فيها، حتى تمت محاصرته ثم مواجهته في شكل حاسم في العملية الشاملة «سيناء 2018»، وهو ما ظهرت نتائجه في توقف موقت للعمليات الإرهابية، غير أن الأمر يحتاج إلى مواجهة أخرى فكرياً لاجتثاث ما تبقى من أفكار تغذي الإرهاب.

4- الدولة شاركت في مواجهة الإرهاب خارج حدودها من خلال ضرب الخلايا التابعة للتنظيمات التكفيرية الموجودة في الجنوب الليبي، وتحديداً في مدن أجدابيا ودن الكفرة وسبها، وحتى في الوسط في مدينة سرت، فضلاً عن دعم التفاهمات السياسية بين الفرقاء، على اعتبارها خطوة في طريق مواجهة الإرهاب العنيف هناك. الشيء نفسه تقوم به مصر في فلسطين المحتلة بدعم التفاهمات السياسية بين حركتي «حماس» و «فتح»، في محاولة للتخلص من أي انقسام أمام تواجد التنظيمات المتطرفة في غزة.

5- قضت مصر على حلم التكفيريين بالعودة إلى المشهد، بعد أن تصدروه في عدد من العواصم العربية، والأخطر في هذه المواجهة أنها شملت كل جماعات العنف، سواء التي تستخدمه أو تؤجل استخدامه بينما تدعم بقية الجماعات، وهذه التنظيمات لا تقل خطورة عن مثيلاتها التي ترفع السلاح.

6- نجحت الدولة في استنفار المجتمع ومشاركتها خوض المعركة، فبات نجاحها وشيكاً.

7- مصر قدمت فكرة مواجهة الإرهاب على حساب الأوضاع الاقتصادية التي تأزمت كثيراً بعد ثورتي 2011 و2013، فضلاً عن أن هذه المواجهة كانت خصماً من الاستقرار السياسي، فكان يمكن لها أن تختار الطريق السهل بالبحث عن مواءمات سياسية مع التنظيمات المتطرفة، كما كان يحدث في السابق.

8- مصر تؤسس حلفاً عربياً في مقدمه السعودية والإمارات لمواجهة الإرهاب، يضع قضية الإرهاب في أعلى سلم الأولويات، بعد تزايد اليقين بأن الدول الكبرى لا تواجه الإرهاب وإنما تترك هذه المواجهة للدول العربية المتضررة منه.

9- الإرهاب في مصر يمر بمرحلة الأنفاس الأخيرة، غيره أنه ما زال قادراً على التشكل والعودة إلى الحياة مجدداً عبر أطوار مختلفة، وهو ما يستلزم مراجعة وإصرار على استمرار المواجهة بالإرادة نفسها الحيّة للتخلص من كل صور الإرهاب القلق.

10- لا بد أن يحدث ما يمكن أن نسميه استنساخ لكل صور المواجهة الفاعلة ومحاولة الاستفادة من تجارب الآخرين في مواجهة الإرهاب قديماً وحديثاً، من أجل بناء رؤية متكاملة قادرة على إنهاء الإرهاب في شكل كامل: ليس داخل الحدود فقط وإنما خارجها، ولا يكون أمنياً فقط وإنما يتعدى ذلك ليطاول المواجهة الفكرية والثقافية أيضاً.

* كاتب مصري


نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كشف حساب لمواجهة الإرهاب في مصر كشف حساب لمواجهة الإرهاب في مصر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon