توقيت القاهرة المحلي 10:31:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الإخوان المسلمون»... مئة عام من الإرهاب

  مصر اليوم -

«الإخوان المسلمون» مئة عام من الإرهاب

بقلم - منير أديب

شارَفَت جماعة «الإخوان المسلمين» على إتمام عامها المئة، علماً أنها البيت الأول لقادة كثير من التنظيمات المتطرفة، منهم شكري مصطفى، زعيم «جماعة المسلمين» التي عُرفت إعلامياً بجماعة «التكفير والهجرة»، وأسامة بن لادن، زعيم تنظيم «قاعدة الجهاد»، وعبدالله عزام الذي «غرّد» في سماء «الجهاد الأفغاني»، ومن قبلهم سيد قطب الذي وضع تنظيراته للعنف من داخل مكتب إرشاد الجماعة، إذ كان مسؤولاً عن قسم نشر الدعوة. والغريب، أن السلطة السياسية في مصر لم تخض مواجهة حقيقية يكون هدفها تفكيك أفكار تنظيم «الإخوان»، بل كانت تتحالف معها في بعض الأوقات. وهكذا نجح ذلك التنظيم في تسويق أفكاره وفي تقديمها بأكثر من شكل بخلاف الواقع، فتارة قدَّم نفسه على أنه جماعة «دعوية» ونجح في إقناع السلطة السياسية في مصر وأجهزتها الأمنية، في وقت من الأوقات، بذلك الزعم، فاكتفت تلك الأجهزة بمتابعة نشاطه، بينما كانت تكافح نشاط تنظيمات إرهابية مثل «الجماعة الإسلامية» وتنظيم «الجهاد الإسلامي».

حركة «الإخوان المسلمين» تستدعي أفكارها التي تدعو إلى العنف عند الحاجة، فتعلي من طرح سيد قطب بجاهلية المجتمع وضرورة مواجهته، لكنها في الوقت ذاته تؤجل فكرة الخروج عليه. هذه الأفكار تربى عليها شباب «الإخوان» الذين مارسوا العنف تحت لافتة «سواعد مصر... حسم»، و»لواء الثورة» وغيرهما من التنظيمات التي نشأت بعد 30 حزيران (يونيو) 2013، بخلاف مَن أعلنوا مبايعتهم التنظيمات الأكثر تطرفاً مثل «داعش». فكانت «الجماعة» الجسر الذي عبر من خلاله هؤلاء المتطرفون. لم تظهر جماعة «الإخوان المسلمين» فجأة ولم نر منها ما لم نره من قبل، فأفكارها ملقاة في الطرقات وأدبياتها يعلمها المختصون، غير أننا أخطأنا التعامل معها، وفضلاً عن أن تكون مواجهتها عبر الصورة الأمنية، بينما فشلنا في تفكيك أفكارها أو بالأحرى لم نحاول أن نفعل ذلك، حتى صدرّت الإرهاب إلى العالم كله.

يقع على عاتق جماعة «الإخوان المسلمين» جزء من مسؤولية ما يحدث من إرهاب في مصر وليبيا واليمن، باعتبارها تتربع على عرش التنظيمات الأطول عمراً في ممارسة العنف عبر التاريخ. والصورة التي صدّرتها الجماعة عن نفسها وصل أثرُها إلى بعض نظم الحكم في دول عدة، فاستخدمتها وسمحت لها بإقامة تجمعات خاصة بها، مقابل خدمة مصالحها السياسية حتى أصبحنا أمام ظاهرة كنَّا نواجه ذيولها ونترك رؤوسها تخطط وتدبر. ونجحت الجماعة من خلال هذه الشعارات، في أن تصل إلى ثمانين دولة، وأنشأت هيكلاً للتنظيم الدولي، ووُضعت هذه الإدارة تحت تصرف مكتب الإرشاد ومرشد الجماعة في مصر عبر مكانٍ معلوم تكاد تحرسه الدولة، من دون مواجهة تذكر غير متابعة نشاطهم، ومحاكمة بعض قادة الجماعة. «الإخوان المسلمون» تنظيم كبير يضم في عضويته مئات الآلاف، لكنه متهلهل مثل شيخ قارب عمره المئة عام، قد يكون صاحب خبرة ولكنه بلا طاقة ولم يعد قادراً على تحريك هذا الجسد الكبير ولا هو قادر على الاستفادة من هذه الخبرة، فقط يودع الحياة وإن كان يحاول إقناع نفسه بخلاف ذلك.

بعد مرور قرابة مئة عام من عمر ذلك التنظيم، ما زلنا في حاجة إلى إعادة قراءة أفكاره والتعامل معها في شكل صحيح، حتى يتم التعامل مع الأفكار المؤسسة للإرهاب.

نقلا عن الحياة

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الإخوان المسلمون» مئة عام من الإرهاب «الإخوان المسلمون» مئة عام من الإرهاب



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس
  مصر اليوم - فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon