توقيت القاهرة المحلي 09:12:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يوم وطني جديد... وأكثر تجدداً

  مصر اليوم -

يوم وطني جديد وأكثر تجدداً

فـــؤاد مطـــر
بقلم -فـــؤاد مطـــر

مع الذكرى الثالثة والتسعين لليوم الوطني السعودي التي تشكِّل نسمة طمأنينة تخفف من وطأة بالغة القساوة على النفس العربية جرَّاء كارثة زلزالية ضربت إحدى خاصرات الأطلس للمملكة المغربية، تلتها مثيلة لها مع إعصار بالغ الشدة عصف وأمعن تدميراً وتشريداً في الخاصرة الليبية الشرقية، ومخاوف من أن يأخذ الإعصار مداه في اتجاه الساحل المصري...

مع حلول هذه الذكرى يتطلع اللبناني الذي لم يبقَ سوى «اتفاق الطائف» من جهة وتماسُك جيش الوطن من مؤشر إلى صمود صيغته، بأمل أن تبقى أحوال هذا الوطن الحائر في أمر مستقبله ضمن اهتمام المملكة العربية السعودية.

وكما في كل إضافة سنة إلى هذه المناسبة الوطنية العزيزة على النفس العربية عموماً، يكون هنالك في الحاضر الدولي - العربي إنجاز جديد فاعلُه ولي أمر المملكة الملك سلمان بن عبد العزيز وساعده ولي عهده الذي يترجم رؤاه وإرواء تربة أشجار علاقات غرسها وسقاها وحباها اهتماماً إقليمياً ودولياً وهو في عز التألق وحيوية السن لكن العائد من ذلك هو للأمة، وتلك مهمة الابن البار الذي شاءت الأقدار أن يحقق ما يرفع الشأن. وها نحن والذكرى الثالثة والتسعون لليوم الوطني على أهبة الإهلال نعيش مرحلة نقلة نوعية ما يجوز اعتبارها أن المملكة العربية السعودية باتت هي المرجعية العربية والإسلامية في الاهتمامات الدولية، وأحدث الدلائل لها تأكيد اليابان لهذه المرجعية بتطوير متعدد المناحي للعلاقة التي هي نقلة نوعية، وكذلك علاقة استراتيجية مع الهند المتطلعة كما السعودية إلى أن تكون إحداهما سادس الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن.

وهذه النقلة النوعية للعلاقة السعودية - اليابانية التي عبَّر عنها وزير خارجية اليابان بوشيماسا هاياشي عشية الاجتماع الوزاري الياباني - الخليجي الذي جاء إلى الرياض للمشاركة في انعقاده (5/9/2023) متحدثاً عن رؤية مشترَكة في العمق مع السعودية ذات الإمكانات الكبيرة على نحو ما ترى ذلك الحكومة اليابانية، تشكِّل هي الأخرى أحد ملامح اكتساب المملكة صفة النجم العربي في الكوكب الأممي إذا جاز التعبير وهو دور كان في عهدة مصر في الستينات ثم أوجبت تداعيات حرب 5 يونيو (حزيران) 1967 اهتماماً في الشأن الداخلي وترميم ما نتج من الحرب عسكرياً واجتماعياً.

وعندما نتأمل في الحرص الياباني على أن تكون العلاقة مع المملكة ذات أبعاد استراتيجية كما علاقة المملكة مع دول كبرى وذات شأن في الكوكب الأممي، نجد ذاكرتنا تنشط ونستحضر حقبة مضت كان فيها خادم الحرميْن الشريفيْن الملك سلمان بن عبد العزيز (زمن كان ولياً لعهد أخيه الملك عبد الله - رحمة الله عليه) البادئ إذا جاز القول في وضْع اللّبنة الأولى لصرح العلاقة بين السعودية المملكة واليابان الإمبراطورة، ثم تشاء التطورات أن يضيف الابن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، صاحب الرؤية التي تتجاوز العلاقات التقليدية وتأصيل الصداقة وتسريع الإنجاز، المزيد من التمكين إلى ما بدأ الوالد. ونشير في معرض هذا التذكير إلى تلك الزيارة التي قام بها الملك سلمان (كولي للعهد) في الأيام العشرة الأخيرة من فبراير (شباط) 2014 وكان ولي العهد الأمير محمد (رئيس ديوان الملك الوالد ومستشاره الخاص زمنذاك) بصحبته. ومثل حالة كهذه في زيارة كهذه تشجع على الاقتباس والتأمل بعمق في أهمية العزيمة عندما تقرر القيادة الرشيدة البناء والتطوير وبسرعة قياسية على أساس أن الوقت لا يرحم المتباطئين. كما تجدر الإشارة إلى أن الحفاوة الكثيرة التميز بالزائر السعودي الكبير واستقبال ولي العهد الإمبراطوري الأمير ناروهيتو لضيف اليابان ثم تسليمه شهادة الدكتوراه الفخرية من أعرق جامعاتها، أعادت إلى الأذهان بداية هذه العلاقات بين المملكة واليابان قبل 85 سنة، وكيف أنها دائماً في مسار الحرص والتطوير. ثم ها هي في عهدة الأب الملك ثم الابن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء تبلغ في الذكرى الثالثة والتسعين لليوم الوطني مكانة كثيرة الرقي في بند العلاقات المستقرة والدول الطامحة كما السعودية إلى أن تبقى نجمة ساطعة في الكوكب الأممي الذي يحاول مشعلو الحروب العبثية والاضطرابات كما الحال في بعض دول العالم بمن في ذلك دول عربية وإسلامية استبدال أمنيات الاستقرار بنيران الفتن. لا كتب الله لهؤلاء تحقيق مآربهم.

ما يقال حول هذا التطور على قاعدة النوايا الطيبة واحترام الخصوصية بالنسبة إلى رفع مستوى العلاقة إلى المكانة الاستراتيجية مع اليابان يقال أيضاً حول مثيلتها السعودية - الهندية وكيف شاءت الظروف والمناسبات النوعية أن تكون بداية الخطوة النوعية هي أيضاً خلال زيارة الملك سلمان (ولي العهد آنذاك) إلى الهند للمرة الثانية بعد انتهاء زيارة اليابان، وأما الزيارة الأولى له فكانت قبل ذلك بأربع سنوات (11/4/2010) وهو أمير الرياض وتشاء الصدف أيضاً أن الأمير محمد الذي هو في عام 2023 رمز وضْع العلاقة السعودية - الهندية في أعلى درجات التنسيق والبعد الاستراتيجي، كان برفقة الوالد زمنذاك إلى جانب أشقائه الأمراء فيصل وتركي ونايف وبندر. وهكذا يجوز القول إن الأمير محمد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء شاهد ميداني على غرس شتلة العلاقة السعودية - الهندية التي باتت في زمن رؤى الملك سلمان وتطلعات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي شجرة وارفة الظلال غنية بثمار للزمن الآتي والذي يبني عمدان هيكله رموز يريدون خيراً لأوطانهم ومواكبة متقنة للتطور ولتمتين العلاقة مع دول خارج الروتين الذي كانت عليه العلاقات مع دول العالم؛ ذلك أن المستهان بها في بند الكبرى والصغرى من الدول باتت على غير ما كانت عليه وبالذات الصين واليابان والهند وهي دول أضافها الملك (الراحل) عبد الله بن عبد العزيز من خلال زيارته لها عام 2006 إلى قائمة الدول الآتي دورها وعلو شأنها، فلا يقتصر ذلك على الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا، وإنما هنالك الشرق متمثل باليابان والصين والهند. ثم يأتي الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد يتبادلان مع هذه الدول الثقة والمكانة والتعامل وفق الأصول الاستراتيجية والثابتة. وأما عوائد هذه الخطوات، فإنها تجسيد إلى أن العالم حسم الأمر من حيث إن المملكة العربية السعودية باتت النجم العربي الساطع في الكوكب الأممي. وتلك خير مأثرة من جانب الملك سلمان والأمير محمد للأمة التي تحتاج إلى من يصدّ عنها غوائل الزلازل والأعاصير وأحلام العابثين بأوطان الآخرين. والله الشاهد والرقيب والحَكَم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوم وطني جديد وأكثر تجدداً يوم وطني جديد وأكثر تجدداً



GMT 20:59 2023 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ليتك بقيت صامتا لكن أفضل !!

GMT 04:28 2023 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

الخطر والألق

GMT 04:25 2023 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

غزة وسيناريو الخروج من بيروت

GMT 04:23 2023 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

خنادق الخوف العالية

GMT 04:17 2023 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

أميركا... الأكلاف الداخلية للأزمة الشرق أوسطية

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon