توقيت القاهرة المحلي 04:12:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حقبة جديدة من الاستقرار

  مصر اليوم -

حقبة جديدة من الاستقرار

بقلم: فـــؤاد مطـــر

من الخطوات التي تبعث الطمأنينة في النفس العربية أنه في الوقت الذي ما زالت أحوال سوريا على السوء التي هي عليه، وأحوال لبنان تسير من السيئ إلى الأسوأ ولا يبدو في الأفق ما يحسم أمر صراع في ليبيا وصراع عليها، يسجل العراق خطوة متقدمة نوعية مع المملكة العربية السعودية هي ليست لخير البلدين فقط، وإنما لخير الأمة طمأنينة وتعاوناً وسلاماً واستقراراً وتنمية، وعلى قاعدة الثقة المتبادلة والنأي عن الأطماع والاحتواء والمحاور.
أهمية الخطوة العراقية الجديدة أنها مفعمة بالحماسة والاقتناع لتعويض ما فات والتأسيس لعهد جديد متين الأسس. ومع أن الخطوات التي سبقت ومنها ما يتم بالتطمين وإبداء حسن النوايا وعدم ترك ممتهني توتير العلاقات يمارسون اللعبة المذهبية وإيغار الصدور وتنويع المخاوف، إلا أن تلك الخطوات كانت تحتاج إلى من يعززها إيماناً بضرورتها قبل الانشغال بمكاسبها وحسم مسألة استقلالية الخطوات وتحييدها. وحيث إن ظروف العراق كانت على درجة من الارتباك، فإن تفعيل تلك الخطوات جرى بطيئاً نسبياً وكانت الجيوب السياسية والحزبية الإيرانية الهوى تراقب بالكثير من الحذر هذه الخطوات وتحاول عدم تطويرها. وبقيت هذه الحال قائمة إلى أن حدثت صحوة نوعية في العراق بعدما أوجبت الاضطرابات الداخلية من جهة وعدم استقامة المعادلة في العلاقات العربية والإقليمية، ثم في الوقت نفسه حنين قوي من جانب الناس إلى فضائهم العروبي، التوافق على أن يترأس الحكومة العراقية من في استطاعته عدم تحدي الولايات المتحدة وطمأنة النظام الإيراني بأن العلاقة الجيدة للعراق مع الأشقاء العرب، والعلاقة المتوازنة مع الولايات المتحدة وسائر الدول الكبرى، من شأنها أن تشكل جسر حوار للنظام الإيراني غير القادر من خلال تصلبه وخطاب حرسه الثوري على تحقيق هذا الحوار.
في الوقت الذي كان الرئيس مصطفى الكاظمي يواصل عملية الترميم البالغة الأهمية للعلاقة بين العراق والسعودية، ويلقى من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد رداً على التحية بمثلها على نحو التعبير التراثي، كان الرئيس بشار الأسد يخطو خطوة غير مكتملة المقومات من أجل استعادة نصف سكان سوريا التي يترأسها، والذين انتهوا لاجئين ونازحين وفي درجات متفاوتة. ومن الطبيعي أن لا يحقق المؤتمر الذي عقد لهذا الغرض هدفه، ما دام شاهراً انصهاره في خط منحاز تتقاسمه إيران من جهة وروسيا من جهة أخرى.
من هنا القول بصيغة التساؤل: لماذا لا يعتمد الرئيس بشار أسلوب تعامل كالذي اعتمده رئيس الوزراء العراقي، بتصميمه على استقلالية القرار الذي يتخذه وفق معادلة متوازنة وضع حجر الأساس للعلاقة التي تبقي العراق دولة تملك القرار الذي يحمي مصالح الشعب ويصون سيادة الوطن.
ونقول ذلك من منطلق أي جدوى سيجنيها الرئيس بشار من مؤتمر اللاجئين هذا إذا كانت المشاركة فيه مقتصرة على دول يحتاج البعض منها إلى من يعينها في معالجة بلواها، في حين أن الدول التي تستطيع رفع هذا الضيم عن سوريا وبالذات الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ودول الخليج ليست مشاركة، لأنَّ المضيف الذي هو الرئيس بشار ما زال الشريك الملتزم للنظام الإيراني، وينظر إلى الدول الكبرى كالولايات المتحدة على نحو نظرة الحليف اللبناني وبالذات «حزب الله» الذي أمطر في خطاب جديد له مساء يوم الأربعاء 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 من اللعنات على أميركا ورئيسها ما ليس مستحباً قوله، فيما لبنان بشعبه وكيانه يرزح تحت ويلات معيشية ونفسية وصحية ومالية غير مسبوقة.
وبالعودة إلى الخطوة النوعية التي حققها رئيس الحكومة العراقية مترئساً الدورة الرابعة «المجلس التنسيقي السعودي - العراقي» وما تم توقيعه من اتفاقيات تشمل كل مقومات العلاقة الراسخة الجذور، يتفاءل الإنسان العربي بخير الوفاق لعله يحل في ربوع أقطار عربية كثيرة من بينها لبنان الذي في الوقت الذي كان رئيس وزراء العراق يثري صفحة التعاون بالمزيد من التصميم على إقامة خير علاقة لتثبيت حقبة جديدة من الاستقرار، كان لبنان ما زال سياسيوه لا يهتدون ولا يشجعون من في اقتدارهم وضعه على الصراط المستقيم، هدياً بمضامين اتفاق الطائف الذي من محاسن التذكير لمن يتناسون، أن ذكراه الحادية والثلاثين حلَّت في اليوم الذي كان يقول الأمير محمد بن سلمان مخاطباً الرئيس الكاظمي «إن السعودية والعراق بلدان متجاوران وكلنا عرب ونتبع نفس الدين، ولدينا نفس المصالح ونفس التحديات...».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حقبة جديدة من الاستقرار حقبة جديدة من الاستقرار



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon