توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

موعد مع الإعجاز السعودي الثاني

  مصر اليوم -

موعد مع الإعجاز السعودي الثاني

بقلم : فـــؤاد مطـــر

من دواعي الطمأنينة والغبطة لجيل الآباء والأجداد الذين واكبوا مثل حالنا كل في نطاق الدور أو الاهتمام خاتمة حقبة تأسيس الدولة السعودية فسنوات حقبة بلورة بناء الدولة هدياً من جانب الأبناء الملوك الخمسة سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله - رحمة الله عليهم، بالنهج الذي تركه الوالد المؤسس الملك عبد العزيز - طيَّب الله ثراه، وصولاً إلى حقبة المملكة العربية السعودية الدولة الحاضرة التي ثبَّت الملك سلمان بن عبد العزيز أوتاد خيمة حضورها في القرار الدولي... من دواعي هذه الطمأنينة وتلك الغبطة، أن هؤلاء الأبناء والأحفاد سيشهدون كما سيعيشون إذا أمد الله بالأعمار مملكة غير التي عرفها أجدادهم وآباؤهم وأحاطوهم بالذكريات الطيبة عنها. فالذي بدأه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وبارك السعي والجهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، قد يبدو حُلماً في صيغة مبادرة قيد التنفيذ ورؤية مرسومة تبدو مثل القصص ذات الأساطير، هو السقف الأعلى فيما ستكون عليه المملكة بعد أربعة عقود. واحة بمساحة ملايين الأمتار خضراء على مد النظر مغروسة بكل أنواع الأشجار. البقاع الرملية تصبح هي الاستثناء في سهول خضراء، أو فلنقل ستكون هذه البقاع هي الواحات الرملية كما واحات صحارى الزمن الراهن. وكل ما ابتكره العقل العلمي والذكاء الصناعي بات موزعاً على مناطق المملكة سياحة واستثمارات وتصنيعاً.
ما يجعلنا نغبط نحن جيل الآباء ومن قبْلنا جيل الأجداد، أن هذا الذي نقرأه أو نسمع عن رمز الجيل الثالث الذي على عاتقه أداء الدور والواجب في مسيرة الانتقال بالمملكة من حقبة إلى حقبة ومن معالم إلى معالم، أن الإرادة عندما تكون مقرونة بالسعي وبالقدرات وباستحضار مبدئية وجهاد الأقدمين يصبح الحلم حقيقة. هكذا التأسيس نفسه كان؛ إذ مَن كان يصور أن الجهاد الذي خاضه الملك المؤسس عبد العزيز سيثمر دولة موحَّدة، لولا أن الحُلم اقترن بالإرادة وكلاهما بروحانية تبدد الخشية من الإخفاقات.
سيرى جيل الأبناء والأحفاد في زمن ليس بالبعيد، أن السعودية التي عرفها الآباء والأجداد من قبل هي غير التي واكبها أجدادهم وآباؤهم في خاتمة حقبة التأسيس، ثم في الحُقُب المتتالية مع الأبناء الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله، كل منهم يرفد التجربة بما يعزز الشأن وصولاً إلى الانفتاح المتدرج الذي بدأ به الملك عبد الله، ثم تضفي حقبة الملك سلمان المزيد من الرونق والجديد إلى التحديث وفق ضوابط وتقاليد، وبذلك يبدو الفعل بمثابة إضافات إلى ما كان بدأ، إنما بإيقاعات تأخذ في الاعتبار أهمية مواكبة التحديث للطفرة النوعية العالمية على أكثر من صعيد.
ونحن عندما نواكب هذه الخطوات الهادفة تحضرنا الريادة السعودية الفضائية يوم انطلق الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز في رحلة الفضاء الأكثر إثارة؛ كون الريادة الفضائية كانت في مراحلها الأُولى من التجارب، ما يعني أن مخاطر الفشل واردة، لكن مع ذلك غلبت إرادة الأمير من جهة وارتضاء الوالد إنجاز الرحلة، وكان تسجيل العرب من خلال المملكة مقعداً لهم في اكتشاف الفضاء.
وها نحن مصادفة نعيش كتابة فصل جديد في المشهد الدولي، ويكون ابن آخر على موعد مع إنجاز في ظل مهابة والده الملك والرفد الأبوي الدائم من التشجيع وبصيغة النصح والتنبيه؛ استناداً إلى التجربة العريقة على مدى ستة عقود عربية ودولية وفي عمق القضايا الشائكة التي خرج منها وقد بات واحداً من كوكبة المرجعيات في تقييم السياسات والمواقف والقدرة على التمييز بما هو الإيجابي وما هو السلبي.
على مدى نصف قرن كان استحضار بعض التجارب في العالم على طريق التطوير وبناء الدولة المقتدرة والمواكبة للخط البياني فيما يتعلق بنمو الأوطان، محور تمنيات أبناء الأمة لأوطانهم. وكنا مثل الكثيرين نتوقف أمام ما اصطُلح على تسميتها معجزات دنيوية. وعلى سبيل المثال لا الحصر، كيف نهضت اليابان من الركام إلى ما باتت عليه رمزاً مضيئاً في خريطة الثورة الصناعية... صناعة الإلكترونيات والسيارات على أنواعها. وإلى درجة أنها كما السعودية وثماني عشرة دولة أُخرى باتت صاحبة رقم في الجمع الاقتصادي الأكثر أهمية في العالم؛ فمصائر الآخرين رهن رؤى قممه الدورية السنوية، وأحدثها تلك التي استضافَتْها روما مؤخراً (السبت 30 أكتوبر/ تشرين الأول 2021).
وكنا على سبيل المثال نستحضر المعجزات الدنيوية الأُخرى وهي كلها موزعة بين أقصى آسيا وأطرافها، مثل المعجزة الماليزية والمعجزة السنغافورية والمعجزة الكورية، إلى جانب المعجزة الألمانية. دول قُيِّض لقيادة سياستها وأمور مواطنيها مخلصون طموحون تغمرهم أحلام التطوير ونقْل الدولة من حيث تراوح مكانها إلى الصف الأمامي. ولقد نجح هؤلاء الذين كانوا بمثل ما هو عليه حُلْم الأمير محمد بن سلمان، مع فارق أن الأمير محمد في سنّه الفتية سيكون العين الساهرة على كل خطوة بناء تتم وعلى تسريع الإنجاز؛ لأن القدرات المالية متوافرة في المملكة نقيض ما كانت عليه أحوال تلك الدول، وهذا يعني أن آلية تنفيذ هذا الحلم أكثر دينامية بما يعني حتى ربما اختصار المواعيد التي تُدرج على أجندة التنفيذ.
وثمة بعض الأمور التي تؤخذ في الاعتبار ونحن نكتب آملين متفائلين عن الإعجاز الدنيوي السعودي الذي الأمة على موعد معه بعد بضعة عقود، وهو أن مباشرة التخطيط والبدء في تنفيذ الخطوات كان يمكن أن تتم على وتيرة أسرع لو أن التحرش من جانب إيران وأخواتها أو أذرعها، على مقارعته بغرض شل هذه الاندفاعة التنموية المقترنة بترطيب الأجواء ثقافياً وترفيهياً وتعديلاً وفْق ضوابط فيما بات مجازاً لمواكبة مسيرة التطور والتحديث على مستوى العالم. ولكن عندما يكون الحالم مالك إرادة متوجة بتراث من جد حقق الإعجاز الدنيوي الأول، وهو تأسيس المملكة، ومسيرة أعمام أدى كل منهم قسطه للمملكة حتى لحظة الرحيل، ويكون تحت جناح الملك سلمان بن عبد العزيز؛ فإن وعد الإعجاز الدنيوي الثاني للمملكة الخضراء المرتبطة بشبكة قطارات تختصر الوقت والمسافات.. مملكة تكتسي أرضها بكل أنواع الشجر والزهر يطيب النظر إليها على كامل مداه... هكذا سيصبح حديث الأبناء والأحفاد من بعدنا ومن أجل ذلك نغبطهم.
وأما الذين يوثّقون ويؤرّخون فسيكتبون ذات يوم عن الإعجاز الدنيوي السعودي الذي أخذ مكانه إلى جانب الإعجازات الأُخرى التي ذكرناها. وسيقال، إن الوالد أسس والأبناء صانوا والحفيد وضع المملكة على خريطة الإعجازات الدنيوية. والله المعين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موعد مع الإعجاز السعودي الثاني موعد مع الإعجاز السعودي الثاني



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon