توقيت القاهرة المحلي 10:09:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوفاق الذي لن يبقى مستعصياً

  مصر اليوم -

الوفاق الذي لن يبقى مستعصياً

بقلم - فـــؤاد مطـــر

كأنما لا يكفي لبنان ما يكابده شعبه من أحوال تخطت السوء، وعلى أهبة أن تصبح كارثة اجتماعية لا تحلها الصناديق الأممية، حتى يصبح فجأة منصة صاروخية ملتبسة الدوافع، وبالذات في وقت يأخذ فيه التشاور الأمني والدبلوماسي لتوسيع هامش العلاقات المستقرة بين دول المنطقة مداه الرحب. ولنا كدليل على أهمية دور المضيف وصدق سعيه الخطوة التي انتهى إليها لقاء بكين يوم الخميس 6 أبريل (نيسان) 2023 بين وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ونظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، وكيف باتت سمة لافتة اليد الدبلوماسية الصينية اللامسة اليدين السعودية والإيرانية المتصافحتين بعد توقيع اتفاق متقن مضموناً ولا يتسم التنفيذ بالعجلة، وإنما لكي تصفو النوايا تماماً كما صفاء الماء في الوعاء بعد أن تكون حبات الرمل استقرت في القاع. وهذه اليد اللامسة وضع رمز الأمن الصيني يده على يدَي رمزَي الأمن السعودي والإيراني بعد انتهاء محادثات التوافق في بكين يوم الجمعة 10 مارس (آذار) من العام نفسه، وكان قبل بدء التحادث أمسك بيده اليمنى يد الرمز الأمني السعودي الدكتور مساعد العيبان، وبيده اليسرى الرمز الأمني الإيراني علي شمخاني. وهذا المشهد الأمني، فالمشهد التالي الدبلوماسي بعد 27 يوماً، يعكسان مدى الجدية في التوافقات ضمن قاعدة متينة البنيان تمثلت بروحية القمتَين «الخليجية - الصينية والعربية - الصينية» في الرياض يوم الجمعة 9 ديسمبر (كانون الأول) 2022، مسجلاً راعيهما خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ومضيفهما ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، أن هذه القمة الثنائية هي حدث العام 2022، وأنها ستكون حاضرة على مدى عقود آتية في «أجندات» دولية وإقليمية؛ لكون الصدق حاضراً في خطواتها والالتزام دقيقاً في المواعيد والبنود التي تتضمنها المحاضر.
وليس مبالغة القول إن ما بعد قمة الرياض (الجمعة 9 ديسمبر 2022) والاجتماعَين التاليين (الأمني التأسيسي والدبلوماسي التنفيذي)، لن تكون الأحوال على هذا العصف الذي تعيشه المنطقة، والتي تشكّل الواقعة الصاروخية المباغتة من جانب طرف في لبنان «أحد إفرازات ذلك العصف»، مع ملاحظة أن حدوث تلك الواقعة يجمع بين الظن بأن طرفاً غير سليم النية وغير سوي الحس الوطني المسؤول، افتعل الفعل الصاروخي بتكليف لأغراض كثيرة في النفس، ربما يكون أحدها لوضع معوقات أمام قطار التسوية الموضوعية المؤمل اكتمالها بعد الخطوات الجدية التي حدثت، ومن شأنها إزالة الكثير من الثغرات وتوضيح الأكثر من علامات الاستفهام. ولولا أن التعامل الشرس من جانب جموع إسرائيلية تجاوزت فيما أقدمت عليه في المسجد الأقصى يوجب تأديباً ما للفعل الإسرائيلي، ومن هنا اندراج العملية الصاروخية من منصة في لبنان ضمن هذا الواجب؛ لكان موضع تفهُّم اكتفاء الولايات المتحدة وأطراف دولية وأممية بالاستنكار والدعوة إلى ضبط النفس. وهذا موقف باهت وتقليدي من جانب الغرب الأميركي والأوروبي بنسب متفاوتة إزاء قضية العصر... القضية الفلسطينية التي لم تثمر صيغة معاهدة «كامب ديفيد» في مثل هذا الفصل الربيعي قبل أربع وخمسين سنة (26 مارس 1979) وطوال هذا النصف من القرن، سوى المماطلة وإغداق الوعود التي لا تلقى التنفيذ في شأن الدولتَين، وبذلك بقيت التسويفات على حالها. وهذا بالمقارنة مع التفاعل العربي - الصيني يترك انطباعاً بأن ما يُبنى على صفاء نية ووجه حق يتم تنفيذه، بدليل ما نراه يتحقق منذ شروق شمس العهد السعودي - العربي - الخليجي - الصيني الجديد يوم 9 ديسمبر 2022 من الرياض. وقى الله هذه الشمس من غيوم كثيفة متعمدة قد تكون العملية الصاروخية من منصة في لبنان على الحدود مع الأرض الفلسطينية المحتلة أحد هذه الغيوم.
وأما الأمل المعقود على القمة العربية الشهر المقبل في الرياض، فهو اكتمال تآلف الصف العربي وتَوافق أولياء الأمور على ما يمكن توظيفه في علاقات جديدة، وقد أمكن تنقيتها من اختيارات واصطفافات.
وما استعصى وفاق وراءه الساعي إليه بصدق والحادب عليه حدب أخ صاحب رؤية وعاقد العزم على إحقاق واجب قومي على أخ مرتبك وقضية كثر التلاعب بها. وهذا المأمول إنجازه من صاحب السعي الدائم الأمير محمد بن سلمان. فذلك هو الواجب الآخر الذي بإنجازه تأخذ رؤيته بُعدها القومي... وقبل العام 2030. والله المعين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوفاق الذي لن يبقى مستعصياً الوفاق الذي لن يبقى مستعصياً



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon