توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المشهد العربي المأمول من القمة الخريفية

  مصر اليوم -

المشهد العربي المأمول من القمة الخريفية

بقلم - فـــؤاد مطـــر

بمزيد من الأسى تراجَعَ الاهتمام الدولي بالموضوع الفلسطيني - الإسرائيلي وبات أمراً ثانوياً في جدول أعمال الدول الكبرى المتعاطية مع هذا الموضوع بأمل إنجاز خطوة متقدمة على طريق حسْم صيغة الدولتيْن، خصوصاً بعدما بات هنالك تشجيع عربي نسبي في ضوء زيارات متبادلة تمت وتسجيل مواقف من حُسْن النية تنتظر الرد عليها بالمثل. ومن الطبيعي حدوث هذا التراجع أو فلنقل إعادة الترتيب في جدول الأعمال الأشبه بإعادة تموضع القوات من دون أن يعني ذلك انتهاء المواجهة، بعد الهجمة البوتينية المباغتة والمتخذة شكلاً كلامياً على أميركا ودول الأطلسي والمتخذة على الجانب الآخر (الجانب الأوكراني) أشد مفردات التحدي، ما يذكر الجالسين أمام الفضائيات بالأفعال التدميرية الأميركية - البريطانية في العراق جزاء فِعْل اقترفه العراق الصَّدَّامي بالكويت وسبق به روسيا البوتينية باثنتيْن وثلاثين سنة.
هل ستكون النهايات واحدة؟ هذا حتى إشعار آخر في عِلْم الغيب. كما أنه في عِلْم الغيب أيضاً هل يكون الرئيس بوتين على درجة من الحصافة ليتشبه بأهل الحُكْم الصيني في تعاملهم مع كل من تايوان وهونغ كونغ، قبل وقوع الفؤوس على الرؤوس؟ فيما يتعالى الصوت الأطلسي بمفردات متنوعة يهدد بالويل وعظائم الأمور بتراكم العقوبات التي بدأت تؤذي، لكن لا بد أن قيصرها متحسب سلفاً لذلك، كما لا بد أنه وضع على الطاولة خيارات وعلاجات تقيه مفاعل الخيبة في حال اكتملت مقدمات صمود الطرف المعتدى عليه.
قبل أن يتراجع الاهتمام الدولي بالموضوع الفلسطيني حدث تراجع مماثل بالمحنة اللبنانية والمحنة السورية والارتباك المستحكم في أهل الحُكْم. وفيما بدأ الأطراف الثلاثة يمنون النفس بأن هنالك قمة عربية عادية ستنعقد من حيث مبدأ دورية الانعقاد السنوي في العاصمة الجزائرية، وأن هذه الأطراف ستغتنم مناسبة الانعقاد ليضع كل شكاواه وملفاته ومطالبه أمام الملوك والرؤساء الذين سيشاركون في القمة.
هذه الحرب سيشمل تأثيرها شعوب أميركا وأوروبا أيضاً وتعالجه الحكومات بالتي هي أمكن، عملاً بقاعدة الدروس المستفادة من حربيْن عالميتيْن مضتا، إلا أن وطأة النضوب المتدرج للقمح في إهراءات بعض الدول العربية، وارتفاع متزايد في أسعار النفط والغاز تفوق قدرة عشرات ألوف العائلات العربية ستكون بالغة الشدة، وذلك لأن الحكومات وتفادياً للشمول، نقول بعضها، لا تحسب حساباً لما تخبئه عاديات الأيام الآتية في طياتها. أليس في ضوء ذلك تجد اللبناني والسوري والعراقي والسوداني... هؤلاء بالذات دائمي الخشية من تلك العاديات والتي أكثرها قساوة على النفوس أن تنتهي الأزمة الروسية - الأطلسية، أزمة عالمية بامتياز حاملة في طياتها حروباً متنقلة لا قدرة للشعوب على تحمل ويلاتها.
ليس واضحاً بعد أي جدول أعمال ستكون عليه بنود القمة العربية المتثاقل أمر عقْدها بدليل جعْل الانعقاد خريفياً (1-2 نوفمبر (تشرين الثاني) بدل الانعقاد المتعارف عليه ربيعياً (أواخر شهر مارس (آذار) من العام) لكن الحراك المصري - الخليجي الذي يواكب تطورات الأزمة الروسية - الأطلسية وأحدثه لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ومحادثاته مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يوم الثلاثاء 8 مارس 2022 يتيح المجال أمام التوقع بأن انفراجات لا بد من حدوثها. وهناك مفردات نقرأها فيما يقوله الرئيس السيسي أمام زائريه على هامش التواصل بين مصر والمملكة العربية السعودية، وقبل ذلك ببضعة أسابيع منها تواصُل مصر مع كل من الجزائر وتونس وليبيا والمحادثات التي عقدها مع القادة والمسؤولين العرب الذين التقى بهم في القاهرة بعد الإمارات، وكذلك في ضوء زيارة لبضع ساعات قام بها إلى الكويت بعد الإمارات. إننا في ضوء هذا الحراك الذي يكتسب صفة السعي الحميد، سنكون في حال لم يصب انعقاد القمة بمكروه تأجيل آخر، أمام مشهد مختلف للأحوال العربية يحل محل المشهد الذي زاد هوة التباعد اتساعاً.
مشهد يتطلب تكاتفاً وإجماعاً على التمسك بوحدة الصف لا يخترقه الغريب أخاً إيرانياً كان أو إسرائيلياً متلهفاً يطلب التعايش من دون تقديم مؤهلات التعايش المطمئن. وكذلك مشهد يترجم قراراً ملزماً من القمة بتفعيل تحريم التدخل في الشؤون الداخلية، واهتداء التائهين والحالمين إلى الصراط المستقيم، وكذلك تحريم السلاح على غير جيش الدولة وتحريم التجريح بالعلاقات والمقامات.
بهذا تصطلح أحوال الأمة وتنجو قدر الإمكان من وطأة صراع دولي قد ينتهي حرباً عالمية ثالثة. وفي استطاعة الأمة إن هي خرجت من القمة المؤمل الانعقاد الخريفي الناجح لها، أن تكون إحدى وسائل تهدئة بوتين روسيا وبايدن أميركا ودول الأطلسي، فلا يحترق العالم فيما هنالك طرفان متفرجان روسي وأميركي خارجان على قاعدة «على الأرض السلام وفي الناس المسرة».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المشهد العربي المأمول من القمة الخريفية المشهد العربي المأمول من القمة الخريفية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon