توقيت القاهرة المحلي 10:09:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بداية عهد جديد لصيغة القمة العربية

  مصر اليوم -

بداية عهد جديد لصيغة القمة العربية

بقلم - فـــؤاد مطـــر

سبعة وسبعون عاماً متخمة بالتحديات عاشتها الأمة بين 1946 عام أُولى القمم العربية التي كان قص شريط الافتتاح والاستضافة والمكان لها ملكياً بامتياز، وأحدث هذه القمم يوم الجمعة 19 مايو (أيار) 2023 التي كانت الاستضافة مَلَكية مقرونة بالحرص على استعادة المشهد العربي وقد خلا من معوقات؛ بفضل رحابة صدر المضيف الدائمة دعواته إلى التآلف وتصفير النزاعات واعتبار الغوث واجباً من غير طالبين له.

في رحاب خادم الحرميْن الشريفيْن سلمان بن عبد العزيز، التقى أولياء الأمور في الأمة المثقلة بالهموم والتحديات على أنواعها، مطمئنين إلى أن القمة العربية الثانية والثلاثين هي دورية وتقليدية من حيث التوافق ماضياً على انعقادها دورية (مرة في ربيع كل عام)، لكنها استثنائية بامتياز من حيث دورة مكان الانعقاد ومضيف الجمع الأخوي. وهي استثنائية بمعنى أن تجربة رؤى الملك سلمان لمناسبة مثل هذه وإسناد الأحمال الثقيلة إلى ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، كانت في استمرار لافتة؛ كون القمم التي جرى انعقادها في رحاب المملكة العربية السعودية بين الرياض والعُلا وجدة أثمرت خطوات نوعية على طريق تصفير متدرج لتوعكات في بعض الأحيان عاشتها دول في الأمة، وأيضاً على طريق إبهار الدول العظمى بأن القرن الحادي والعشرين لم يكن حكراً عليها لجهة وضع الإستراتيجيات وتنفيذها، وإنما لا بد من المشاركة في تبادل الرؤى وفي تحديد معالم الطريق.

ومثلما أن مايو من العام 1946 كان شهر وضْع حجر الأساس لبناء كيان عربي يلتقي في رحابه أولو الأمر يتشاورون ويتكاتفون فلا يعود التغريد أحادياً لكنه موحد، فإن مايو من العام 2023 يأخذ المنحى نفسه وتلك في أي حال مسألة لافتة من حيث مصادفة انعقاد القمة الأُولى وانعقاد القمة الأحدث في الشهر نفسه 19 مايو 2023.

وفي السياق نفسه لجهة أهمية قمة جدة في تنقية الأجواء وإعادة النظر في عشر سنوات ضاقت فيها النفس العربية بندرة التشاور ونزوع البعض إلى اتخاذ خطوات أضرت أكثر مما حققت لمتخذيها ما يضمرونه من مكايدات، أن هذه القمة بمستضيفها غير التقليدي رأى ما سبق أن رآه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قبل 59 سنة عندما وجد أن من واجب رئيس الدولة العربية الكبرى النظر ملياً في أحوال الأمة، وإذا كانت هنالك عثرات أو اجتهادات تحتاج إلى اعتماد كتم العتب أو حتى تصويب مسار؛ فليكن ذلك على نحو ما يكمل ما سبق أن بدأه الملك فاروق.

ومن هنا جاءت قمة القاهرة (13 - 17 يناير/كانون الأول 1964) بدعوة من الرئيس عبد الناصر بعد انعقادها على مرحلتيْن الأولى في القاهرة (13 يناير 1964) والأخرى في الإسكندرية (5 سبتمبر/أيلول 1964) بمثابة تثبيت صيغة القمة العربية لكل الدواعي من العتاب إلى المصالحة إلى التشاور فالتعهد فالاتفاق فنجدة عثرات الكرام عند حصول كوارث من الطبيعة أو نتيجة نوائب أنتجتْها خيارات غير محسوبة وتفتقد إلى التشاور من دون أن يمنع ذلك تقديم العون وبصيغة الواجب الوطني على نحو ما عشناه في قمة الخرطوم سبتمبر 1967 التي كانت بداية استنهاض لعثرات أصابت الأمة في الصميم.

بات الملوك والأمراء والشيوخ والرؤساء من مدنيين وجنرالات من العهديْن الأول الملكي ثم المصري لمؤسسي صيغة القمة العربية في ذمة الله: الملك فاروق، الملك عبد الله، الأمير عبد الإله، الأمير سعود، الأمير عبد الله يحيى، شكري القوتلي، بشارة الخوري، جمال عبد الناصر، أحمد بن بيللا، عبد السلام عارف، الحبيب بورقيبة، الفريق إبراهيم عبود، الفريق أمين الحافظ، الأمير فيصل بن عبد العزيز، المشير عبد الله السلال، الأمير الشيخ عبد الله السالم الصباح، شارل حلو، الملك إدريس الأول، الأمير عبد الله شقيق الملك الحسن الثاني وأحمد الشقيري. كان الزرع عموماً جيداً. بعض التأمل في البداية ثم ابتكار الصيغة وتطويرها وفْق أحوال الأمة دولة دولة.

ما بعد الجيل الذي أسس كان الجيل الذي واصل.

وها هي الأمة بدءاً من القمة الثانية والثلاثين تريد القول للعالم وخصوصاً للدول الكبرى بأن للأمة رباً يرعاها وقيادات إذا عزمت توكلت. ولها كبير الأمل بالملك المغيث وولي العهد المثابر. والله المعين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بداية عهد جديد لصيغة القمة العربية بداية عهد جديد لصيغة القمة العربية



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon