توقيت القاهرة المحلي 13:17:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اشتراطات البناء الجديدة وتوقف حركة البناء فى المدن

  مصر اليوم -

اشتراطات البناء الجديدة وتوقف حركة البناء فى المدن

بقلم - جورج إسحق

توقفت حركة البناء تماما فى المدن منذ أن صدرت اشتراطات البناء الجديدة داخل المدن عام 2021، لا سيما وأن شروط البناء مجحفة وظالمة لصغار الملاك. فهل من المعقول أن يكون من ضمن الشروط أن تكون الواجهة 8.30 متر على مساحة 175 مترا؟! وهل من العدل استقطاع جزء من الأرض؟! وهل من المعقول أن تكون نسبة البناء 70% على الأراضى التى تزيد مساحتها على 175 مترا، وهو ما يعنى أن يفقد صاحب الأرض 30% من مساحتها؟! وهل من العدل أن تعفى العمارات الكبيرة والشركات التى تقوم ببناء الفيلات الفاخرة والقصور من شروط البناء! وهل يستطيع مالك أرض مساحتها 275 مترا أن يبنى جراجا بعد أن استقطعت منه 30% من مساحة أرضه! وهل من المعقول أن يبنى على شارع عرضه 12 مترا عمارة أرضى وأربعة أدوار! ولماذا لا نعطى المالك حق الارتفاع على أرضه إلى 6 أدوار أو 8 أدوار حتى يعوض ما فقده أثناء البناء.. ومع احترامنا الكبير لأهداف القضاء على العشوائيات، وعدم البناء العشوائى، إلا أن المناطق التى نتحدث عنها موجودة فى المدن، وهذه الاشتراطات جعلت المواطنين يتوقفون تمامًا عن البناء.
•••
عُرض الأمر عدة مرات على مجلس النواب ولم يتم حسمه، بالرغم من إلحاح أصحاب الأراضى الصغيرة فى تغيير شروط البناء. هذا إلى جانب أن محافظ الإقليم لا يستطيع أن يغير فى قوانين البناء، ولتعديل ارتفاع المبانى، فهو يحتاج إلى تراخيص وإذن من وزارة التنمية المحلية والإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية والتعليم العالى والبحث العلمى والتخطيط والتنمية الاقتصادية..
لماذا كل هذا التعقيد إذن؟! هل المطلوب أن نتقدم بطلب ارتفاع المبانى والخضوع لهذه الهيئات التى تعقد الأمور ولا تعطى أى تعديل على ارتفاع المبانى؛ حيث إننا شكونا عدة مرات ولم يستجب أحد!
وإلى جانب ضرورة تعديل اشتراطات البناء المجحفة التى يجب الالتزام بها عند التقدم بطلب البناء، يجب أن يكون هناك جهة واحدة لتقديم الطلب بدلا من وجود عدة هيئات تعرقل طلب الترخيص؛ فالمطلوب حاليًا أن يوكل محاميا لديه خبرة فى المجال لعمل التراخيص اللازمة فى مجال البناء، بعدها يبدأ المهندس فى عمل بناء الترخيص ودفع كل التراخيص العالية لهذا المجال، ثم يبحث فى صحة الملفات التى تقدم بها الطالب.
وقد قالت المحافظات إن هذا الطلب لا يستغرق أكثر من أسبوعين إلى ثلاثة، ولكن البيرقراطية المصرية نتيجة لهذا التعقيد تجعل الطلب يستمر لفترة طويلة.
وبعد مراجعة الملف يقوم المهندس بإرساله مرة أخرى إلى المركز التكنولوجى، ويحول الملف من المركز التكنولوجى إلى لجنة الفحص بموافقة المحافظ، ثم يتم بعد ذلك إصدار شهادة أعمال الترخيص. وإذا كان هناك خلل فى ملف الترخيص يتم إرساله مرة أخرى إلى المركز من خلال الجامعة أو لجنة الفحص.
هل بعد ذلك كله تطلب من الناس أن يطبقوا هذا القانون المجحف الذى يظلم صغار الملاك؟! وهل طلب المساواة يتحقق بهذه القوانين، أو برفع مستوى الطبقات الفقيرة إلى مستوى أفضل؟!
لماذا نتفنن فى تعقيد حياة البشر وممتلكاتهم الضعيفة إلى هذا الحد؟! من المستفيد؟! طبعا هناك أماكن يجب أن يطبق فيها هذا القانون ولكن ليس فى المدن، لأن هناك شوارع ضيقة فى المدن من الصعب أن تطبق فيها هذه القوانين.
المطلوب إذن زيادة الارتفاعات لتغطية طلبات الملاك إذا كان يبنى عمارة لأبنائه أو لزيادة دخله.. فلمن نلجأ لتصحيح هذا الوضع الخاطئ؟ لأن لا مجلس النواب ولا مجلس الشيوخ حسم هذه القضية التى تمس حياة المواطنين.
المطلوب للمرة الثانية هو النظر فى هذا القانون من خلال متخصصين مؤمنين بأهمية الحفاظ على حقوق فقراء هذا الشعب وحمايته من هذه القوانين المجحفة.
• • •
هل استمع أحد لمثل هذه الشكوى من قبل؟ فالناس تئن من الحالة الاقتصادية والتردى فى الأحوال العامة، ولا ينقصها هذا القانون ثقيل الظل.
خففوا العبء عن الناس وارحموهم من التفكير ليل نهار فى كيفية الخروج من المأزق الذى يقعون فيه، وأعتقد أن من أهم القضايا التى ستطرح على مائدة الحوار الوطنى هى قضية الإسكان؛ بدءا من الإدارات القديمة وقانون البناء الجديد مرورًا بمشاكل الإسكان المجحفة وصولًا إلى «المقدمات» التى يجب أن يدفعها المواطن للحصول على شقة، فهذه كلها تعد مصادر ضغط على المواطن المصرى.
وعلى وسائل الإعلام أن تطرح القضية بكل أشكالها وتناقش القانون بدلا من الموضوعات اليومية التى يناقشونها والتى لا تهمنا من قريب أو من بعيد، إلى جانب هذا يجب أن تعمل الأحزاب أيضا على معرفة مشاكل الناس ووضع الحلول المناسبة لها إذا كانت تطمح فى لعب دور مختلف. ويجب أيضا على لجنة الإسكان التابعة للمجلس القومى لحقوق الإنسان أن تتحرك لمعرفة ما يعانى الشعب منه. مع عدم ترك المسألة بيد وزير الإسكان أو وزير التنمية، فهم وزراء تنفيذيون وليسوا منفذين.
هذه قاعدة دستورية لا يستطيع أحد إنكارها، ففى المادة 41 من الدستور تلتزم الدولة بتنفيذ برنامج سكانى يهدف إلى تحقيق التوازن بين معدلات النمو السكانى والموارد المتاحة وتعظيم الاستثمار فى الطاقة البشرية وتحسين خصائصها وذلك فى إطار تحقيق التنمية المستدامة.
فى المادة 78 تكفل الدولة للمواطنين الحق فى السكن الملائم والآمن والصحى بما يحفظ الكرامة الإنسانية ويحقق العدالة الاجتماعية، والتزام الدولة بوضع خطة وطنية للإنسان تراعى الخصوصية البشرية وتكفل وجود سكن سواء من خلال المبادرات الذاتية أو التعاونية لتنفيذها.
وتنص المادة 35 على أن الملكية الخاصة مصونة، وحق الإرث مكفول، ولا يجوز فرض الحراسة عليها إلا فى الأحوال المبينة فى القانون وبحكم قضائى، ولا تنزع الملكية إلا للمنفعة العامة بمقابل تعويض عادل.
هذا هو دستورنا الذى يضمن حقوق البشر ويضمن حقوق المواطنين، انظروا للدستور قبل أن تصدروا قوانينكم المجحفة لبناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة.
عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان
الاقتباس:
لماذا كل هذا التعقيد إذن؟! هل المطلوب أن نتقدم بطلب ارتفاع المبانى والخضوع لهذه الهيئات التى تعقد الأمور ولا تعطى أى تعديل على ارتفاع المبانى؛ حيث إننا شكونا عدة مرات ولم يستجب أحد!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اشتراطات البناء الجديدة وتوقف حركة البناء فى المدن اشتراطات البناء الجديدة وتوقف حركة البناء فى المدن



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon