توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جامعات المستقبل جامعات الجيل الثالث

  مصر اليوم -

جامعات المستقبل جامعات الجيل الثالث

بقلم - أحمد عبد الظاهر

منذ تنصيبه رئيساً لجامعة القاهرة، تحدث الدكتور محمد عثمان الخشت أكثر من مرة عن رؤيته لوضع الجامعة المصرية الأم ضمن «جامعات الجيل الثالث»، مؤكداً أن الخطة الاستراتيجية للجامعة التى تم تحديثها مؤخراً، تهدف إلى خدمة الاقتصاد ومشروعات الدولة التنموية. وغنىٌ عن البيان أن الدكتور الخشت تم اختياره فى ظل التعديل الذى حدث فى عام 2014م على قانون تنظيم الجامعات، الذى جعل اختيار رئيس الجامعة بقرار من رئيس الجمهورية بناء على توصية من اللجنة المختصة لاختيار القيادات الجامعية. وينبغى على كل من يتقدم بأوراق ترشيحه إلى هذه اللجنة أن يرفق تصوراً لخطة تطوير الجامعة. ويبدو أن «جامعة الجيل الثالث» كانت محور تصوّر الدكتور الخشت لتطوير جامعة القاهرة. ويبدو سائغاً القول إن هذه الخطة قد صادفت قبولاً لدى الدولة المصرية، الأمر الذى قاد إلى صدور القرار الجمهورى بتعيينه رئيساً للجامعة المصرية الأم. وقد كان المأمول أن يتم الإفصاح عن هذه الخطة بحيث تكون تحت بصر كل أعضاء هيئات التدريس بكليات الجامعة المختلفة، باعتبارهم شركاء فى تنفيذ هذه الخطة وتجسيدها على أرض الواقع. كذلك نعتقد من الملائم أن يتم تكليف كل كلية بعرض خطتها الفرعية لتنفيذ خطة الجامعة فى هذا الصدد. ويمكن استحداث مؤشر يتم من خلاله قياس مدى تقدم الجامعة فى تنفيذ هذه الخطة، وترتيب الكليات والمعاهد التابعة لها فى درجة التحول إلى جامعات الجيل الثالث.

وتجدر الإشارة إلى أن «جامعة الجيل الثالث» لا تقوم على التدريس والبحث العلمى فقط، ولكن تعتمد على تحويل الجامعة إلى حاضنة للإنتاج والاستثمار التقنى. ويرجع الفضل فى ظهور هذا المصطلح إلى البروفيسور الهولندى (J. G. Wissema)، الذى أصدر كتاباً عام 2009م تحت عنوان (Towards the Third Generation University)، وترجمته بالعربية هى «الطريق إلى جامعة الجيل الثالث». وهذا الكتاب متاح على محرك البحث «جوجل»، ويمكن لأى مهتم بالموضوع تنزيله مجاناً والاطلاع عليه، ويقع فى 270 صفحة. وفى هذا الكتاب، يتحدث المؤلف عن التطور التاريخى للجامعات، بدءاً بالجيل الأول الذى ظهر فى العصور الوسطى، معتبراً أن هذه الجامعات انبثقت عن مدارس الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية من أجل الدفاع عن الحقيقة، ومن ثم قامت بتأسيس معاهد للتعليم المنظم تهدف إلى نقل المعرفة كما تراها. وقد مر هذا النموذج من الجامعات بفترة انتقالية خلال عصر التنوير الذى شهدته أوروبا، ما أثر بشكل رئيسى فى رسالتها التى ارتقت من نقل المعرفة إلى اكتشاف معارف جديدة، ثم ينتقل الكاتب بعد ذلك إلى الجيل الثانى من الجامعات، معتبراً أن هذا النموذج قد أدخل البحث كعنصر إضافى للتدريس من أجل اكتشاف الطبيعة كهدف أساسى، وكرّس أخذ القوانين العلمية بعين الاعتبار فى الإنتاج الفكرى. ورغم أن معظم الجامعات فى العالم حالياً يمكن إدراجها ضمن هذا النموذج، فإن مجموعة من العوامل تقود لظهور «جامعة الجيل الثالث»، حيث يتميز هذا النموذج الجديد باعتماده الأساسى على استثمار المعرفة الكيفية من خلال الحاضنات التقنية وما شابه، دون الاكتفاء بالتدريس والبحث العلمى.

ويبدو واضحاً من العرض السابق أن تركيز البروفيسور (Wissema) ينصب على الكليات العملية دون غيرها. ونعتقد أن بالإمكان تطوير الفكرة من خلال عقد حلقات النقاش حولها والنظر فى إمكانية تطويرها وتعميمها، بحيث تصبح أساساً لتطوير العملية التعليمية بوجه عام، ومنطلقاً نحو ربط الجامعات بالمجتمع فعلاً وعملاً، والله من وراء القصد.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جامعات المستقبل جامعات الجيل الثالث جامعات المستقبل جامعات الجيل الثالث



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon