توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هناك فى العالم الآخر..!

  مصر اليوم -

هناك فى العالم الآخر

بقلم: حسن المستكاوي

** سنرى إن شاء الله فريق مانشستر سيتى، بقيادة جوارديولا فى دورى أبطال أوروبا للاستمتاع بأداء رفيع المستوى.. بعد أن قضت المحكمة الرياضية الدولية برفع عقوبة الإيقاف عامين عن الفريق بقرار من الاتحاد الأوروبى لكرة القدم تطبيقا لقاعدة اللعب المالى النظيف، وفى الوقت نفسه قضت المحكمة بتأنيب النادى لإعاقته تحقيقات اليويفا، وخفضت المحكمة الغرامة التى فرضت على مانشستر سيتى من 30 مليون يورو إلى عشرة ملايين يورو.. وتناقضت ردود الأفعال على قرار المحكمة الرياضية الدولية.. لكن فى ردود الأفعال دروسا حضارية جديدة أخرى من هذا العالم الآخر..!
** قال جوارديولا تعليقا على البراءة: «أعلم أن القرار ليس مريحا للأندية الكبيرة مثل مانشستر يونايتد وليفربول وآرسنال، لا يجب أن نطلب الإذن للوجود هنا نستحق أن نكون هناك يا رفاق، تقبلوا هذا إنه يوم جيد لكرة القدم، لكن يورجين كلوب الذى سبق له أن وصف جوارديولا بأنه مدربه المفضل، قال: «لا أتمنى أى شىء سيئ لأى أحد، ولكننى لا أعتقد أنه يوم جيد لكرة القدم.. قاعدة اللعب المالى النظيف فكرة جيدة وضعت لحماية الفرق والمنافسة، ويتعين على الأندية التأكد من أن المال الذى يريدون إنفاقه يأتى من مصادر صحيحة.. وكلاهما يقدم درسا جديدا فى ثقافة المنافسة والاختلاف، فكلاهما يرى الآخر مدربا عظيما على الرغم من شراسة المنافسة بينهما، وكلاهما لم يجامل الآخر، ولم يغض أحدهما نظره عن قرار المحكمة، وكلاهما قال رأيه دون سباب وإساءات وتصريحات نارية تهاجم زميله وتسفه رأيه.. ما هذا السلوك الحضارى؟ ما هذه الحضارة؟
** الإجابة لمن يسأل ويريد أن يعرف أين يوجد هذا السلوك الحضارى فى الاختلاف: ترونه فى كوكب المريخ!
** وبمناسبة الكوكب الآخر الذى يسكنه أهل العالم الآخر، ها نحن نرى ما فعلته حادثة مصرع الأمريكى الأسمر جورج فلويد، فمن أثار الحادث الذى هز العالم وأشعل المظاهرات ضد العنصرية، أن فريق ريد سكينز لكرة القدم الأمريكية قرر تغيير اسمه العنصرى، لما يمثله ناحية سكان أمريكا الأصليين، من الهنود. فقد تقرر تغيير اسم الفريق بعد 87 عاما.. لكنه قرار جاء متأخرا قرابة الخمسين عاما، إلا أنه سيضع فريق ريد سكينز، فى الجانب الصحيح من التاريخ (لاحظوا التعبير) حسبما نشرت صحيفة الواشنطن بوست فى تقريرها.
** فى عام 1970 أطلق سكان أمريكا الأصليين من الهنود مؤتمرا وطنيا لمكافحة الصور النمطية الضارة للسكان فى وسائل الإعلام وفى الثقافة الشعبية الأمريكية، وتجاوبت مؤسسات وجامعات وهيئات مع الحملة، وقررت تغيير الأسماء والشعارات التى تعكس مفهوما عنصريا يسىء للهنود. ومن هذه المؤسسات جامعات أوكلاهوما وماركيت وستانفورد وكذلك مجموعة من المدارس الثانوية.. والآن بعد نصف قرن سيمضى ريد سيكنز مع الذين سبقوه.. لكن فى أسباب القرار وجه آخر يكشف قوة الرعاة والفهم الرياضى وللقيم الإنسانية للشركات الراعية التى تبحث عن جنى الأرباح.
** فقد قررت شركة نايكى التوقف عن بيع الأدوات الرياضية الخاصة بالفريق، وضغطت شركة فيدكس الراعية الأخرى من أجل تغيير الاسم وهددت بسحب اسمها من استاد لاندوفر الخاص بالفريق.. ولكن ما لا ينبغى إغفاله هو العمل الشجاع للناشطين الأمريكيين الأصليين الذين دافعوا بلا كلل عن تغيير الاسم.. علما بأن مالك الفريق منذ عام 1999 دان سنايدر كان أعلن من قبل أن الاسم لن يتغير أبدا.. لكنه رضخ أخيرا أمام ثورة الغضب ضد العنصرية.. وتقرر إعلان اسم جديد بعد التشاور مع الأمريكيين الأصليين والمنظمات العسكرية للتأكد من أن الاسم الجديد يليق بتاريخ أمريكا وسكانها الأصليين.
** تلك قصة أخرى من العالم الآخر..!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هناك فى العالم الآخر هناك فى العالم الآخر



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon