بقلم: حسن المستكاوي
** فى منتصف يناير الماضى حذرت منظمة الصحة العالمية من خطر فيروس جديد من مجموعة فيروسات كورونا ولم يكن قد أطلق عليه بعد «كوفيد 19»، وقبل ثلاثة أيام قال مدير المنظمة الدكتور تيدروس أدهانوم إن كورونا يمثل أخطر أزمة صحية تواجه البشرية.. فقد وصل عدد الضحايا حتى كتابة هذه السطور إلى قرابة 8 آلاف، وعدد المصابين تجاوز 200 ألف فى العالم كله.
** لماذا لا نستوعب كمواطنين معنى هذا التصريح؟ لماذا هذا الاستهتار واستمرار الخروج من المنازل وصناعة زحام فى مواقع ومحلات؟
** لماذا لا نستوعب ما حدث فى الصين وتحديدا فى مدينة ووهان، من انتشار المرض، ولماذا لا نستوعب ما يحدث فى إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وأوروبا كلها..؟ فمنذ أن طل علينا شبح كورونا مضت الحياة الاجتماعية بصورة طبيعية، ومع إعلان الحكومة عن إجراءات احترازية تكررت مشاهد الازدحام، ولاسيما فى المطاعم والمولات ومحلات السوبر ماركت فكنا نرى فى هذا التكالب على السلع كأن «فيروس كورونا يمشى، ويختلط وينتقل بيننا»..!
** نصائح منظمة الصحة العالمية، ووزارة الصحة المصرية واضحة ومختصرة ومباشرة: «لا تختلطوا، والاختبار، والعزل الذاتى لمن يشعر بأى أعراض»، ونظرة واحدة على المولات سنرى أننا لا نطبق ذلك، ونظرة واحدة على بعض وسائل المواصلات العامة سنرى أننا لا نستمع للنصائح والتعليمات الطبية التى تتعلق بالتعامل مع أخطر أزمة صحية تواجه البشرية كما قال مدير منظمة الصحة العالمية..!
** البشرية تخوض حربا شرسة ضد هذا الفيروس الضئيل الخسيس الذى لا نراه بالعين المجردة، الكوكب كله يعيش حالة واحدة وأزمة واحدة، غير مسبوقة على الرغم من أزمات وأوبئة صحية سابقة أودت بحياة الكثيرين إلا أن انتشار المرض لم يكن بنفس السرعة الهائلة التى يمضى بها هذا الفيروس بين البشر.
** التنمر الذى تعرض له بعض الأجانب والصينيين فى شوارعنا أصاب أخيرا فريق ووهان لكرة القدم فى إسبانيا، وكان الفريق قام بزيارة إلى مدريد فى شهر يناير الماضى، واحتجز هناك طوال الفترة الماضية بعد تفشى الفيروس فى ووهان تحديدا، ورحل أخيرا عائدا إلى الصين قبل قرار تعليق رحلات الطيران، وفى طريق العودة وخلال ساعات ترانزيت فى ألمانيا تحدث مدرب الفريق وهو إسبانى الجنسية ويدعى خوسيه جونزاليس أن لاعبيه كانوا مثل فيروس «يمشى على قدمين طوال فترة وجود الفريق فى شوارع إسبانيا ومواقعها المختلفة».. ومن وحى هذا التصريح البليغ الذى يعكس التنمر العام ضد الفريق الصينى، نصل إلى حقيقة مؤكدة وهى أن كل زحام فى أى مجتمع يصنع جيشا من الفيروسات يتحرك بحرية دون أدنى قيد ناشرا نفسه وسط الناس ومصيبا العشرات والمئات منهم.. فهل نحمى أنفسنا ونحمى بلدنا من هذا العدو الضئيل والخسيس؟
** فى خبر نقلته سكاى نيوز عربية جاء أن الصين احتفلت بإجراء أول تجربة سريرية ناجحة على لقاح كورونا، ونشرت صباح أمس مجموعة صحف ووكالات أنباء عالمية خبرا يقول إن مجموعة سانوفى الدوائية الفرنسية عرضت على السلطات دواء بلاكنيل المضاد للملاريا لمعالجة 300 ألف مصاب بفيروس كورونا.
** ربنا يحفظ مصر وشعبها ويحفظ البشرية جمعاء من هذا الخطر الداهم الذى لا نراه ولا نعرف كيف جاء أو من أين جاء؟!