بقلم : حسن المستكاوي
** فى دقيقتين تحولت فرحة الجمهور بالفوز على البرتغال إلى حزن للخسارة من البرتغال. وقد يكون مفهوما أنه من حق الجمهور هذا التحول السريع بين الفرحة والحزن. إلا أن تحليل مباراة لا يجب أن يخضع للعواطف. ولا يجب أن تحكمه النتيجة. فعندما خسر المنتخب من البرازيل 4/3 فى بطولة القارات كان الجميع، جمهورا ونقادا سعداء بالأداء.
** البرتغال أقل من أوروجواى. ومع ذلك هو فريق كبير. وقد كان أداء المنتخب بدرجة مقبول فى الشوط الأول. وصنع فرصة واحدة لعبدالله السعيد. ثم فرصة ثانية فى الشوط الثانى سجل منها صلاح. أما باقى المباراة فكان سعيا مستمرا لانتزاع الكرة من البرتغاليين، ومطاردة الكرة وهى مع البرتغاليين، ودفاع عن مرمانا من البرتغاليين.
** إذا كان من الحسنات أن رونالدو الجبار غاب معظم المباراة، فإن من السيئات أنه ظهر فى دقيقتين وخطف الفوز لفريقه. ولم يتذكر العالم سوى ظهوره كما ظهر فى عناوين الصحف الإنجليزية كلها عن اللقاء.
** أداء المنتخب تطور هجوميا بنسبة بسيطة جدا. وهذا على اعتبار أن الوصول، مجرد الوصول إلى حافة منطقة جزاء الخصم يعد هجوما. فهل دخلنا الصندوق البرتغالى عدة مرات أم أنها مرة وفعلها السعيد ومرة أخرى لمحمد صلاح؟ ثم إن هناك قيودا على تحركات اللاعبين. نفس القيود. وهنا أسأل: هل هذا الأسلوب الذى يتبعه كوبر يرجع لاقتناعه به وهو ينفذه مع أى فريق أم أنه أسلوب يراه مناسبا لقدرات ومهارات اللاعب المصرى؟
** الرجل كما قلنا من قبل من مدرسة هييلينو هيريرا أستاذ الكتاناتشيو فى الستينيات. وهذا الأسلوب لا يعنى الدفاع فقط وإنما القدرة على الهجوم المضاد عند امتلاك الكرة. وهذا ينقص المنتخب الوطنى كثيرا.. فسؤالنا القديم ما زال قائما: ماذا نفعل بالكرة حين نمتلكها؟
** فى المقابل هناك أسئلة مهمة أخرى: هل نقدر على اللعب المفتوح؟ هل نقبل بالمغامرة التى قد تصيب وقد تؤدى إلى عواقب وخيمة؟ كم مرة هاجم عبدالشافى وكم مرة هاجم فتحى؟ وكم مرة تقدم طارق حامد؟ وكم مرة تقدم الننى؟ وكم مرة دخلنا صندوق البرتغال بخمسة وستة لاعبين؟ وكم مرة أصيب مرمانا بأهداف من كرات عرضية؟ وكم مرة وقعنا فى خطأ التقدم ثم عدم الحفاظ على هذا التقدم.. وفى كم مباراة حدث ذلك؟ كم مرة أهدرنا فوزا؟ كم مرة نقلنا الكرة من الخلف إلى الأمام؟ كم مرة سألنا أنفسنا قبل أى مباراة بكم هدف سنفوز.. وكم مرة سألنا أنفسنا قبل أى مباراة هل سنفوز.. وهو نفس السؤال سواء لعبنا مع الصومال أو مع البرازيل؟!
** المباراة باختصار: ضاع منا مكسب معنوى. دافعنا على طول. «لنا 3 هجمات زى 3 دقات». الكرة الطويلة تنقرض ومازلنا نلعبها. الشناوى مكسب لكن الست ياردات مملكته. ضياع التركيز ضيع فوزا كان فى يدنا. القدرة على الحد من خطورة رونالدو انتصار لم يكتمل. التغييرات لا معنى لها. فلماذا يخرج صلاح. ولماذا يلعب شيكابالا عشر دقائق؟ ولماذا يلعب عاشور 6 دقائق؟ ولماذا تأخر الدفع بمروان محسن؟
** لا يوجد شىء اسمه هزيمة مشرفة. فالهزيمة هزيمة. (لا شىء اسمه هزيمة بطعم المكسب والكاتشب والمسطردة).. وكل ما سبق ممكن حضرتك تعتبره مجرد عواطف مواطن مصرى يريد الأفضل لمنتخب بلاده.. ويتمنى ألا تخضع قرارات مدربه إلى عواطف رجل أرجنتينى!
نقلاًعن الشروق القاهرية