بقلم: حسن المستكاوي
** أكرر كثيرا أن تقييم أداء الفرق الكبيرة مرتبط بأداء الفرق التى تواجهها، وأنه علينا جميعا أن نرى كيف لعب الآخر كى نرى جيدا كيف لعب الفريق الذى تشجعه، وهو أمر أعتقد أنه يجب أن يسرى على التحليل. وفى ذلك أتذكر قولا مهما لواحد من أهم المدربين العالميين فى حقبة السبعينيات وهو لويس سيرزا مينوتى الفائز بكأس العالم 1978: «إن أسلوبى المفضل يتلخص فيما يلى: إن خصمك هو الذى يلهمك أسلوب مواجهته».. وأضيف بدقة أكثر فيما يتعلق بالدورى المصرى، إن أسلوب دفاع خصمك يلهمك أسلوب مواجهته، دون إغفال مسئولية المدرب فى تكوين الفريق أو بالأحرى تشكيله..!
** لعب إنبى والاتحاد السكندرى أمام الأهلى والزمالك بأسلوبين دفاعيين مختلفين.. فكان إنبى يبنى خطه الدفاعى الأخير من منتصف ملعبه فى رهان على مصيدة التسلل للحد من خطورة مجموعة الهجوم فى الأهلى، الممثلة فى جيرالدو السريع، لكن سرعة قدميه أسرع من سرعه عقله، وأجاى وقفشة وعلى معلول ومروان محسن وخلفهم السولية وديانج ثم محمد هانى. وكان ذلك الأسلوب الدفاعى إدراكا من حلمى طولان أن خطط الأهلى تبنى على إرسال كرات خلف المدافعين بجمل قصيرة التمريرات، وحاول تعطيله أيضا بزحام مدافعين داخل الصندوق. إلا أن أيمن أشرف أحد أهم نجوم المباراة، شكل أهم عناصر التمرير الطويل من الخط الخلفى ناقلا فريقه من ملعبه إلى ملعب إنبى، وصنع الهدف الأول للفريق بتمريرته إلى محمد هانى الذى اخترق الجبهة اليمنى فى صورة طبق الأصل من أحد أهم أسلحة الأهلى فى مبارياته، وهو تنوع الممررين والمخترقين من الخطوط الخلفية فى المساحات الدفاعية، فلا يعنى فايلر كثيرا وجود رأس حربة مقيم وساكن فى منطقة المنافس..
** لكن الأهلى أسلحته متعددة ومتجددة قياسا بالفرق المصرية. فالفريق حين يفقد الكرة يستخلصها بسرعة، وهذا الاستخلاص من تعليمات فايلر التى يجب أن تطبق، ولذلك ترى اللاعبين يضغطون على الخصم فرديا وجماعيا وفقا لقواعد الضغط الفنية السليمة وليست وفقا للضغط الشكلى و«التهويشى الفهلوى الذى يمارسه بعض اللاعبين».. وكان هذا الضغط الأحمر مؤثرا، بشكل عام لكنه أخرج لاعبين مهمين فى إنبى من المباراة وهما أحمد العجوز ومحمد بسيونى، فضلا عن تحييد أحمد على وحرمانه من طرق منطقة الجزاء، وحرمان الجناحين من إرسال كرات عرضية إليه.
** الزمالك واجه أسلوبا دفاعيا مختلفا من الاتحاد السكندرى الذى لعب بطريقة «شجرة الكريسماس» التى قدمها فينابلز مدرب إنجلترا مطلع التسعينيات من القرن الماضى، 4/3/2/1.. وألزم خط الظهر بالدفاع من داخل الصندوق بمساندة من مانجا والغندور وحجى، مما صعب المهمة فى التحرك والتمرير وخلق المساحات أمام مهاجمى الزمالك فكيف يفعلون ذلك فى مواجهة ستة أو سبعة مدافعين، بإيقاع يتسم بالبطء فى التمرير والتحرك؟. وافتقد الاتحاد عناصره الهجومية المساعدة لرأس الحربة خالد قمر بغياب سيسيه، وأحمد رفعت، وأكورى، بالإضافة إلى غياب قارئ الملعب الأول بالفريق نور السيد. وصحيح شكل السيد سالم ومروان عطية ما يشبه الجبهة الضاغطة على حازم إمام، إلا أن العدد الهجومى ظل ناقصا حتى هدف الزمالك..
** عاد طارق حامد مدرعة خط الوسط ليتولى مهمة التغطية الدفاعية، تاركا فرجانى ساسى يحلق طائرا ومتقدما ومستمتعا باللعب، وهو ايضا كان حاله أمام المصرى. فيما عاد محمد حسن للخلف ليدافع مع طارق فى أحيان نادرة فالأمر لم يكن محتاجا. ونشط زيزو وعبدالشافى من الناحية اليسرى وإسلام جابر سواء من الجناح أو القلب مساندا مصطفى محمد فيما منع زحام الجبهة اليمنى حازم إمام من الانطلاق وإرسال كراته العرضية وهى من أساسيات خطط الزمالك لوجود رأس حربة لا يخرج كثيرا من الصندوق، وإن اضطر للخروج بسبب زحام المدافعين. وظل اختراق الزمالك مستعصيا أمام تألق عماد السيد حارس الاتحاد، وأمام زحام المدافعين حتى سجل فرجانى هدفه بتسديدة وسط الأقدام. وتغير شكل المباراة بعد هذا الهدف، وبعد اشتراك بن شرقى وأوناجم. اللذين صنعا الحيوية والديناميكية والإيقاع السريع الذى كان غائبا فى هجوم الفريق، الذى أهدر خمس أو ست فرص تهديف بسبب الرعونة، والاستعراض، وعدم التركيز، من جانب زيزو، وبن شرقى واوناجم ومصطفى محمد، وفرجانى ساسى. وترتب على ذلك هدف التعادل، لأحمد راشد الذى ضيع مذاق الأداء الذى قدمه الزمالك وكان صورة من هدف فرجانى..
** لعب بيراميدز شوطا قويا، أو هو شوط السعيد، أمام طنطا. أو أمام أتلتيكو طنطا الشوط الأول.. وكان الانقلاب مع تعديل الكرواتى تشاتشيتش لتكوين الفريق، فأعاد إريك تراورى إلى منطقته، ومنها ينطلق إلى كل المناطق، ويفاجئ دفاعات الخصم كما الشبح. مع اللعب برأس حربة متحرك وهو دودو الجباس. إلا أن المباراة شهدت نقطتى تحول مؤثرتين، الأولى ضربة الجزاء التى أهدرها إسلام جمال لطنطا فى الدقيقة 42 فأغلقت باب الأمل، والثانية ضربة الجزاء التى سجلها عبدالله السعيد المتألق ففتحت باب الأمل الذى أغلقه جمال!