بقلم : حسن المستكاوي
** الجمهور، ومدربو المنتخبات، وكباتن المنتخبات، والصحفيون والإعلاميون الرياضيون المتخصصون يمثلون أربع مجموعات قامت بالتصويت على جوائز الفيفا بنسبة 25 % لكل منها.. وتوج صلاح للقب أفضل لاعب فى استفتاء الجمهور. وهو أمر متوقع لأن جماهير الكرة المصرية والعربية تمارس عملية التصويت بمحبة واندفاع وقوة، فهى التى اختارت محمد أبوتريكة يوما ما للقب أشهر لاعب فى العالم، فى وقت كان العالم كله يتحدث عن ميسى ورونالدو!.
** تصويت الجمهور أيضا منح محمد صلاح جائزة بوشكاش لأحسن هدف. فقد فتح باب التصويت على تلك الجائزة من 3 إلى 24 سبتمبر وظل باب التصويت مفتوحا حتى الدقيقة الأخيرة. وقد تفوق هدف صلاح فى مرمى إيفرتون على أهداف لرونالدو وميسى وبيل كانت رائعة، لكنها أيضا كانت متحالفة مع التوفيق أكثر من المهارة، لأن التوفيق قد لا يتكرر لكن المهارة يجب أن تتكرر.
** مجرد دخول صلاح فى دائرة الترشيحات هو إنجاز مصرى وعربى غير مسبوق، وهو ثانى إفريقى بعد النجم جورج ويا لاعب ميلان ومنتخب ليبريا ورئيس الجمهورية حاليا والفائز بلقب الأفضل فى استفتاء الفيفا عام 1995. وللأسف تعامل وسائل إعلامية عربية ومصرية مع دخول محمد صلاح لدائرة المرشحين بعواطف ومبالغات، لدرجة أن توصف المنافسة قبل الإعلان عن الفائز بأنها صراع ساخن بين صلاح وبين مودريتش. بينما حصل اللاعب الكرواتى على 29.05 صوتا مقابل 19.08 لرونالدو و11.23 لصلاح. وهو فارق كبير بين الأول والثالث.. كما أن فوز مودريتش كان متوقعا.
** منح جائزة المشجعين لجمهور بيرو الذى شارك فى تشجيع منتخب بلاده فى روسيا العائد للمونديال بعد 36 سنة لم يكن اختيارا موفقا، فالأفضل هو سباستيان كاريرا مشجع فريق بويرتو مونتى من تشيلى، وهو يلعب فى الدرجة الثانية، وقد سافر هذا الشاب لمسافة 1500 كيلومترا كى يتابع مباراة فريقه مع فريق كوكو يبمو، كان هو المشجع الوحيد فى مدرج فريقه، وأخذ يهتف وينفعل ويصرخ للاعبيه ليفوز فريقه بويرتو مونتى بالمباراة ويهدى لاعبوه الفوز إليه..
** الأرجنتينى هيكتور كوبر مدرب منتخب مصر الأسبق ومدرب أوزباكستان حاليا وقع اختياره وفقا للنتائج التى أعلنت، على ميسى ورنالدو ومودريتش بالترتيب. وأظن أن كوبر ليس هو صاحب تلك الاختيارات. وأظن أن هذا الظن أفضل له شخصيا. فمن جهة هو لم يقع اختياره على صلاح ولو من باب المجاملة، وهذا حقه قطعا، ولا يعيبه، لكن ما يعيبه أنه وضع بعواطفه ميسى وهو لم يصل للقائمة النهائية فيما اختار مودريتش فى المركز الثالث، بعيدا عن المنطق وعن كل الترشيحات وفقا للمعايير المتعارف عليها. مثل البطولة، واللقب المهارة والدور مع الفريق فى عام الاختيار..!
** مودريتش كسر احتكار رونالدو وميسى للجوائز وقد فاز كريستيانو بـ 11 جائزة بينما فاز ميسى بـ 8 ألقاب. فى السنوات الأخيرة. والسؤال الذى طرح قبل عامين وربما قبل أوانه كان: هل انتهت حقبة ميسى ورونالدو..؟ الإجابة ربما إنتهت حقبة الصراع بينهما، خاصة بعد رحيل رونالدو إلى يوفنتوس، وعليه الفوز بدورى أبطال أوروبا كى يظل رونالدو فى السباق، والأمر أيضا بالنسبة لميسى يرتبط بتكرار الفوز ببطولة أوروبا مع برشلونة.. بينما الفرصة متاحة أمام مودريتش وصلاح أيضا ومعهما مبامبى وجريزمان ونيمار.
** يبقى أن شركات رعاية، ودعاية، تتدخل أحيانا فى الاختيارات وتقودها وتحركها، وأن الإعلام العالمى كله وجد صراعا جاهزا بين رونالدو وميسى فأشعله، ولم يبذل جهدا فى ابتكاره أو صناعته. فالإعلام يعيش فى حقول الصراع والمنافسة والمقارنات، وهى التى تنبت له القصص، والمانشيتات، وتجذب الجماهير بكل الوسائل الإعلامية!
نقلًا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع